دفعنا الفضول وسمعة زلابية بوفاريك للبحث عن سر تميزها من خلال البحث عن اعرق العائلات التي تنشط في هذه الحرفة لمعرفة سر ذوقها الذي يصنع الفارق عن زلابية مختلف المناطق الأخرى، واختلفت الروايات حول طريقة التحضير ونوع العسل إلى أن تم توجيهنا الى عائلة “أكسيل” التي تقطن بوسط مدينة بوفاريك حيث وجدنا العشرات من المواطنين قرب المنزل الذي بدأت فيه صناعة الزلابية منذ عشرات السنين من هذه العائلة التي احترفت هذه الصناعة أبا عن جد. وكشف عبد الكريم من عائلة “أكسيل”، وهو مهندس وموظف بولاية البليدة، عن الكثير من خفايا تحضير الزلابية متحدثا عن أصولها وتاريخها الذي يحمل الكثير من الرموز. الشعب: سمعنا كثيرا عن زلابية بوفاريك التي وصلت سمعتها إلى خارج الحدود، هل لك أن تحدثنا عن بدايات صناعتها؟ أكسيل عبد الكريم: بداية صناعة زلابية بوفاريك تعود إلى بدايات القرن الماضي حيث وحسب روايات أبي - رحمه الله - فانها بين 1902 و1903 حيث كان والده وجده أكسيل علي هو من شرع في صناعتها بحي القصاري ببوفاريك وهو حي عربي مازال لحد الآن في ضواحي بوفاريك قبل أن ننتقل لهذا البيت الذي يقع في وسط المدينة منذ 1962. وخلف أبي المتوفى أكسيل خالد المولود في 1921 وعمي عبد الله المولود في 1924 في صناعة الزلابية وحافظوا على وصفتها ومقاديرها التي جلبت الشهرة للعائلة، ولكم أن تسألوا الزبائن عن الذوق والنكهة. يقال أن سر نكهة زلابية بوفاريك في العسل الذي توضع فيه قبل استهلاكها، فهل هذا صحيح؟ وهل تؤكد أنها كانت ترسل إلى المجاهدين أثناء الثورة في الجبال؟ والله سر تحضير العجين من اختصاص أمي فقط أكسيل صليحة وشقيقاتي، ونحن نقوم بالطهي فقط والبيع، فالنساء هن من يقمن بتحضير عجين الزلابية ليلة من قبل تركها تتخمر، ولا اخفي عليكم التكتم الكبير على التحضير، وما عدا شقيقيا حمزة والهادي اللذان يعيشان بمنطقة “روبي” الفرنسية فقد استفادا من سر الوصفة بحكم صناعتهما للزلابية في الخارج منذ 1978 و1990، ويبقى تحضير العسل يخضع لطريقة خاصة ويلعب دورا كبيرا في إضفاء النكهة المميزة لزلابية بوفاريك. بالفعل كانت العائلات التي تصنع الزلابية في وقت الثورة التحريرية تبعث بكميات كبيرة للمجاهدين في الجبال بحكم احتوائها على السكريات لدعمهم ومساعدتهم على المقاومة وهو ما جعلها تكسب أكثر شعبية وسمعة. وأذكر عن والدي أنها كانت محل إعجاب المجاهدين الذين كانوا مسجونين إبان الثورة في سركاجي حيث كان يأخذ معه كميات لمسجون من العائلة يدعى أوكيل حسن والذي كان بدوره يوزعها على زملائه في السجن في 1956، وقد بلغنا بان الفنان الراحل الحاج محمد العنقى كان يشتهي أكل زلابية بوفاريك.