أكدت وزيرة الثقافة بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية السيدة خديجة حمدي أول أمس أن "الجبهة الثقافية والإعلامية تعتبر من أهم جبهات مقاومة الإحتلال المغربي في ظل وقف إطلاق النار". معتبرة أنه "لابد أن يكون للثقافة والإعلام الصوت العالي في ظل الحرب المتوقفة حالياً بفعل مشروع السلام الأممي الإفريقي ووقف إطلاق النار بين جبهة البوليزاريو والمغرب ". وأوضحت السيدة حمدي على هامش حفل توزيع شهادات على 23 متربصاً ومتربصة صحراوية أنهوا تكوينهم بالجزائر في مؤسسات ثقافية مختلفة عبر الوطن أن "الشعب الصحراوي في حرب تحرير ومقاومة تتطلب كل الجبهات الضرورية لمقاومة الإحتلال فهناك الجبهة السياسية وهناك الجبهة الديبلوماسية وهناك أيضا الجبهة الثقافية والإعلامية التي تعتبر حاليا من أهم الجبهات". وأشارت السيدة حمدي إلى أن "للمغرب مخططات سياسية ممنهجة تسعى إلى إحتواء وتأطير الثقافة الصحراوية ضمن الفسيفساء الثقافية المغربية خصوصاً من خلال تشويه معالم الثقافة الصحراوية سواء على المستوى الأركيولوجي أو على مستوى الفنون الحسانية وأيضا من خلال تأطير اللهجة الحسانية في إطار الدستور المغربي". وفي هذا السياق أوضحت المتحدثة أن "هذا الأمر يتطلب من المؤطرين للفعل الثقافي على مستوى الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية الوعي بأهمية هذه الجبهة لأننا -تضيف السيدة حمدي- لابد أن نسعى إلى تأطير الفعل الثقافي والدفاع عن الهوية الثقافية الصحراوية بكل مميزاتها من لهجة وملبس وحماية الآثار الأركيولوجية وهذه المقاومة الثقافية تقوم بها وزارة الثقافة الصحراوية منذ سنوات". ومن جهة أخرى أعربت الوزيرة الصحراوية عن عميق شكرها للدولة الجزائرية لإتاحتها ولأول مرة فرصة التأطير والتكوين الثقافي لمجموعة من الشباب الصحراوي في قطاعات مختلفة تشمل الموسيقى والمسرح والمتاحف والمكتبات. مشيدة في هذا الإطار بالدعم الجزائري المقدم في ميدان التكوين وتأهيل القوة البشرية الصحراوية القادرة على النهوض بالفعل الثقافي منوهة خصوصاً بترقية المدرسة الموسيقية الوطنية الصحراوية ودعم المهرجانات الثقافية الصحراوية الوطنية منها والجهوية. وشددت السيدة حمدي على أن "أهم هذا الدعم تمثل في مجال طباعة الكتاب الذي كان رهانا لدى وزارة الثقافة الصحراوية حيث بفضله تمكن كتاب وشعراء صحراويون من نشر مؤلفاتهم". وإعتبرت أن "نتائج هذا الدعم في مجال التكوين ستظهر مستقبلا لما يرجع هؤلاء الشباب إلى بلادهم حيث سيعطون المؤسسات التي سيعملون بها روحاً جديدة مبينة على الخبرة وعلى أسس تكوينية علمية لافتة إلى أن "هذا التعاون الثقافي الأول من نوعه يعتبر حجر البداية لمشروع سيتواصل مستقبلا". ومن جهة أخرى إعتبرت السيدة خليدة تومي أن هذا الدعم الجزائري للشعب الصحراوي كان "ناجحا" خصوصا وأنه يمثل "أول تعاون ثقافي في مجال التكوين بين الجزائر والصحراء الغربية". وشهد حفل تسليم الشهادات حضور وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي ووزيرة الثقافة بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية السيدة خديجة حمدي ومدير المكتبة الوطنية السيد عز الدين ميهوبي والمناضلين الصحراويين علي سالم التامك والوالي أميدان وشخصيات سياسية وثقافية أخرى. ويذكر أنه بعد تسليم الشهادات على المتربصين إستمتع الحضور بقراءات شعرية ألقاها كل من الشاعرين الصحراويين محمود خطري وعمر عبد الله لحسن الذين أبدعا في التعبير عن الحنين للوطن المنكوب وفي تقديرهما لثورة الجزائر ورجالاتها لينهيها الشاعر عز الدين ميهوبي بنص بعنوان "قل أي شيء صديقي". وإختتم الحفل بمسرحية صامتة أقيمت ببهو قصر الثقافة حيث رسمت في بعض فصولها مشاهد التعذيب الممارسة ضد الصحراويين في مراكز الإعتقال المغربية وقد عرفت حضوراً نوعياً للجمهور.