كانت لحظات تاريخية حاسمة عندما استرجعت الجزائر السيادة على الإذاعة والتلفزيون وهي التي خرجت من حرب ضروس تركت وراءها مليون ونصف مليون من الشهداء الأبرار. التحدي كان أكبر، كبر هذ الثورة المباركة التي استرجعت الاستقلال الوطني بعد كفاح استغرق سبع سنوات كاملة... قرر فيه الجزائريون التضحية بكل ما لديهم من نفس ونفيس لاستعادة الوطن الذي أخذ بالقوة يوم 5 جويلية 1830 . معركة أخرى وبكل اشكالها اندلعت في أكتوبر 1962 أمام مقر الإذاعة والتلفزيون بين المجاهدين الجزائريين وعساكر الاحتلال حول عودة هذا المبى لأهله، غطرسة الفرنسيين جعلتهم يعتقدون بأن البث سيتوقف بمجرد أن تطأ أقدام هؤلاء مدخل الاذاعة والتلفزيون. هذا الاعتقاد كان باطلا من الأساس، ولم يرق الى مستوى ما كان يعتقده الفرنسيون من عدم قدرة أفراد هذا الشعب تسيير الإذاعة والتلفزيون، متناسيا التجربة التي اكتسبوها في ''صوت الجزائر'' في الداخل أو في الخارج. الجزائريون سواء منهم العسكريون أو المدنيون لم يتساهلوا مع الطرف الفرنسي بل أظهروا عزما وحزما على أخذ المبنى مهما كان الأمر، وإن كلفهم ذلك شهداء آخرين. الموقف كان حرجا وهاما في آن واحد، الفرنسيون لم يستسيغوا أبدا بأنهم طردوا شر طردة من هذا الوطن، وهذا عندما رفضوا تقديم أي وثيقة حول الاذاعة والتلفزيون للجزائريين.. معتقدين بأن سيادتهم ماتزال مبسوطة على هذا البلد، وقد تطلب الأمر تدخل السلطات العليا آنذاك للحسم في هذا الأمر بالطرق التي كانت مناسبة آنذاك. وحسب شهود عيان، فإن الجزائريين أجبروا الفرنسيين على مغادرة مبنى الإذاعة والتلفزيون بالقوة.. بعد احتكاك وأحاديث وغيرها... وهنا رفع العلم الجزائري في أعالي »المؤسسة« لتنطلق مرحلة جديدة في مسيرة الشعب الجزائري... بعد 130سنة من احتلال غاشم ووحشي قضى على الأخضر واليابس. الجزائريون عندما يحيون الذكرى ال 45 لاسترجاع السيادة على الاذاعة والتلفزيون.. لا يستندون أبدا الى الحقد والانتقام كما فعل الفرنسيون، وإنما يثمنون ويقدرون تضحيات هذا الشعب التي شهدتها جبال ووديان وشعاب هذا الوطن... وكل الذين قدموا أنفسهم قربانا للحرية. الاستقلال لم يكن أبدا هدية من ديغول بل هو نتاج استشهاد المليون ونصف المليون من الجزائريين وقد يخطئ من يعتقد ذلك اليوم. الاعلام الجزائري إبان الثورة أدى الدور الذي كان منوطا به وهو الرد على آلة الدعاية الفرنسية... ومواجهتها في الميدان.. واستطاعت قوة التأثير لعيسى مسعودي عبر الأمواج.. هذا صوت الجزائر المجاهدة الشقيقة من تونس يحدث زلزالا بداخل نفسية كل جزائري غيور.. وكانت الأخبار العسكرية والتعاليق السياسية تلهب حماس الشعب الجزائري الذي كان يستمع لها خفية.. أمام هذيان القوات الاستعمارية التي كانت تسعى لقصفها.. لكن هذه الأداة للتعريف بنجاحات الثورة توسعت على أرض الواقع في العديد من البلدان منها ليبيا وسوريا ومصر (صوت العرب) والعراق والصين وبنغازي ومرسى مطروح وأكرا وكوناكري والرباط. جمال أوكيلي قائمة المجاهدين الذين كلفتهم قيادة البلاد باسترجاع وتحرير قنوات الإذاعة والتلفزيون في 28 أكتوبر 1962 والذين قاموا بعملهم بدقة متناهية وهم كالتالي الأحياء منهم والأموات: محطة الجزائر العاصمة: عيسى مسعودي - المدير العام (متوفي) خالد سافر نائب المدير العام (متوفي) عبد الرحمان الأغواطي مدير المصالح التقنية عبد القادر نور رئيس تحرير الإذاعة والتلفزة ومكلف بالاذاعة. محمد مسعودي مكلف بمهمة لدى المدير العام (متوفي) محفوظ مغربي مكلف بمهمة في مجلس الإدارة عبد العزيز شكيري مكلف بمهمة في مجلس الإدارة حراث بن جدو مكلف بمهمة على مستوى رئاسة التحرير محمد الصالح زرقان مكلف بمهمة بقسم الاستماع عيود عليوش مكلف بمهمة مراقبة الانتاج (متوفي). محمد مفتاحي مكلف بمهمة مراقبة البرامج (متوفي) محمد بوزيدي (متوفي) محمد بومدييني (متوفي) لعبيدي سالم محمد بوغرارة المدعو القوردو (متوفي) جبور رشيد بوناب أرزقي شتاوي أرزقي ريان قدور محيي الدين أحمد بوكساني عبد الحميد التومي الأخضر مجيد عبد القادر حمريط (متوفي) مكيرش أحمد ناصر الشريف مدرار حسن جبور محمد بلبحار فاضل محمد أوزقدو محطة قسنطينة: بن ماجات عبد الحميد (متوفي) صغيرو محمد (متوفي) بن عطاء محمد الصالح (متوفي) عطمسينة مولود محطة وهران: غوماري السعيد (متوفي) مومن أحمد (متوفي) جبار العروي المدعو سارجان علي بن مولود كلوفيس دالي يوسف