جرت، أمس الثلاثاء، مراسم تسليم وتسلّم السلطة من حكومة الوفاق إلى حكومة الوحدة الوطنية، في العاصمة الليبية طرابلس. حضر المراسم رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد الدبيبة، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج ووزير الداخلية السابق فتحي باشاغا. تمنى السراج في كلمة ألقاها خلال المراسم، التوفيق للحكومة الجديدة، من جهته قال المنفي إن «مشهد تسليم السلطة تاريخي وهو تكريس للسطلة المدنية في البلاد، وترسيخ لمبدأ التداول السلمي على الحكم». وأضاف أن الجزء الأول من عمل المجلس وحكومة الوحدة «سيكون التجهيز للانتخابات المقبلة في 24 ديسمبر»، معقبا: «سنسلم السلطة في موعدها كما وعدنا الليبيين». أما رئيس الحكومة عبد الحميد دبيبة، فقد وجّه الشكر إلى رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج وزملائه على ما بذلوه من جهد في هذه الفترة الصعبة. وأضاف الدبيبة: «الأخطاء والمحاسن كانت موجودة في ظروف صعبة جدا مرت بها الحكومة السابقة». وأكمل: «عازمون على الإصلاحات في المرحلة القادمة، وسنحاول إكمال ما بدأه المجلس الرئاسي بما فيه صالح الليبيين». ووصل المنفي ونائبيه موسى الكوني وعبد الله اللافي، ورئيس الحكومة الوطنية عبد الحميد الدبيبة مقر رئاسة الحكومة في طريق السكة بالعاصمة طرابلس، وكان في استقبالهم رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، فائز السراج، وأعضاء المجلس. تحديات صعبة أمام السّلطة الجديدة أكّد محلّلون وسياسيون ليبيّون أنّ السلطة الجديدة في البلاد، تواجه اختبارات صعبة، بعدما تسلمت مهامها، أمس، خصوصا بشأن قصر مدتها، حيث من المقرر إجراء الانتخابات العامة المقبلة في 24 ديسمبر المقبل. ويرى الباحث السياسي الليبي، الهادي عبد الكريم، أن أول الاختبارات الصعبة للسلطة الحالية، يتمثل في فتح الطريق الساحلي الذي يربط مدن الشمال الليبي من الشرق إلى الغرب، حيث ظل مغلقا خلال الفترة الماضية من سرت وحتى الحدود التونسية، بسبب «مماطلات» الميليشيات، التي وضعت الكثير من «العراقيل». وقال المحلل السياسي الليبي إسماعيل المحيشي، إنّ «ليبيا تشهد مرحلة جديدة، سمتها الأساسية التناغم بين حكومة الوحدة والمجلس الرئاسي ومجلس النواب، في مسار من السلام». رأب الصّدع وتوحيد الصف لم ينف المحيشي صعوبة التحديات أمام السلطة الجديدة، من إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية، في ظل سنوات من الحروب التي تسبّبت في تمزيق النسيج الاجتماعي، مؤكّدا أنّ «دبيبة ومجلس النواب أعطيا إشارة واضحة بأن ليبيا مقبلة على تسوية سياسية». بينما طالب المحلل السياسي الليبي أحمد العبود، الحكومة الليبية الجديدة بالشّروع فورا في العمل وفق خريطة طريق تضمن توحيد مؤسسات الدولة المنقسمة، وتحسّن الأوضاع المعيشية والاقتصادية للمواطن، وتنفّذ خطة إصلاح اقتصادي عاجلة، وتطبق مخرجات المسار العسكري والأمني ضمن لجنة (5+5)، ودعم المفوضية الوطنية العليا للانتخابات. توافق على ترحيل المرتزقة اتّفقت اللجنة العسكرية 5+5 التي تضم ضباطا رفيعي المستوى من الجيش الليبي وحكومة الوفاق، على حصر المرتزقة الأجانب وجنسياتهم وأماكن تواجدهم تمهيدا لإخراجهم من البلاد، في خطوة تعكس تقارباً وتصميماً ليبياً على إنهاء سنوات من الصراع المسلّح، والمضي قدماً في تحقيق السلام في ليبيا ووضع حد للتدخل الأجنبي فيه. ويعتبر ملف المرتزقة والقوات الأجنبية التي تنتشر في أماكن استراتيجية بالبلاد قرب الحقول النفطية وداخل القواعد العسكرية، من أكثر الملفات الشائكة التي تمثل عبئاً كبيراً على السلطة الجديدة في ليبيا. والثلاثاء الماضي، دعا رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة قوات المرتزقة والمقاتلين الأجانب المتواجدين في ليبيا إلى المغادرة، مؤكداً عزمه التواصل مع الأممالمتحدة بهدف رحيل هذه القوات. سعيّد في ليبيا اليوم أعلنت الرئاسية التونسية أن الرئيس قيس سعيد سيزور ليبيا، اليوم الأربعاء، وأضافت أن الزيارة تأتي في إطار «مساندة تونس للمسار الديمقراطي في ليبيا، وربط جسور التواصل وترسيخ سُنَّة التشاور والتنسيق بين قيادتي البلدين». وأشارت إلى أنها تمثل فرصة «لإرساء رؤى وتصورات جديدة تعزز مسار التعاون القائم بين البلدين، وتؤسّس لتضامن شامل يلبي التطلعات المشروعة للشعبين في الاستقرار والنماء».