شهدت شوارع العاصمة الجزائرية احتفاليات ضخمة، مخلدة لخمسينية استقلال الجزائر واسترجاع السيادة الوطنية، فقد كان جمهور رياض الفتح على موعد مع الحدث التاريخي، ليستمتعوا بنغمات فنية في مختلف الطبوع الموسيقية تغنت بالجزائر وبالثورة وعظمتها.. جمهور كبير غصت به ساحة رياض الفتح جاءوا للاحتفال بهذا الحدث العظيم، فحتى كبار السن من نساء ورجال لم يفوتوا فرصة تواجدهم بمكان الفعالية، والمشاركة في هذا الحدث التاريخي العظيم. افتتحت الأغنية القبائلية سهرة الخمسينية على صوت الفنان الكبير رابح عصمة، الذي أمتع الجمهور بأغانيه الراقصة وأدى كما صرح ل «الشعب» أجمل أغانيه سيما منها التي تضمنها ألبومه الجديد، الذي كان في مستوى الحدث، حيث لم يتوقف الجمهور الحاضر عن ترديد أغانيه التي يحفظونها عن ظهر قلب. واعتلت الفنانة الصحراوية حسنة البشارية المنصة تحت تصفيقات حارة لتقدم أرقى ما عندها من أغاني، أين قدمت أغنية تحتوي على مقطع يشيد بالثورة التحريرية المجيدة التي تجاوب معها الحضور كثيرا، سيما منها أغنية «الله الله يا مولانا»، «يا لوالي» و«لالة عيشة»، ولن تتوان في تقديم أيضا أغان من ألبوهما الجديد. ودوت أغنية «يا محمد مبروك عليك» لعبد الرحمان عزيز عاليا برياض الفتح بصوت الفنانة حسيبة عمروش، وهي الأغنية التي فرضت الهدوء بالديوان حيث ساد بعض الصمت للاستمتاع بكلماتها الرائعة، وتبعتها أغنية «لله يا جزائر» للشاب خالد، لتنتقل بعدها إلى الأغاني القبائلية، من ألبومها «ثاموت الدزاير» الذي يحمل عدد من الأغاني من تلحينها وكلماتها. وكان للأغنية الرايوية مكان خلال هذه الاحتفالية التي جلبت على وجه الخصوص انتباه فئة الشباب، حيث كان في الموعد كل من بلال الذي قدم أغانيه الشهيرة، إلى جانب كل من الشاب نسيم، والشاب رضوان وفرقة «جيبسي ماسكوتي» من تونس، وفي تمام منتصف الليل دوى النشيد الوطني عاليا، ليكون جمهور رياض الفتح على موعد في اليوم الثاني من الاحتفالية مع الألعاب النارية التي زينت الساحة التي تحمل أحد المعالم الأثرية، مقام الشهيد بألوان العلم الوطني، لتكون الفعالية في مستوى الحدث، ومتنفسا للعائلات الجزائرية التي جاءت لتعبر عن فرحتها وتحتفل بالخمسينية، وهو ما عبر عنه أحد الحضور الذي أكد لنا أن تواجده في هذا المكان ليس لأجل الغناء أو الرقص، بل لكونها مناسبة تاريخية مجيدة، وهذه الاحتفالات تعبير على أن الجزائر وأبنائها بخير، غير أنه قال «بأنه كان يفضل أن تكون الأغاني ثورية مائة بالمائة، حتى يستمع إليها أطفال الجزائر على وجه الخصوص ويستوعبون تاريخ وطنهم»، على اعتبار أن الأغاني الثورية تحكي تاريخ الوطن. من جانب آخر ستتواصل الاحتفالية بالخمسينية بديوان رياض الفتح إلى غاية ال 18 من الشهر الجاري ليكون الموعد أيضا مع عدد من نجوم الفن الجزائري أمثال سليم الشاوي، سمير تومي، حكيم صالحي، الشاب أنور، آيت منقلات، بريزة، محمد لمين وآخرون، إلى جانب فنانين من خارج الجزائر منهم «مليسا نكونيدو» من الكامرون، «تونيسيانو» من تونس، «يوسوفا» من الكونغو و«جيبسي موندو» من اسبانيا.