دعا المتدخّلون في النّدوة التّاريخية التي نظّمتها المنظمة الوطنية للطلبة الأحرار، أمس، بالتنسيق مع وزارة المجاهدين بالمتحف الوطني للمجاهدين بمناسبة الذكرى ال 65 لإضراب الطلبة التاريخي، إلى حفظ ذاكرة الشهداء واستخلاص الدروس من بطولات أجدادنا، مؤكّدين أنّنا بحاجة لبناء الوعي التاريخي للأجيال والشباب. أكّد وزير المجاهدين وذوي الحقوق الطيب زيتوني في كلمة ألقاها نيابة عنه مدير التراث بالوزارة، أنّ حفظ ذاكرة الشهداء واجب مقدس وميثاق غليظ يلزمنا جميعا وعلى الدوام صونه، وحفظه وتذكّره لاستخلاص العبر والدروس، واصفا إيّاهم بشرف الجزائر وتاريخها المرصّع بالبطولات التي ستظل المنهاج الذي نسلكه على الدوام، قائلا: «إنّنا نحيي اليوم هذه الذّكرى المجيدة، وأن ما تنعم به الجزائر اليوم من رخاء واستقرار يعود فيه الفضل إلى أولئك الأبطال والشهداء الأخيار، فهم مصدر قوّتنا واعتزازنا». في هذا الصّدد، أبرز زيتوني دور قطاع المجاهدين في حفظ وصون الذاكرة الوطنية من أجل الترسيخ الصحيح للقيم، والمثل العليا لثورة نوفمبر الخالدة وضمان تلقينها للنّاشئة، وهذا حفاظا على المكتسبات والإنجازات المحقّقة مواصلة لمسيرة الجزائر المستقلّة التي حلم بها الشّهداء، ولا يزال يدافع عنها من بقي من المجاهدين الأخيار، والتي جعلها في مقدمة الأولويات. من جهته، قال الطاهر ديلمي إنّ الذّاكرة التاريخية ملك أمّة وليس فعل إداري أو سياسي، وبحسبه يجب على المجتمع أن يكون هو الحاضن للذاكرة التاريخية، وأنّ طلبة اليوم يعيشون وضعا جديدا في الجزائر الجديدة وهي ليست مجرّد شعارات، مضيفا أنّ أسلافنا كانوا أبطال الثورة وشباب اليوم هم قادة الجزائر في المستقبل. وأشار إلى أنّه لا يجب أن يعيش طلبة اليوم اليأس مثلما يبثه البعض، داعيا إياهم إلى أن يكونوا قادة في المستقبل، مثمّنا دور القطاع في التفاعل اليوم مع الذاكرة التاريخية التي هي ملك الأمة والمرجعية والمحدّد للجزائر. وأبرز الأستاذ الدكتور، حسين عبد الستار، حاجة الجزائر لصيانة الشخصية الوطنية والهوية الوطنية، وأيضا بناء الوعي التاريخي للأجيال والشباب، قائلا:» نقف وقفة شموخ أمام أولئك الذين اختاروا الموت من أجل أن يهبوا لنا الحياة، الذين قبلوا أن تصفّى أجسادهم وتقطع رؤؤسهم لتبقى رؤوسنا مرفوعة وشامخة، الذين رووا كل شبر من أرض الجزائر بدمائهم الطّاهرة لتروق عزّة وكرامة». وأضاف عبد الستار، أنّ ذكرى اليوم الوطني للطالب تأتي في وقت عصيب جدا، لأنّنا في معركة الوعي، والثورة التحريرية في معركتها الأولى لم تكن قضية انتصارات عسكرية بل كانت من يعبّئ الشعب لصالحه الاستعمار الفرنسي من جهة أو جبهة التحرير الوطني من جهة أخرى، مضيفا أنّ أهم الرسائل التي نستخلصها اليوم هو أن الطلبة في الجزائر سنة1956 كسّروا كل المثبطات والعراقيل وعلّمونا درسا مهما جدا، وهو دفاع الطلبة عن استعادة شرف الوطن وكيانه المغتصب، وثانيا قضية العمر وهي مجرد رقم فقط، فكم منّا من عاش 6 عقود، لكنه سجل وبأحرف من ذهب في التاريخ، لكن هناك من يعيش تسع عقود أو أكثر من ذلك لكن لا يوجد حتى في هامش التاريخ. وأضاف أننا بحاجة إلى زيادة في درجة وعي الشباب أمام التحديات، وأمام المستوى النفسي والجماعي والمحيطة بنا سواء كانت الإقليمية والدولية، مؤكّدا أنّ الجزائر اليوم في حاجة إلى من يحيا ويعيش لأجلها. وقال الأمين العام للمنظمة الوطنية للطلبة الأحرار، إنّ الذكرى ال 65 لإضراب الطلبة محطة حاسمة من محطات كفاح أسلافنا ضد الاستعمار بانخراط تلاميذ الجامعات والثانويات في مسيرة الكفاح، حيث كانوا مصدرا ووقودا للتحرر وتطعيم الثورة بالإطارات، بفضل تكوينهم العلمي بتحويل حرب الجزائر من كفاح سياسي إلى ثورة وطنية حقيقية تصبو إلى تحديث المجتمع الجزائري، وتهيئته لاستعادة حريته المسلوبة.