تتواصل معاناة أزيد من 126 عائلة قاطنة بمزرعة بن بولعيد بالمقرية في ظل غياب مشاريع تنموية من شأنها فك العزلة المفروضة عليهم في صمت منذ عدة سنوات، نتيجة السكن وسط بنايات من القصدير تنعدم فيها أدنى ضروريات العيش الكريم. هذا ويناشد سكان الحي القصديري السلطات المحلية ضرورة التدخل من أجل تسوية وضعيتهم العالقة منذ سنوات، وذلك باعادة اسكانهم في أحياء سكنية لائقة. اذ يعيش السكان حالة من الخوض والامتعاض الشديدين بسبب المكان الذي يقطنون فيه، سواء تعلق الأمر بالبيوت القصديرية أو مواقع سكناهم المحاذية لواد أوشايح الذي بات عبارة عن مفرغة عمومية للقاذورات و الأوساخ التي ملأت المكان، مازاد مخاوف المواطنين من الاصابة بمختلف الأمراض الجلدية. من جهة أخرى أبدى السكان استيائهم الكبير نتيجة المعاناة التي يتخبطون فيها يوميا وسط ذلك الحي القصديري الذي بات يشهد فوضى عارمة في الفترة الاخيرة ، خاصة مع زيادة عدد البيوت القصديرية فيه بشكل كبير، والتي باتت تنتشر في المكان كالفطريات، فضلا عن النفايات التي تزيد الوضع سوء بمجرد فيضان الواد، لتظهر هي الأخرى ما اقترفته يد البشر في حق الطبيعة من اهمال انعكس بدوره على حياة المواطنين القاطنين بمحاذاة الواد بشكل كبير. هذا وأكد عدد من المواطنين "للمسار العربي" بأنهم يعيشون حالة من الخوف والقلق الشديدين كونهم معرضين جميعا لمختلف الأخطار الصحية والأمراض الجلدية بسبب موقع هاته السكنات المحاذية للوادي، فضلا عن انتشار النفايات والأوساخ ورميها بشكل عشوائي في المكان عوض الأماكن المخصص لها، مازاد حياة هؤلاء السكان بؤسا أكبر مما هم عليه. وفي هذا الاطار صرح السكان بأن وضعيتهم تزداد سوء وتأزما مع حلول فصل الشتاء وتساقط كميات كبيرة من الأمطار، التي تتسبب في ارتفاع منسوب المياه، مايؤدي الى فيضان الواد وبالتالى فان عدد من العائلات تجبر على ترك سكناتها خوفا من تبعات فيضان هذا الأخير. أما المشكل الأكبر الذي بات يأرق المواطنين في الفترة الحالية هو انتشار النفايات عند المداخل المأدية للبيوت القصديرية بمزرعة بن بولعيد ما أثار سخط و استياء القاطنين بتلك المنطقة. حيث يعاني السكان يوميا من انتشار الروائح الكريهة والحشرات الضارة التي تجد في المكان مرتعا لها، الأمر الذي دفع بعدد كبير من المواطنين بأن ينتفضوا على تلك الوضعية المزرية التي الوا اليها، فضلا عن انتشار الحيوانات الضالة وتفشي الافات الاجتماعية واللاأمن في المكان. وعليه يناشد سكان الحى القصديري السلطات المحلية بضرورة التدخل من أجل تسوية وضعيتهم السكنية وكذا المساهمة في رفع تلك النفايات عن مداخل المنطقة، التي زادت حياة هؤلاء المواطنين بؤسا و شقاء.