التقى الرئيس التونسي قيس سعيّد ورئيس البرلمان راشد الغنوشي للمرة الأولى منذ 6 أشهر، في خطوة أحيت الآمال في حلحلة الأزمة السياسية الراهنة. أعلنت الرئاسة التونسية أن سعيد التقى الغنوشي، صباح الخميس، في القصر الرئاسي بضاحية قرطاج بالعاصمة التونسية بمناسبة الاحتفال بالذكرى 65 لتأسيس الجيش التونسي. المبادرة التي أطلقها الوزير التونسي السابق، لطفي زيتون، يبدو أنها نجحت في إنهاء القطيعة المتواصلة منذ أشهر بين الرئيس قيس سعيّد ورئيس البرلمان راشد الغنوشي، حيث التقى الرجلان، الخميس، في قصر قرطاج، وسط أجواء وصفتها حركة النهضة بالإيجابية، فيما توقع مراقبون أن يساهم هذا اللقاء بحلحلة الأزمة السياسية المتواصلة في البلاد، في وقت دعت فيه حركة النهضة إلى الإسراع في عقد حوار وطني دون شروط مسبقة. وقالت الرئاسة التونسية، في بيان مقتضب نشرته على موقع فيسبوك، إن سعيّد التقى الغنوشي في قصر قرطاج بمناسبة الاحتفال بالذكرى 65 لانبعاث الجيش الوطني. كما أكدت صفحة الغنوشي على موقع فيسبوك هذا اللقاء، مشيرة إلى أن رئيس البرلمان شارك "في موكب الاحتفال بالذكرى الخامسة والستين لانبعاث الجيش الوطني، بإشراف رئيس الجمهورية قيس سعيّد، وبحضور رئيس الحكومة هشام المشيشي، ووزير الدفاع الوطني إبراهيم البرتاجي، وأعضاء المجلس الأعلى للجيوش والقيادات العسكرية. وتفاقمت الأزمة السياسية عقب رفض سعيد الموافقة على تعديل وزاري على حكومة المشيشي، حيث يمتنع عن دعوة الوزراء الجدد لأداء اليمين الدستورية أمامه، مبررا موقفه بأن التعديل الوزاري شابته خروقات، كما أنه يمتنع عن توقيع قانون المحكمة الدستورية الذي أقرّه البرلمان مؤخرا بأغلبية معزّزة. وعرض رئيس البرلمان التونسي أواخر فيفري الماضي مبادرة لحل الأزمة السياسية تتمثل في عقد لقاء ثلاثي بين الرئاسات الثلاث "الجمهورية والحكومة والبرلمان". وأعلن الغنوشي، الأسبوع الماضي، أن سعيد وافق على الإشراف على حوار وطني لحل الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد. لا مكان لأيّ قاعدة عسكرية أجنبية من ناحية ثانية، شدّد الرئيس التونسي، أن سيادة بلاده "لا تقبل المساومة" وأن تونس لن تحتضن أي قاعدة عسكرية أجنبية" على أراضيها، و«لن يكون لأي قوات أجنبية ممرّ ولا مستقر فيها. وقال سعيّد ''نحن لم نكن أبدا دعاة حرب، بل نحن دعاة أمن وسلام، ولكن سيادتنا في أراضينا وفي مياهنا وفي أجوائنا لن تقبل المساومة أبدا"، مضيفا إن سيادتنا "لا يمكن أن تُطرح حتى لمجرد النقاش، ولا مجال لأن تكون نقطة في أي جدول لأعمال لجان أو غيرها". وأكد في المقابل، أن القوات العسكرية التونسية "بحاجة إلى تدعيم عتادها"، قائلا: "آن الأوان لتوفير الحد الأدنى المطلوب من العدة والعتاد". ولفت في هذا السياق إلى أنه، يجري إعداد برامج واستراتيجيات لتلبية حاجيات القوات المسلحة. إلى ذلك، أعاد الرئيس التونسي التذكير بأن القوات العسكرية في بلاده "تمكنت من إحباط الكثير من العمليات الإرهابية، وما تزال تعمل مع القوات الأمنية بعزيمة لا تلين في مواجهة العمليات الإرهابية الغادرة"، مشيرا إلى مشاركة الجيش التونسي في مهمات حفظ السلام في العالم.