قرّر مجلس الوزراء، الأحد، فتح الحدود الجويّة والبريّة، بعد أزيد عام من الغلق بسبب تفشّي فيروس «كورونا»، والذي اتّخذت بسببه عديد الإجراءات التي كانت دائما محل دراسة المجلس العلمي والسّلطات العليا في البلاد. سيكون فتح الحدود بشكل تدريجي، يسمح بامتصاص الضغط الذي قد ينتج على شركة الخطوط الجوية الجزائرية، جرّاء رغبة عديد المغتربين بالعودة لأرض الوطن بعد غياب دام طويلا وغير معتاد عليهم، بسبب الجائحة التي عطّلت مصالحهم، على حد تعبير أحدهم. وأكّد المجلس برئاسة الرّئيس تبون، أن تكون البداية بمعدل خمس رحلات يوميا من وإلى مطارات الجزائر العاصمة، قسنطينة ووهران، ابتداءً من الفاتح جوان المقبل، مع ضرورة التّقيّد التام بالإجراءات الاحتياطية الصّارمة، على أن يصدر البيان التّنظيمي في هذا الشّأن خلال أسبوع. قرار صائب في هذا السياق، وصف رئيس عمادة الأطباء في الجزائر، بقاط بركاني، قرار الرّئيس تبون بالفتح الجزئي للحدود بالصائب، حيث ربط القرار بأسباب إنسانية وصحية واقتصادية وسياسية، مضيفا: «أيضا لأنّ الحالة الوبائية في البلاد مستقرّة». وشدّد بقاط في تصريحات إعلامية، على أنّه غير ممكن مواصلة الغلق، وضروري جدا الانفتاح لكن بتطبيق بروتوكول صحي صارم على جميع المسافرين، ليتابع: «اختيار موعد 1 جوان لإعادة الفتح الجزئي جاء للتحضير الجيد للبروتوكول الصحي وأيضا للمطارات والحدود». الأولوية للمرضى والحالات الحرجة توقّع المتحدث أن تكون الأولوية في هذه الرحلات للمرضى والحالات الحرجة والعالقين منذ أشهر، وشدّد على أن القنصليات سيكون لها دور كبير لإنجاح العملية كون كل شيء مسجل عندها، بالمقابل أكّد على أنّ البروتوكول المقترح هو نفسه المطبّق في كل دول العالم. وتابع: «يتضمّن كشف pcr ل 36 ساعة قبل إقلاع الطائرة، وعند الوصول ضرورة إجراء كشف سريع لكل مسافر لمدة 15 دقيقة»، وفي السياق أشار إلى عدم التخوف من الفتح الجزئي للحدود، ليستدرك: «إذا طبّقنا بشكل صارم البروتوكولات الصحية». قرار الفتح إنساني من جهته، قال رئيس مصلحة الطب الشرعي بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، رشيد بلحاج، إنّ قرار مجلس الوزراء بخصوص الفتح التدريجي للحدود يستند إلى أرضية علمية قائمة على مقترحات اللجنة العلمية. وأضاف بلحاج في تصريحات إعلامية: «فتح الحدود قرار إنساني غير أنّ التقيد بإجراءات الوقاية يجب أن يكون في الواجهة»، ليتابع: «قرار يعتبر بشرى خير ناتج لانخفاض عدد الإصابات بفيروس كورونا، ولعملية التلقيح التي لقيت إقبالا كبيرا من قبل المواطنين، وهو ما حفّز السّلطات إلى التوجه للفتح التّدريجي للمجالين الجوي والبري». وأبرز رشيد بلحاج الذي يترأّس النقابة الوطنية للأساتذة والباحثين الجامعين، أنّه «حاليا لا يمكن فتح المجال الجوي بصفة شاملة، وأن قرار الفتح الجزئي كان صائبا، خاصة وأن فيروس كورونا لا يزال متواجدا في الجزائر، والجميع يعلم الطريقة التي دخل بها إلى أرض الوطن».