أعربت أكثر من 500 عائلة تقطن بالحي القصديري ''الكريار'' بواد أوشايح التابع إقليميا لبلدية باش جراح عن استيائها وتذمّرها من الوعود الكاذبة للسلطات المحلية، وتجاهلها للمشاكل والوضعية المزرية التي يتخبّط فيها القاطنون بالحي وزيادة المعاناة التي دامت قرابة الثلاثين سنة. بالرغم من الشكاوي العديدة التي قدّمها السكان للسلطات المحلية والمسؤولين للتدخل العاجل ووضع حد لمعاناتهم لترحيلهم في أقرب الآجال إلى سكنات لائقة، إلاّ أنّ مطالبهم ضربت عرض الحائط ولم تر النور إلى غاية الساعة، وهذا ما اعتبروه إجحافا وتجاهلا لمطالبهم المشروعة، وتماطلا في تنفيذ القرارات التي أطلقتها الجهات المختصة للقضاء على السكنات الهشة والفوضوية. إذ أكّد لنا السكان أنّ الحي يعود وجوده إلى الستينات، وهو من أقدم الأحياء القصديرية بالجزائر العاصمة، مضيفين في نفس الوقت أنّ هذه الأخيرة عرفت العديد من عمليات الترحيل والهدم للسكنات القصديرية، ولكن حيهم لم تمسه أي عملية منها. أمّا عن الظروف المعيشية بالحي، صرّح لنا القاطنون به أنّ حياتهم عبارة عن جحيم في ظل غياب أدنى الشروط الضرورية، فكل البيوت هي من الصفيح تنعدم فيها قنوات الصرف الصحي التي تعد مصدرا للعديد من المشاكل على غرار انتشار المياه القذرة والتي تتسبب في انتشار الروائح الكريهة معرّضة حياة السكان خاصة الأطفال منهم للأوبئة والأمراض. وما زاد من خطورة الوضعية هو الانتشار الكبير للحيوانات المفترسة التي تحوم في الحي والتي باتت تهدد حياة القاطنين به، إذ بات الحي مرتعا للجرذان والقوارض وحتى الزواحف، إضافة إلى الانتشار الكبير للقاذورات وتحوله إلى مفرغة عمومية للقاذورات والأوساخ التي ملأت المكان، مازاد من مخاوف السكان من الاصابة بمختلف الامراض. ولهذا يطالب سكان الحي القصديري ''الكريار''، السلطات المحلية بضرورة الالتفاف إليهم وتسوية وضعيتهم العالقة منذ سنوات، وذلك بترحيلهم إلى سكنات لائقة تكفل لهم شروط العيش الكريم كباقي العائلات.