أشرفت، سهرة أول أمس، وزيرة الثقافة خليدة تومي، على تسليم شهادات التخرج ل23 متربص ومتربصة صحراوية، أنهوا دوراتهم التكوينية في الجزائر في مجالات الموسيقى والمسرح، وتسيير إدارة المتاحف وإدارة المكتبات، التي أشرفت عليها مؤسسات ثقافية مختلفة.. أكدت خليدة تومي أن هذه الدورة التكوينية تدخل في إطار التعاون الثقافي بين الجزائر والصحراء الغربية، مشيرة إلى أن هذه الدفعة المتخرجة من الكفاءات والإطارات مدعوة لتأطير التبادل بغرض الدفاع على مشروعية القضية الصحراوية والحفاظ على الهوية الوطنية. وأشارت تومي إلى أن الثقافة هي الحصن المنيع الذي يُبقي على ذاتية الشعوب وخصوصياتهم، بالحفاظ على تراثهم لخدمة مصالحهم القومية والوطنية، وقالت بأن وزيرة الثقافة الصحراوية خديجة محمدي أدركت دور ومكانة هذا الصرح في استرجاع السيادة الوطنية، وأضافت بأن الجهود المبذولة بين البلدين والاتفاق على برنامج ثقافي توج اليوم بتخرج 23 شابا وشابة، بعد تسخير كل الإمكانيات وتجنيد مختلف المؤسسات الثقافية، متمنية أن يعود هذا التربص بالمنفعة ودوره في الكفاح لأجل الصحراء الغربية، كون الجزائر تدرك ما يشعر به الصحراويون لأجل الاستقلال وتواصل حسب الوزيرة بكل قناعة دورها في ترسيخ التبادل، مشيرة إلى أنها تعمل على تزويد الصحراء الغربية بعدد من الكتب التي صدرت خلال تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، ومنها طبع مجلتين وأربعة كتب لصحراويين، ودعت تومي في الأخير إلى دعم الجهود التي تبذل في سبيل تسخير العمل الإعلامي لأجل التحرر. من جهتها، وزيرة الثقافة الصحراوية خديجة محمدي أكدت أن الجزائر المتضامنة عبرت على كامل الأصعدة الثقافية والاجتماعية والسياسية عن دعمها اللامشروط وبكفاحها العادل لقضية الصحراء الغربية، وتجسيد ذلك بعمل ميداني ملموس سيعزز المؤسسات الصحراوية من خلال هذا التكوين، كما سيعزز المشروع الوطني، من منطلق إيماننا تقول بدور الثقافة في معركة التحرير الوطني والبناء. وأشارت خديجة محمدي إلى أن وزيرة الثقافة الجزائرية كان تركيزها على ميدان التكوين، بهدف تأهيل القوة البشرية القادرة على النهوض بالقطاع الثقافي الذي نجني اليوم أول ثماره، مشيرة إلى أن الشعب الصحراوي لاقى تضامنا ودعما كبيرين من قبل الجزائر، حيث تجسد ذلك في ترقية المدرسة الوطنية للموسيقى الصحراوية، ودعمها في التظاهرات الكبرى، مشيرة إلى أن الدعم الاستراتيجي والهام الذي تلقته هو طباعة الكتاب والذي يعد رهانا للمبدع الصحراوي ليكون اسمه في المكتبات الدولية. وأشارت إلى أنه ما تزال هناك رهانات مطروحة أمام الصحراء الغربية، وهي مليئة بالتحدي والإبداع، مؤكدة على جعل الثقافة جبهة من جبهات المقاومة أمام المغرب الذي يسعى إلى طمس الهوية الصحراوية. من جانب آخر، أثنى ولي الشافعي سيدي أحمد على نجاح التكوين الذي استفاد منه في مجال علم المتاحف، والذي ساعده على الإطلاع على مختلف المتاحف الجزائرية التي زارها، وهو ما سيفتح حسبه المجال في وزارة الثقافة الصحراوية على الاستفادة من هذا التكوين في تدشين ''مركز التفسير المتحفي'' وبالتالي إقامة ''متحف وطني صحراوي''. للإشارة، فإن هذه الاحتفالية عرفت أيضا تكريم وزيرة الثقافة الصحراوية خديجة محمدي للهيئات الثقافية التي أشرفت على التربص من بينها المكتبة الوطنية الجزائرية، المعهد العالي، المسرح الجهوي لبجاية، المتحف الوطني للآثار، كما شهدت السهرة قراءات شعرية ألقاها كل من الشاعرين الصحراويين محمود خطري وعمر عبد الله لحسن الذين تغنا بالوطن وبالثورة التحريرية الكبرى وشهدائها، إلى جانب الشاعر عز الدين ميهوبي الذي قدم نصا بعنوان ''قل أي شيء صديقي''. واختتم الحفل بمسرحية صامتة أقيمت ببهو قصر الثقافة قدمها الطلبة الذين تلقوا تكوينا في الجزائر ليرسموا لوحة تصور ما يعانيه الشعب الصحراوي من تعذيب في مراكز الاعتقال المغربية.