المطلوب فرض حجر صحي على القادمين من الخارج أكّدت رئيسة مصلحة جراحة الصدر البروفيسور كريمة عاشور، أنّ الفيروس المتحوّر لديه نفس درجة الخطورة مع كوفيد -19، ولا يوجد اختلاف بينهما سوى ما تعلّق بسرعة انتشاره لدى فئة الشباب، قائلة إنّ الخوف الحقيقي يجب أن يكون من الفيروس المتفشي بكثرة في الجزائر، والذي تسبّب في عدّة وفيات وليس من النسخة الجديدة. أوضحت البروفيسور عاشور، في تصريح خصّت به «الشعب»، أنّ جميع فيروسات كورونا خطيرة ولا يقتصر الأمر على الفيروس المتحوّر فقط، داعية إلى أخذ الاحتياطات اللازمة وفرض الصرامة في تطبيق الإجراءات الوقائية وتجنّب الاستهتار والتهاون في التعامل مع الوباء بعد تسجيل انخفاض في عدد الإصابات الذي يمكن أن يتسبّب مجدّدا في تدهور الحالة الوبائية. وأرجعت رئيسة مصلحة جراحة الصدر أسباب تسجيل إصابتين بالفيروس المتحوّر البريطاني إلى غياب الصرامة في تطبيق الإجراءات الاحترازية، خاصة ما تعلق بغلق المجال الجوّي وعدم توقيف التنقلات من خارج الوطن إلى الداخل الأمر الذي تسبّب في دخول النسخة الجديدة من فيروس كورونا إلى الجزائر، مشدّدة على ضرورة توقيف الرحلات والإبقاء فقط على السفر الاستثنائي لدواعي تلقي العلاج. وألحّت البروفيسور عاشور على العودة إلى فرض حجر صحي، لمدة 10 أيام على الأقل، لكلّ شخص قادم من الخارج للتأكد من عدم الإصابة لتجنّب دخول الفيروس المتحوّر إلى الوطن أو اشتراط دفتر التلقيح ضدّ الفيروس قبل السفر من أجل الحفاظ على استقرار الوضعية الوبائية التي تشهدها الجزائر في الفترة الأخيرة. وتوقعت الخروج من الأزمة الصحية في أواخر 2021 في حالة الاستمرار في الالتزام بإجراءات الوقاية وأخذ اللقاح المضاد لكورونا بصفة تدريجية ودون الاستهانة بفعالية اللقاحات المتوفرة، باعتبار أنّ جميعها تساهم في توفير الحماية من مخاطر فيروس كورونا وحتى السلالة المتحوّرة، مضيفة أنّ تلقيح 70 بالمائة من الجزائريين سيسمح باكتساب مناعة جماعية تمكّن من مقاومة مخاطر الفيروس. كما أكّدت أنّ اللقاح الروسي» سبوتنيك» المتوفر في الجزائر، يمتلك خصائص تجعله فعال ضد الفيروس المتحوّر حسب المعطيات العلمية، وقد أعطى فعالية بنسبة عالية ضد الإصابة بكوفيد -19 ولم يستبعد أن يساهم هذا اللقاح في الوقاية من مضاعفات الفيروس المتحوّر مقارنة بلقاح «أسترازينيكا» الذي لم يتم تأكيد فعاليته، في حين أثبتت التجارب أنّ لقاح «فايزر» هو الأفضل في مقاومة فيروس كورونا وحتى النسخة المتحوّرة. فيما يخصّ أعراض الفيروس المتحوّر، أفادت البروفيسور عاشور أنّها نفس العلامات التي تظهر على المصابين بكوفيد -19 ولا تختلف عنها وتتمثل في أعراض تنفسية وهضمية وعصبية وجلدية حسب كل شخص، مشيرة إلى أنّ الفيروس المتحوّر لم يختلف عن كوفيد - 19 ولكن يتميّز عنه في سرعة انتشاره، خاصة لدى الشباب أكثر من كبار السن. وأوضحت رئيسة مصلحة جراحة الصدر أنّه لا توجد فحوصات كلينيكية يمكن أن تميّز بين حالة «كوفيد -19 «والإصابة بالفيروس المتحوّر، مشيرة إلى أنّ الأطباء المختصون يلجؤون إلى تحاليل «بي.سي.آر « في الكشف عن الإصابة بالفيروس والبحوث الجينية التي يقوم بها معهد باستور باستعمال تقنيات خاصة هي القادرة عن تشخيص التغيّرات التي تطرأ على فيروس كورونا. وحسب البروفيسور عاشور فإنّ الفيروس المتحوّر الجنوب الإفريقي يعد الأكثر خطورة حسب بعض المعطيات العلمية والبحوث في هذا الشأن ما تزال مستمرة، كما أنّ الفيروس المتحوّر لا يتعلق ببلد معيّن وإنّما يتم اكتشافه فقط في مكان معيّن ولكن الإنسان هو الذي يتسبّب في نقله من بلد إلى آخر.