أكّد عضو اللجنة العلمية لرصد ومتابعة تفشي وباء كورونا، الدكتور إلياس أخاموخ، أنّ الإجراءات الوقائية الصّارمة التي اتخذتها الجزائر ساهمت في تأخير دخول الفيروس المتحور، لافتا إلى أن التحوّر متوقع وليس بالغريب كون جميع الفيروسات التنفسية تطرأ عليها تغييرات. أوضح عضو اللجنة العلمية في تصريح خصّ به «الشعب «، أن تسجيل إصابات بالفيروس النيجيري المتحوّر وسلالات أخرى، يستدعي أخذ مزيد من الحيطة والحذر، بالعودة إلى الالتزام بالتدابير الاحترازية لمكافحة انتشار جميع السلالات المرتبطة بفيروس كورونا سواء الجديدة أو الأصلية، مشيرا إلى أنّ الإستراتيجية المعمول بها في الجزائر حققت نتائج جيدة وساعدت على احتواء الوضع الوبائي، ومنع انتشار جميع النسخ المتعلقة بفيروس كورونا. وحذّر من التراخي في تطبيق الإجراءات الوقائية الذي قد ينتج عنه ارتفاع في عدد الإصابات والوفيات، خاصة وأنّ الخطر ما يزال موجودا باستمرار تفشي فيروس كورونا الأصلي وبدخول السلالات الجديدة إلى الجزائر، داعيا الى ضرورة الحفاظ على استقرار الحالة الوبائية التي تعيشها الجزائر حاليا من خلال الاستمرار في التقيد بقواعد الوقاية والحماية كونها الكفيلة للحد من مخاطر انتشار الفيروس. وحسب عضو اللجنة العلمية المكلفة برصد ومتابعة تفشي وباء كورونا، فإنّ خطورة الفيروس المتحوّر النيجيري تكمن في سرعة انتشاره وتفشيه مقارنة بكوفيد-19، ولا توجد معلومات الى حد الآن عن المضاعفات التي يمكن أن يتسبّب فيها الفيروس للمصابين به، مبرزا أن جميع اللقاحات التي جلبتها الجزائر فعّالة ضد الفيروس المتحور وليس صحيحا أن الفيروس النيجيري المتحور لها. وقال إنّ نفس الإجراءات الوقائية المتخذة في إطار مكافحة «كوفيد-19» يجب اتباعها للوقاية من تفشي السلالات الجديدة ومختلف الفيروسات التنفسية، خاصة وأنّها سريعة الانتقال بين المواطنين، مضيفا أن تقليل الإصابات هو أكثر ما يهم لتفادي مخاطر تفشي الوباء من خلال الالتزام بالتعليمات الوقائية وأخذ اللقاحات المتوفرة في الجزائر «سبوتنيك-V» و»أسترازينيكا «، واللذين أظهرا فعاليتهما ضد السلالات الجديدة والفيروس الأصلي، ولم تحدث مشاكل صحية في البلدان التي اكتشفت فيها الفيروسات المتحورة، حتى الفيروس الفلبيني الذي ظهر منذ يومين. وفيما يخص تصنيع لقاح «سبوتنيك-V» في الجزائر، أفاد أنها خطوة هامة ستساهم في تلبية الحاجيات من اللقاح دون اللجوء إلى اقتنائه، مشيرا إلى أن الجزائر من البلدان الأوائل التي اعتمدت على هذا اللقاح بالرغم من بعض الانتقادات التي طالته، والآن الكثير من الدول تريد اقتناءه بسبب مميزاته، معتبرا أنّه خيار ممتاز نظرا لفعاليته وسلامته وظروف تخزينه وسعره المناسب. وعن المفاوضات الجارية لجلب لقاح «فايزر»، أجاب الدكتور أخاموخ، أنّ شروط تخزين ونقل هذا اللقاح تغيّرت بعد أن كان يحفظ في أقل من 70 درجة، قامت المخابر المنتجة بتعديلها إلى أقل من 19 درجة ولا يتطلب وسائل تبريد خاصة، مضيفا أنّ الجزائر قادرة على اقتناء هذا اللقاح والتنويع في اللقاحات ما يسمح بضمان كميات كافية لتلقيح المواطنين إلى غاية تحقيق المناعة الجماعية في أواخر 2021، ويمكن أن تصل إلى 2022. فيما يخص تشخيص الفيروس المتحوّر، أكّد أن فحوصات «بي - سي - آر» لا تكشف عن نوع الفيروس المتحور، ولكن تعطي لمحة عن احتمال وجود الفيروس المتحور، والتأكد من حقيقة الإصابة يتم من خلال تقنية كشف الجينات والتي تقدم النتائج الدقيقة، موضحا أنه لحد الآن معهد باستور هو الوحيد الذي لديه الإمكانيات للكشف عن نوع السلالة، كاشفا أن المحادثات جارية لاستعمال المخابر الأخرى تقنية التحاليل الجنية للتشخيص وكشف نوع الفيروس المتحور.