أكد الباحث في علم الفيروسات الدكتور محمد ملهاق أمس، بأن السلالة البريطانية لفيروس كورونا المكتشفة مؤخرا بالجزائر، تحمل نفس خطورة السلالة الأصلية المكتشفة بيوهان الصينية قبل سنة، والفارق الوحيد بينهما يكمن في سرعة انتشار الطفرة الجديدة، التي تخضع لنفس وسائل التشخيص والتحاليل، وكذا اللقاح الذي ما يزال يحافظ على نفس فعاليته. و قدم الباحث و البيولوجي بمخابر التحاليل الطبية، في تصريح خص به «النصر» توضيحات جوهرية بخصوص السلالة البريطانية لفيروس كورونا التي دخلت الجزائر مؤخرا بعد تسجيل حالتين مؤكدتين، قائلا إن الطفرة الجينية الجديدة التي بدأت في الانتشار لها نفس خطورة السلالة الأصلية التي ظهرت لأول مرة بمدينة يوهان الصينية خلال العام 2019، ونفس الأعراض المرضية والفارق بين السلالة الأصلية والسلالة البريطانية هو في سرعة انتشار النوع الثاني، أو ما يسمى بالمتحور. وأوضح الدكتور ملهاق بأن الطفرة الجينية الأخيرة التي سجلت لأول مرة ببريطانيا لها قدرة كبيرة على الانتشار تفوق بكثير السلالة الأصلية لفيروس كورونا، سواء فيما يتعلق بسرعة الالتصاق بالخلايا أو الانتقال من شخص إلى آخر، عكس الفيروس الأصلي الذي ظهر في الصين الشعبية، لكنه فند أن تكون السلالة الجديدة فتاكة ولها خطورة كبيرة على حياة الانسان، لأن الأعراض الإكلينيكية التي تظهر على المصابين هي نفسها و لم تتغير. وأكد المصدر بأن التشخيص البيولوجي الذي يخضع له المصاب، هو نفسه المعتمد بالنسبة للسلالة الأصلية، إذ يمكن أن يجري الشخص تحاليل الدم أو التحليل السيرولوجي، أو فحص الأجسام المضادة، أو « بي سي أر» وهو الأنجع والمعتمد من قبل غالبية الدول. وبخصوص نجاعة اللقاحات المنتجة من قبل مخابر عالمية لمواجهة الوباء، قال الدكتور ملهاق إنها ما تزال محافظة على نفس فاعليتها، لأن الخصوصيات الأصلية للفيروس لم تتبدل. وتمثل الطفرة الجينية الجديدة أو السلالة البريطانية بحسب المختصين تحولا جينيا طفيفا لفيروس كوفيد 19، لا يمكنه التقليل من نجاعة اللقاحات، ويضيف في هذا الصدد الدكتور محمد ملهاق بأن الطفرة الجينية لأي فيروس تحدث إما بالانكسار، وفي هذه الحالة تكون التحولات الجينية كبيرة، أو بالانزلاق عبر طفرات جينية خفيفة، وهو ما حدث مع السلالة البريطانية التي دخلت الجزائر. ونبه الباحث في علم الفيروسات إلى أهمية التحلي باليقظة و الوعي، لأن التراخي وعدم احترام الإجراءات الوقائية، لا سيما التباعد الاجتماعي ووضع القناع الواقي سيعيدنا إلى نقطة الصفر، وإلى بداية انتشار الوباء، حيث كانت الإصابات الجديدة المسجلة يوميا مرتفعة، قائلا إذا لم نحاصر السلالة الجديدة سنسجل بؤرا جديدا للوباء على غرار ما عشناه السنة الماضية. وأفاد المصدر بخصوص إمكانية تسجيل تحور كبير للفيروس، في وقت تسعى الدول المتضررة لاقتناء جرعات كافية من اللقاح لتحصين مواطنيها، بأنه حتى ولو شهدنا تحولا جذريا للفيروس فإن الحلول العلمية متوفرة، إذ يمكن تغيير اللقاحات الحالية بأخرى أكثر نجاعة وقوة في غضون 4 إلى 6 أسابيع، لأن الدراسات العلمية موجودة، يبقى فقط تكييفها مع المعطيات العلمية الجديدة، من أجل رفع مستوى فاعلية اللقاحات وجعلها مناسبة تماما للطفرات الجديدة. وختم المتحدث مداخلته بالتحذير من مغبة التراخي في تطبيق التدابير الوقائية، قائلا إنه كان من أول الداعين إلى التعايش مع الفيروس عبر الاحترام الصارم للإجراءات الصحية التي يوصي بها الأخصائيون.