أثمرت أول تجربة تكوينية لمتربصين صحراويين في المجال الثقافي، تقديم مساعدات على غرار ألف عنوان هدية المكتبة الوطنية، الكفيلة -حسب القائمين على القطاع بالجمهورية الصحراوية- بالنهوض بالمؤسسات الثقافية فيها، كما تكللت فترة التكوين التي قضوها على مستوى مختلف المؤسسات بتسلمهم 23 شهادة في مجالات الموسيقى، المسرح، المتاحف والمكتبات. وأكدت خليدة تومي وزيرة الثقافة، خلال حفل توزيع الشهادات على المتربصين في الدورات التكوينية المقام سهرة أول أمس الأحد بقصر الثقافة "مفدي زكريا"، نجاح الدعم للشعب الصحراوي "خصوصا وأنه يمثل أول تعاون ثقافي في مجال التكوين بين الجزائر والصحراء الغربية". من جهتها أشادت خديجة حمدي وزيرة الثقافة في الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، بالدعم المقدم في ميدان التكوين وتأهيل القوة البشرية الصحراوية القادرة على النهوض بالفعل الثقافي، كما نوهت بترقية المدرسة الموسيقية، ودعم المهرجانات الثقافية الصحراوية الوطنية منها والجهوية. وأضافت المتحدثة بقولها: "أهم نقاط هذا الدعم تمثلت في مجال طباعة الكتاب الذي يعد رهانا لدى وزارة الثقافة الصحراوية والذي سيتمكن كتاب وشعراء صحراويون بفضله من نشر مؤلفاتهم، أما نتائج التكوين فستظهر مستقبلا لدى عودة هؤلاء الشباب إلى بلادهم حيث سيمنحون المؤسسات التي يعملون بها روحا جديدة مبينة على الخبرة وأسس تكوينية كما يعتبر هذا التعاون الثقافي الأول من نوعه "حجر البداية" لمشروع سيتواصل مستقبلا". وواصلت المتحدثة بقولها: "لابد أن يكون للثقافة والإعلام الصوت العالي خصوصا وأن الشعب الصحراوي يمر بمرحلة حرب تحريرية ومقاومة تتطلب كل الجبهات الضرورية لمقاومة الاحتلال وإلى جانب الجبهة السياسية والدبلوماسية.. لا بد أن تحضر الجبهة الثقافية والإعلامية التي تعتبر حاليا من أهم الجبهات". وأشارت الوزيرة حمدي إلى ما: "للمغرب من مخططات سياسية ممنهجة تسعى إلى احتواء وتأطير الثقافة الصحراوية ضمن الفسيفساء الثقافية المغربية من خلال تشويه معالمها سواء على المستوى الأركيولوجي أو على مستوى الفنون وتأطير اللهجة الحسانية في الدستور المغربي، ما يتطلب من مؤطري الفعل الثقافي على مستوى الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية الوعي بأهمية هذه الجبهة في الدفاع عن الهوية الثقافية الصحراوية بكل مميزاتها من لهجة وملبس وحماية الآثار..المقاومة التي تقوم بها وزارة الثقافة الصحراوية منذ سنوات". وفي السياق أشار علي سالم التامك، السجين الصحراوي السابق ونائب رئيس المجموعة الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان إلى أن "وزارة الثقافة الصحراوية تبذل جهدها في توثيق تاريخ الشعب الصحراوي وكتابته وتجميعه في إطار التأصيل والحفاظ على الذاكرة الجماعية كبعد استراتيجي، وأشكر الدولة الجزائرية على الدعم الذي تقدمه للشعب الصحراوي في حفظ تراثه". وحول ورشات التكوين، ذكر، ولي الشافعي سيدي احمد، أحد المستفيدين منها في مجال علم المتاحف أن تربصه الذي دام 20 يوما كان ممتازا وقال:"استفدت من مختلف المتاحف التي زرتها وأرى أن المسؤولين في وزارة الثقافة الصحراوية سيعملون على الاستفادة من هذا التكوين في إقامة "مركز التفسير المتحفي" الذي سيعبد الطريق لإقامة متحف وطني صحراوي". أما دنيا سعيد، فقالت أن تكوينها في علم المكتبات:"كانت الغاية منه الاستفادة من التجربة الجزائرية في هذا المجال قصد تطوير المكتبة الوطنية الصحراوية من خلال إنشاء أقسام جديدة على مستواها، تزينها هدية المكتبة الوطنية الجزائرية المتمثلة في أكثر من 1000 عنوان كتاب". للإشارة، استمتع الحضور بقصر "مفدي زكريا" بعد تسليم الشهادات بقراءات شعرية ألقاها كل من الشاعرين الصحراويين محمود خطري وعمر عبد الله لحسن، اللذين أبدعا في التعبير عن الحنين للوطن المنكوب وفي تقديرهما لثورة الجزائر ورجالاتها لينهيها الشاعر عز الدين ميهوبي بنص بعنوان "قل أي شيء صديقي"، لتختتم مسرحية صامتة رسمت في بعض فصولها مشاهد التعذيب الممارسة ضد الصحراويين في مراكز الاعتقال المغربية حفل توزيع الجوائز.