رحبت جبهة البوليساريو بالبيان العام للسيدة ماري لولور (مقرر الأممالمتحدة الخاص المعني بحالة المدافعين عن حقوق الإنسان)، والذي دعت من خلاله قوة الاحتلال لوقف استهداف المدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين الذين يدافعون عن قضايا حقوق الإنسان المتعلقة بالصحراء الغربية. أشارت لولور، في بيان صادر عن الممثلية لدى الأممالمتحدة والمنظمات الدولية في سويسرا، إلى الحصار المفروض على إقليم الصحراء الغربية من قبل قوة الاحتلال التي عمدت منذ أفريل 2014 إلى توقيف وترحيل أكثر من 280 شخص، ما بين محامين ومدافعين عن حقوق الإنسان وصحفيين وأكاديميين من 20 جنسية مختلفة، كانوا ينوون الوصول إلى الأراضي المحتلة. بالإضافة لمنع مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان من الوصول إلى تلك المنطقة منذ جوان 2015. وجددت الجبهة التذكير بأن عراقيل الاحتلال لم تتوقف عند هذا الحد، حيث ما تزال ترفض بشدة ودون أسباب مقنعة وجود عنصر معني بحقوق الإنسان في بعثة الأممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو). انتهاكات ترقى لجرائم حرب من جهة أخرى، أكدت أنه ومنذ أن قامت قوة الاحتلال بغزو وضم معظم أراضي الصحراء الغربية، إرتكبت أجهزتها العسكرية جملة انتهاكات مختلفة وخطيرة للقانون الدولي الإنساني، يندرج بعضها كجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وأعربت الجبهة عن أسفها العميق لرد فعل قوة الاحتلال عبر ممثلها لدى الأممالمتحدة بجنيف، ومحاولته إنكار وتسييس ما جاء في بيان المقررة الخاصة المعنية بالمدافعين عن حقوق الإنسان، في الوقت التي توجد أدلة مصورة لكل تلك الانتهاكات الجسيمة المشار إليها، مؤكدة (الجبهة) أن استمرار إنكار المغرب للانتهاكات الممنهجة والخطيرة ضد الشعب الصحراوي من قبل السلطة القائمة بالاحتلال أمام أية آليات لحقوق الإنسان تابعة للأمم المتحدة، لا يمكن أن يقبله المجتمع الدولي. لابدّ من وقف الإفلات من العقاب علاوة على ذلك، دعت الجبهة المجتمع الدولي أن يضع حدّا للإفلات من العقاب على الانتهاكات الممنهجة والخطيرة لحقوق الإنسان ولقواعد القانون الدولي الإنساني التي تتمتع بها قوة الاحتلال المغربية. هذا وخلصت ممثلية الجبهة في الأممالمتحدة والمنظمات الدولية بسويسرا، إلى أن المجتمع الدولي مُطالب بضمان ممارسة الشعب الصحراوي لحقه في تقرير المصير والاستقلال. إرادة الشعوب هي التي تحسم الحروب أكد وزير الشؤون الخارجية الصحراوي، محمد سالم ولد السالك، أن العامل الحاسم دائما لكسب معارك التحرير، هو إرادة وتصميم الشعوب، معتبرا أن أجمل شيء في الحياة هو أن تناضل من أجل قضية عادلة ومن أجل الحرية والاستقلال. وأوضح السيد ولد السالك، في مقابلة مع صحيفة هولندية واسعة الانتشار «أنه في كل حروب الاستقلال، لا توجد مساواة في التسلح بين القوة الإستعمارية والسكان. قد يكون المغاربة أكثر عددا وعتادا عسكريا، لكن العامل الحاسم دائما هو إرادة وتصميم الشعب»، وذلك ردا على سؤال بخصوص فرص جبهة البوليساريو في كسب معركتها من أجل الاستقلال. وحذر ولد السالك من الإحباط الذي ينتاب الشعب الصحراوي وخاصة الشباب منهم، و»هم يرون أن المغرب ينتهج سياسة النهب وانتهاك حقوق الإنسان وعدم ضغط الأممالمتحدة عليه لحمله على الوفاء بالتزاماته»، قبل أن يبرز أن «أجمل شيء في الحياة هو أن تناضل من أجل قضية عادلة ومن أجل الحرية والاستقلال». وبخصوص إعلان الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، الاعتراف ب»السيادة» المزعومة للمغرب على الصحراء الغربية، أعرب رئيس الديبلوماسية الصحراوية، عن أمله في أن يتراجع الرئيس جو بايدن، عن هذا القرار. وفي ذات السياق، أبرز المسؤول الصحراوي الإلتزام الذي يبديه الإتحاد الأوروبي كل مرة، بموقف الأممالمتحدة بخصوص الصحراء الغربية، وتأكيده أن الأمر يتعلق بإنهاء الاستعمار وأن الحل يكمن في ممارسة حق تقرير مصير الشعب الصحراوي وفقا لاتفاق السلام لعام 1991 الذي لم يتم تنفيذه مطلقا. كما تطرق ولد السالك، للحكم الذي صدر عام 2018 عن محكمة العدل الأوروبية في لوكسمبورغ، والذي يقضي بعدم جواز استيراد الدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي لأي منتج مصدره الصحراء الغربية، في إطار الشراكة مع المغرب. تعسّف بحق الأسير محمد الحافظ أقدمت إدارة السجن المحلي «بوزكارن» بضواحي مدينة أكليميم (جنوب المغرب)، على ترحيل الأسير المدني والمدافع الصحراوي عن حقوق الإنسان يحي محمد الحافظ إعزة، صوب وجهة مجهولة، بحسب ما أفادت به رابطة حماية السجناء الصحراويين بالسجون المغربية. ونقلت الأنباء عن الرابطة، أنه «وعكس كل التوقعات، عمدت إدارة السجن إلى نقل وترحيل يحي محمد الحافظ إعزة صوب مدن شمال المغرب، في تجاهل تام لمطالب الأسير المتعقلة بنقله قرب محل سكن العائلة، ودون الأخذ بعين الاعتبار الحالة الصحية التي يعاني منها والظروف الاجتماعية لأسرته، وما قد ينتج عن عملية الترحيل الانتقامية من تبعات، وأضرار مادية ومعنوية».