يرى الأستاذ والباحث المتخصص في الإعلام والاتصال الجامعي، عبد الرحمان بوثلجة، أن تصريح رئيس الجمهورية هو بداية الذهاب الى استقلالية الجامعة من حيث التسيير المالي، الإداري والمخطط الإستراتيجي وذلك حسب خصوصية كل مؤسسة وموقعها الجغرافي ومحيطها الإقتصادي والإجتماعي. قال الأستاذ بوثلجة في اتصال مع «الشعب»، إن وزير التعليم العالي والبحث العلمي بصدد إعطاء إستقلالية تدريجية للجامعات، وهذا التوجه ستكون له نتائج جد إيجابية، لأنه يعطي المبادرة أكثر لمديري المؤسسات الجامعية والبحثية في تطوير أسلوب التسيير حسب خصوصية كل مؤسسة وإمكانياتها، من اجل تحسين جودة التكوين وجعل جانب البحث أكثر فعالية. وهي العملية التي تسمح - بحسبه- بإخضاع كافة المسؤولين المحليين لمعيار النجاعة في التسيير، وتحملهم مسؤولية أكبر في التطوير والإبداع وليس فقط في تطبيق التعليمات والتوجيهات، كما هو معمول به حاليا، وهو الجانب الذي يسمح بخلق تنافسية بين المؤسسات الجامعية والبحثية لتعود فائدتها على قطاع التعليم العالي والقطاعات الأخرى. وأوضح، أن الرئيس طالب بتطوير البحث التطبيقي الذي يفيد الإقتصاد مباشرة، أي الذي يأتي باختراعات وابتكارات تساهم في التطور الصناعي والتكنولوجي، أو الذي يأتي بحلول لمشاكل مطروحة إقتصاديا واجتماعيا حتى لا تصبح الجامعة مؤسسة لتوزيع الشهادات فقط، بل يجب أن تهتم بالكيف بدل الكم. وأردف بوثلجة قائلا، «توجيهات الرئيس لا ينفذها في الميدان وزير التعليم العالي والبحث العلمي وحده، الذي يحاول منذ توليه منصب وزير تسيير القطاع بصيغة تشاركية مرنة هدفها محاولة التكفل بانشغالات الأسرة الجامعية والتي هي كثيرة ومتداخلة أحيانا، وإنما المسؤولية تقع أيضا على رؤساء الجامعات وعمداء الكليات ومديرو المخابر وفرق التكوين والبحث». وصرح في سياق البحث وتطوير الجامعة، بأن فرق التكوين يجب أن تقترح عروض تكوين في الأطوار الثلاثة، ليسانس- ماستر ودكتوراه، حسب الحاجيات الاقتصادية والاجتماعية، ومن المستحسن أن تكون لها علاقة بالقطاع الإقتصادي للمنطقة الجغرافية المحيطة بالجامعة. وأضاف، أن رئيس الجمهورية طالب بفتح المجال للطلبة الشباب للإبداع والإبتكار بتأطير من أساتذهم ومساعدتهم في إنشاء مؤسساتهم الخاصة بهم، وهو شيء يجري العمل عليه، من خلال إنشاء عدة حاضنات على المستوى الوطني، وقوانين تنظيمية تسمح للطلبة بتأسيس مؤسسات ناشئة بالجامعات حتى قبل استكمال دراستهم إذا كان لديهم مشاريع قابلة للتطبيق أو اختراعات وابتكارات خاصة في ميدان العلوم والتكنولوجيا. ودعا الأستاذ بوثلجة، النخب الجامعية خاصة الأساتذة والباحثين للمساهمة بفعالية في الحياة العامة السياسية والجمعوية، من خلال دعمها بأفكارهم وإبداعاتهم، وهذا الأمر ليس حكرا على المختصين في العلوم السياسية او الإجتماعية والإنسانية فقط، بل هو واجب على أصحاب التخصصات الأخرى في العلوم والتكنولوجيا وغيرها.