تعرف منطقة "أولاد علي" التابعة لبلدية برج منايل شرق ولاية بومرداس، تناميا مستمرا للبيوت القصديرة، وكذا انتشارا فضيعا للأوساخ والنفايات التي شوهت المنظرالعمراني والمحيط البيئ، كما يشتكي السكان القاطنون بجوار هذا الحي القصديري من تفاقم ظاهرة السرقة التي تستهدف منازلهم وممتلكاتهم. تحولت منطقة "أولاد علي" خلال السنوات الأخيرة من منظر طبيعي خلاب، إلى منظر محتشم ومشوه، بسبب التنامي الحاد والملفت للانتباه للبنايات القصديرية التي أصبحت تنموا كالفطريات، حيث تم إنجاز تلك البنايات الفوضوية بطريقة عشوائية وبصفة غير قانونية، ومعظم هؤلاء السكان جاؤوا من مختلف الولايات الداخلية خلال العشرية السوداء هروبا من ويلات الارهاب وبحثا عن الأمن والاستقرار،وأشار السكان إلى أن اختيار اسم "الرحاحلية" لهذه المنطقة كانت نتيجة للعدد الهائل من الرحل الذين قدموا لهذا المكان للاستقرار فيه، حيث أقدمت هذه العائلات على تشييد سكنات قصديرية فوق أرضية ليست ملكهم وبدون رخصة، ومعظمهم لا يملك شهادات الإقامة. كما أن عملية تشييد البيوت في تزايد مستمر من يوم لآخر في هذه المنطقة التي غطت كل مساحاتها، ونظرا للاستيلاء الكلي لتلك المساحات اضطرت بعض العائلات النازحة مؤخرا إلى تشييد بيوت قصديرية بمحاذاة الواد القريب من المنطقة المعروف بفيضانه الكبير في فصل الشتاء. وما شد انتباهنا في هذا الحي القصديري، هو أن معظم العائلات القاطنة فيه لا تبدو فقيرة، بدليل امتلاكها لسيارات وشاحنات ويمارسون كل أنواع التجارة، وأكثر من ذلك صرح العديد من سكان هذا الحي، أن البعض منهم لا يعيشون في تلك البنايات مع كل أفراد العائلة، حيث يسكنها أشخاص متقدمين في السن كالوالدين أو الجدين. وأكدوا أن هناك عائلات أخرى تتواجد في هذه البنايات في أوقات النهار فقط، فهؤلاء -حسبهم- يتعمدون فعل ذلك لتمويه السلطات المحلية سعيا منهم للحصول على شهادات الاقامة وكذا الاستفادة من سكنات لائقة. وفي هذا السياق، أشار السكان إلى أن العديد منهم نجحوا في هذه العملية، حيث تحصلوا على وثائق الاقامة وكذا على سكنات لائقة، هذا الأمر استهوى العديد من الغرباء الذين يتوافدون بالعشرات إلى هذا الحي لتشييد بيوت قصديرية بهدف الحصول على وثائق أو لتسوية وضعيتهم السكنية. من جهة أخرى، يشهد الحي القصديري انتشارا للأوساخ والقاذورات ناهيك عن المياه القذرة التي تتسرب على السطح بسبب انعدام قنوات الصرف الصحي، الأمر الذي يهدد صحة السكان نتيجة انتشار مختلف أنواع الأمراض والأوبئة، هذه الأوساخ حولت المنطقة من فضاء طبيعي خلاب إلى شبه ما يسمى بمفرغة عمومية. ونتيجة لتفاقم هذه الأوضاع، أبدى سكان الحي القصديري استياءهم وتذمرهم الشديدين من عدم تدخل السلطات المحلية لترحيلهم الى سكنات لائقة، كما طالب السكان الأصليون من السلطات المحلية بالتدخل العاجل لوضع حد لانتشار هذا النوع من البيوت.