تنطلق بمختلف مديريات التربية عبر القطر الوطني، مسابقات لتوظيف أساتذة التعليم الابتدائي، المتوسط والثانوي، حيث يقدر عدد المناصب المالية للناجحين في هذه الأخيرة ب 28579 منصب مالي منها 19337 موجهة للتأطير التربوي، وذلك حسب البيان الصادر من وزارة التربية الوطنية الذي تلقت «الشعب» نسخة منه. وقد تضمن هذا البيان تفاصيل حول المسابقات حيث بلغ العدد الإجمالي للمناصب المفتوحة 16521 منصب، كما يستفيد من عملية التوظيف هذه 2816 من خريجي المدارس العليا للأساتذة. وتندرج مسابقات التوظيف والامتحانات والفحوص المهنية لسنة 2012، في إطار المخططات السنوية التي يعدها القطاع لتسيير الموارد البشرية، حيث تشمل هذه المسابقات مختلف الأسلاك العاملة في »التربية الوطنية«، من تربويين، إداريين وعمال مهنيين وخارج الصنف وكذا بعض الأسلاك المشتركة. ويصل عدد مناصب الشغل المفتوحة في الطور الابتدائي إلى 5697 منصب موزعة على اختصاصات اللغة العربية، الفرنسية والأمازيغية، وهذا ما قد يساهم في حل مشكلة النقص في عدد الأساتذة في هذا الطور التعليمي، وبالتالي ضمان تعليم ذا نوعية خاصة في هذا المستوى الذي يمثل للتلاميذ قاعدة أساسية. أما بخصوص المناصب المفتوحة في الطور المتوسط، فقد بلغ عددها الإجمالي 2976 منصب، ويمكن أن يلتحق بها حاملو شهادة الليسانس نظام قديم أو شهادة الدراسات العليا في الاختصاص. وبالنسبة لعدد المناصب في الطور الثانوي ، فإن العدد الإجمالي لها يصل إلى 7848 منصب موزعة على 18 اختصاص، وقد فتحت المشاركة في المسابقة لحاملي شهادة ماستير، أو مهندس دولة وبصفة استثنائية شهادة ليسانس نظام قديم أو شهادة الدراسات العليا في الاختصاص. وتؤكد الأرقام المتعلقة بمناصب التوظيف المفتوحة في »التربية« الذي يعد قطاعا حساسا جدا كونه يعد »صمام الأمان« بالنسبة لأجيال المستقبل، وهناك جديد تحمله مسابقات التوظيف لهذه السنة، حيث أنها فتحت على جميع الاختصاصات على أساس الشهادة، حيث يباشر الناجحون فيها مهامهم بداية من أول يوم من الدخول المدرسي، لتفادي أي تأخر في الدروس بالنسبة للأساتذة كما كان في السنوات السابقة، ولا يترك أي مؤسسة تعليمية في الوطن بدون مدير أو مسير مالي باعتبارهما فاعلان أساسيان لا يمكن الاستغناء عنهما في دخول مدرسي. تدعيم قطاع التربية والتعليم بأساتذة جدد في مختلف الأطوار التعليمية، من شأنه أن يساهم في التقليص من البطالة في أوساط خريجي الجامعات والمعاهد العليا، بالإضافة إلى ضمان التأطير الحسن والمستمر لسير العملية التعليمية، من خلال الاعتماد على المعايير الدولية المتعلقة بنسب التاطير (أي تحديد عدد التلاميذ بالنسبة للأستاذ الواحد). والجدير بالإشارة فإن الناجحون في المسابقات يخضعون قبل التحاقهم بالعمل في التعليم الثانوي خاصة حاملي شهادة ماستير ومهندس دولة إلى تكوين مدته 140 ساعة في مادة التدريس والتأهيل البيداغوجي، وذلك من أجل القيام بوظيفتهم التعليمية بشكل سليم، فيما يخضع سواهم من الناجحين إلى تكوين أطول لمدة 400 ساعة. وينتظر من هذا التكوين أن يقدم للقطاع أساتذة يكونون أكثر كفاءة، وهذا ما ينعكس بالضرورة على مستوى التعليم، ويرفع بذلك من مستوى التحصيل لدى التلاميذ، وهذا ما يتطلع إليه أولياء التلاميذ والمجتمع بصفة عامة، وقد يؤدي ذلك إلى التخفيض من حدة المشاكل التي كان وما يزال يتخبط فيها قطاع التربية، والذي أدى إلى موجة الاحتجاجات التي شهدها خلال السنوات الماضية، والتي عولج أغلبها في إطار الحوار مع النقابات، كما يسمح كذلك لمديري المؤسسات التربوية في جميع الأطوار التعليمية بتحسين مستوى التسيير.