أكّد الأستاذ بكلية العلوم السياسية بجامعة الجزائر، الدكتور رضوان بوهيدل، أنّ رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون أطلق مشاورات سياسية مع الطبقة السياسية، وشخصيات وطنية لاحتواء كلّ الألوان والمضي قدما نحو استكمال مشروع بناء «الجزائر الجديدة»، والإسراع في تنفيذ برنامجه بحثا عن توافق وطني. قال رضوان بوهيدل في اتّصال هاتفي مع «الشّعب»، إن الرئيس أمام فرصة استكمال تطبيق برنامجه بإشراك الجميع كل القوى السياسية، ولا يجب ربطها بأحزاب سياسية معيّنة، حيث هناك مجتمع مدني، وشخصيات وطنية والفائزين الأحرار من البرلمان ومن خارجه أيضا، إضافة إلى إشراك إطارات وكفاءات من قطاعات أخرى من أجل استكمال الإصلاحات، ومجابهة التحديات الداخلية والخارجية «. وأبرز المتحدث أنّ «الرئيس فتح المجال أمام القوى السياسية، لأن الجزائر تحتاج إلى توافق لتجاوز المرحلة، وهذا بعدما تم قطع خطوات كبيرة فيما يخص الإصلاحات السياسية، بدءا من إجراء الانتخابات الرئاسية ثم تعديل الدستور واستحداث نظام انتخابي جديد وأخيرا انتخاب مجلس شعبي وطني جديد، حيث يحرص الرئيس كما تبين من رؤيته السياسية على اشراك أكبر عدد ممكن من الشّخصيات في الحوار قبل اشهر، وهذا دون نسيان إجراء انتخابات تشريعية لم تفرز أغلبية برلمانية، ما يعني أن الكرة في مرمى الرئيس، علما انه ومن الناحية الدستورية له كافة الصلاحيات في تعيين طاقم حكومي والوزير الأول سواء كان تكنوقراطا أو من أحزاب بكل حرّية». ورجّح المتحدث أن يكون الوزير الأول المقبل تكنوقراطيا، بينما يكون الفريق الحكومي مزيجا من قطاعات كثيرة، من داخل وخارج الأحزاب، كما قد يحتفظ الرئيس بوزارات اخرى الأغلب أنها ستكون من الحقائب السيادية، حيث يمكنه أن يجدد الثقة في عدد من الوزراء. وشدّد على أن «تعيين الوزير الأول غير متحزب ستعطي صورة أحسن للحكومة المقبلة، أما وزارات اخرى فيستطيع الرئيس إشراك أحزاب اخرى التي شاركت في التشريعيات الماضية». أما عن أولويات الفريق الحكومي المقبل، والرهانات التي تنتظره فتتمثل - حسب المتحدث - في استدراك التأخير الذي وقع في انجاز المشاريع وتطبيق برنامج الرئيس، حيث لم تتحقق الكثير من الأمور على ضوء تراكمات تسببت في احتقان شعبي، موازاة والتحديات الدولية، التي تحيط بالجزائر إلى جانب تداعيات وباء كورونا. وأوضح بوهيدل أنّ الحكومة المقبلة لن تكون انتقالية او مؤقّتة، لأنّنا لسنا في مرحلة تصريف أعمال مثلما حدث في السّابق، بل أمام رهان تسيير محكم لمختلف القطاعات لحلّ أزمات مرتبطة بالمواطن وتطبيق برنامج الرئيس، فالمرحلة المقبلة تتطلب حكومة دائمة وليس حكومات تجريبية او مجرد «كاستينغ» للوزراء. وتنتظر الجهاز التنفيذي استطرد تحديّات اجتماعية واقتصادية ودولية، ومخاطر تتمثل على الحدود، لذلك يجب أن تتشكل حكومة قادرة على مواجهة التحديات في هذه المرحلة لتجاوز الأزمات الداخلية والتهديدات الخارجية». وحول سؤال متعلق بالاتصال الهاتفي الذي جرى بين الرئيس الأسبق اليمين زروال ورئيس الجمهورية عبد المجيد تبون نهاية الأسبوع الماضي، قال بوهيدل إنه «نظرا لخبرة زروال الذي حكم الجزائر في مرحلة حسّاسة، ولما يملكه من سمعة كافية، وهو الرئيس الوحيد الذي تخلى عن الرئاسة في الجزائر وكسب تعاطفا شعبيا كبيرا، فالتشاور معه نقطة تُحسب لرئيس الجمهورية». واعتبر المحلل السياسي، أنّه وبعد التغيير الحكومي المقبل، من المنتظر أن يشمل التغيير مؤسسات كبرى أخرى، أولها حلّ المجلس الدستوري والعمل بالمحكمة الدستورية، لأن المجالس الاستشارية الموجودة في الدستور لم تتجسد على أرض الوطن ويجب استدراك الأمر.