بعد سبعة أشهر من تحالف نظام المخزن مع الكيان الصهيوني، بدأت صور التطبيع تتضح، بعد أن حطّت رحلة قادمة من فلسطينالمحتلة حاملة على متنها 100 سائح صهيوني جاؤوا للاستمتاع بالطبيعة في «مملكة أمير المؤمنين»، حيث تزينت مدينة مراكش لاستقبال عشرات المغاربة المتصهينين أو بالأحرى حجيج الصهاينة في أول دفعة سياحية لبلدهم الأم. الملفت أن استقبال الغزاة كان جد حار، كيف لا وقد حضر فيه التمر والحلوى والشاي بالنعناع خلال حفلة استقبال يعكس خيانة ما بعدها خيانة. وسيلتقي آلاف المغاربة اليهود الذين احتلوا فلسطين واستوطنوا منازل الفلسطينيين واستباحوا حقولهم ومزارعهم وممتلكاتهم وشردوهم لملاجئ لبنانية وسورية وأردنية و... مع ذويهم ممن غزوا الصحراء الغربية واستوطنوا منازل الصحراويين بعد أن شردوهم، كل هؤلاء سيلتقون بمراكش لاستحضار ذكريات ماضيهم التعيس القبيح بسجله الحافل بجرائم ضد الإنسانية. الرحلة الجوية المباشرة بين كياني الاحتلال (واحد يحتل فلسطين والآخر يحتل الصحراء الغربية) هي الثانية من نوعها، بعد أول رحلة مباشرة نظمت في ديسمبر 2020، حيث أقلت دبلوماسيين صهاينة «إلى مملكة أمير المؤمنين»، ووُقعت على إثرها اتفاقيات ثنائية ركزت على إعفاء الدبلوماسيين من التأشيرات والروابط الجوية المباشرة. وبعد إطلاق الخط الصهيو- مخزني الجديد، أعلنت شركات طيران الكيان الصهيوني «عن بدء رحلاتها المباشرة إلى مراكش والتخطيط لتسيير خمس رحلات أسبوعية تشمل الدار البيضاء أيضا، وهذا يعني بداية تدفق حجيج الصهاينة على «مملكة أمير المؤمنين» المرحبة بقتلة أطفال فلسطين، ومدنسي القدس الشريف. علما أن هؤلاء لم ينقطعوا يوما عن زيارة المغرب حتى بعد غلق مكتب الصهاينة في الرباط عام 2002. لكن اليوم الوضع مختلف، فالتطبيع أصبح واقعا ظاهرا معلنا. والرحلات الجوية أضحت مباشرة، وبالتالي فإن حجيج الصهاينة سيزداد تدفقهم على «مملكة أمير المؤمنين» بما فيهم ربما جنود صهاينة الذين كانوا بالأمس يطلقون أطنان المتفجرات على بيوت الفلسطينيين في غزة محولة منازلهم إلى ركام وجثث أطفالهم الى أشلاء.. يا له من خزي.