رحّب المبعوث الأممي يان كوبيتش بالتقدم الذي أحرزته الأطراف الليبية، وجدد تأكيد التزام بعثة الأممالمتحدة بدعم جهود الشعب الليبي لإعادة توحيد ليبيا وسلطاتها ومؤسساتها. ناقش المجلس الرئاسي الجديد مع أعضاء مجلس النواب عن الجنوب الليبي آلية تشكيل حكومة الوحدة الوطنية قبل عرضها على البرلمان، في حين دعا رئيس بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا -يان كوبيش- جميع الأطراف إلى الالتزام بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار. وحضر الاجتماع الذي عقد في العاصمة طرابلس، رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، والنائب بالمجلس الرئاسي موسى الكوني. وفي سياق متصل، حثّ كوبيش -في أثناء مباحثات مع ممثلين عن الأطراف اللّيبية شملت قيادة حكومة الوفاق الوطني وأعضاء المجلس الرئاسي ومجلس النواب- على تنفيذ «قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بما في ذلك خروج القوات الأجنبية والمرتزقة». ورحّب المبعوث الخاص بالتقدم الذي أحرزته الأطراف الليبية، وجدد تأكيد التزام بعثة الأممالمتحدة بدعم جهود الشعب اللّيبي لإعادة توحيد ليبيا وسلطاتها ومؤسساتها، مؤكدا التزام المنظمة الدولية بدعم السلطة التنفيذية الجديدة في البلاد. وتشهد ليبيا هذه الأيام انفراجة في أزمتها، بعد انتخاب ملتقى الحوار في 5 فيفري الجاري، سلطة تنفيذية موّحدة، على رأسها عبد الحميد الدبيبة لرئاسة الحكومة، ومحمد المنفي لرئاسة المجلس الرئاسي، مهمتها الأساسية إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في 24 ديسمبر 2021. تطوّرات سياسية تزامنت تلك التطورات مع وجود اتصالات ومباحثات مكثفة في طرابلس بشأن تشكيل الحكومة المرتقبة وكتابة الدستور. وقد بحث رئيس المجلس الرئاسي الليبي الجديد محمد المنفي ورئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة مع أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة «5+1» إمكانية عقد جلسة لمجلس النواب في مدينة سرت. وعقد المنفي وعضوا المجلس الرئاسي عبد الله اللافي وموسى الكوني أول اجتماع مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة في العاصمة طرابلس، وناقشوا تشكيل الحكومة ومساعيها لنيل الثقة من مجلس النواب. عوامل ساهمت بولادة السلطة الجديدة وفي وقت تنتظر فيه السلطة السياسية الجديدة في ليبيا الحصول على ثقة مجلس النواب لمباشرة مهامها بشكل رسمي، توقفت «مجموعة الأزمات الدولية» في تقرير لها عند العوامل التي دفعت باتجاه توحيد السلطة في ليبيا، وربطتها بحالة الإحباط التي عاشها اللّيبيون، وعوامل عسكرية، وأخرى مالية، علاوة على التدخل الخارجي. وفي تقرير لها، أمس، أشارت «مجموعة الأزمات الدولية» إلى أن تقدم عملية السلام في ليبيا رغم الصعاب جاء نتيجة ل»الإيقاع الصحيح لعودة المنافسة السياسية الصحية بعد سنوات من الخطاب العدائي وحرب استمرت خمسة عشر شهراً»، لكن التقرير لفت إلى أن «ترجمة نتيجة هذا التنافس السياسي على أرض الواقع تواجه تحدي قدرة مجلس النواب على منح الأساس القانوني لتباشر السلطة الجديدة أعمالها».