جدّد محتجون لبنانيون، أمس الأول قطع طرق رئيسية في العاصمة بيروت ومدن أخرى شمالي وجنوبي البلاد، تنديدا بسوء الأوضاع المعيشية والاقتصادية، في وقت سجلت فيه العملة المحلية مزيداً من الهبوط. شهدت شوارع عدة في العاصمة بيروت قطع طرق بالإطارات المشتعلة وحاويات النفايات من قبل محتجين، في حين أقفل محتجون طريق "جل الديب" الرئيسي، بسلاسل بشرية احتجاجا على الأوضاع المعيشية في البلاد. وفي صيدا (جنوب)، قطع عدد من المحتجين، الطريق في شارع رياض الصلح بالاتجاهين، ومنعوا السيارات من العبور، وسط انتشار لعناصر الجيش الذين عملوا على إعادة فتح الطريق. وردد المحتجون هتافات رافضة للارتفاع المستمر في سعر صرف الدولار مقابل العملة المحلية، والغلاء المعيشي المستفحل، وغياب الخدمات الأساسية من كهرباء ومياه وبنزين وأدوية. ولم تقع أي مناوشات بين المحتجين وقوات الأمن خلال الاحتجاجات. وفي طرابلس (شمال)، انطلقت مسيرة راجلة من مستديرة أبو علي، يتقدمها أطفال وجابت شوارع المدينة احتجاجاً على تردي الأوضاع الاقتصادية. ومنذ عام ونصف، يعاني اللبنانيون أزمة اقتصادية طاحنة غير مسبوقة أدت إلى انهيار قياسي في قيمة العملة المحلية مقابل الدولار (وصلت اليوم لحدود 16000 ليرة مقابل الدولار الواحد)، فضلا عن شح في الوقود والأدوية، وانهيار القدرة الشرائية. وتصاعدت أزمة شح الوقود في لبنان خلال الأيام الماضية، ما أدى إلى إقفال معظم المحطات أبوابها بسبب نفاد مخزونها من البنزين، في حين يشهد القليل، مما تبقى من محطات مفتوحة طوابير طويلة من السيارات والدراجات النارية.