كانت قاعة ابن زيدون بالجزائر العاصمة نهاية الأسبوع المنصرم على موعد مع حدث ثقافي حميمي تمثل في حفل تكريمي على شرف عميدة الأغنية الجزائرية المطربة «نورة» نظمته وزارة الثقافة بالتعاون مع ديوان رياض الفتح بحضور جمهور غفير من محبي الفنانة. ويأتي هذا التكريم تقديرا لما قدمته الفنانة القديرة للأغنية الجزائرية خلال سنين طويلة من عطائها الفني. ونشط حفل تكريم الفنانة الذي حضرته وزيرة الثقافة خليدة تومي وزوج المطربة الملحن كمال حمادي وجوه فنية بارزة أمثال ندى الريحان والشابة يمينة وبوزيد الحاج ووردية عيساوي بالإضافة إلى المطربة الصاعدة لامية باطوش وقد أدى الجميع أشهر أغاني الفنانة التي عرفت بها. وفي ختام الحفل قامت وزيرة الثقافة بتكريم الفنانة وهو ما تأثرت له كثيرا عميدة الأغنية الجزائرية التي قالت بصوت حزين “شكرا جزيلا .. شكرا للجميع“. ورغم التعب البادي عليها إلا أنها أبت إلا أن تؤدي بعض الوصلات الغنائية التي استرجعتها من رصيدها الغنائي الذي يبلغ ال500 أغنية. ومن أغانيها التي أدتها رفقة الحاضرين “توحشناك” و“إذورار جرجرة عزيزان” و“يا ربي سيدي“. ولدت نورة واسمها الحقيقي فطيمة باجي عام 1942 بشرشال في عائلة محافظة وكانت منذ صغرها تحب الاستماع للموسيقى عبر الراديو الذي أهداه لها والدها. في الخمسينات اشتغلت في إذاعة الجزائر وقدمت حصصا للأطفال وقد أعجب بصوتها الملحن عماري معمر وكان هو من قدمها للجمهور. غنت نورة خلال هذه الفترة خصوصا تحت إشراف مصطفى سكندراني وصارت بسرعة نجمة للأغنية الجزائرية بفضل محمد جاموسي ومحبوب باتي. أدت الفنانة الأغاني القديمة للتراث القبائلي والوهراني والأوراسي والأندلسي والصحراوي بمساعدة زوجها كمال حمادي. وأخذت أيضا دورا في أوبيرات “أنا الورقة المسكينة” من تأليف مصطفى كشكول (1913- 1991) ومن تلحين مصطفى سكندراني وهذه الأغنية بالذات تمت إعادة غنائها من طرف ليلي بونيش في فرنسا ومن بعدها حميدو. كما قام الفنان القدير أحمد وهبي بتأليف أغاني عصرية لها في الطابع الوهراني وفي عام 1965 أصدرت ألبوما كانت كل أغانيه باللغة الفرنسية من بينها “حياة” لميشال برجي و“باريس في محفظتي” لكمال حمادي. وفي عام 1971 ورفقة عندليب الأغنية القبائلية سليمان عازم حصلت الفنانة على “القرص الذهبي” لبيعها أكثر من مليون قرص لدى شركة “باتي ماركوني” وكانت هذه هي المرة الأولى التي يتوج فيها فنانون مغاربيون بجائزة من هذا الحجم. كما حصلت نورة أيضا على الوسام الثقافي من رئيس الجمهورية التونسية عام 1974 واختيرت نجمة المهرجان للأغنية العربية بليبيا عام 1975 وكرمت عام 2003 من قبل وزارة الثقافة الجزائرية. ومن أغانيها التي اشتهرت بها “يا ربي سيدي” “يا بنات الحومة” “يا طيارة” “عميروش” و“يما قوليلي“.