أعلنت مملكة البحرين في وقت متأخر من مساء الخميس، أنها ستسمح بعبور الرحلات بين الإمارات و"إسرائيل" لأجوائها، بعد اتفاق تطبيع العلاقات مع أبو ظبي وقرار السعودية فتح أجوائها للرحلات ذاتها. وقال مصدر مسؤول في شؤون الطيران المدني بوزارة المواصلات والاتصالات، إنه "صدرت موافقة" على طلب إماراتي حول "الرغبة في السماح بعبور أجواء المملكة للرحلات الجوية القادمة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة والمغادرة منها إلى كافة الدول" ما يعني أن الكيان الصهيوني إحدى هذه الدول. شئون الطيران المدني : الموافقة على الطلب الإماراتي بالسماح بعبور أجواء المملكة للرحلات الجوية القادمة إليها والمغادرة منها إلى كافة الدولhttps://t.co/2xwdBsYfvC — وكالة أنباء البحرين (@bna_ar) September 3, 2020 ولا تقيم المنامة علاقات دبلوماسية مع تل أبيب. لكن القرار يشكل مؤشراً إضافياً على تقارب محتمل بين المملكة الخليجية الصغيرة والدولة العبرية على الرغم من تشديد المنامة على تمسكها بمبادرة السلام العربية التي تنص على قيام دولة فلسطينية مستقلة قبل التطبيع، وفق وكالة فرانس برس. وأعلنت "إسرائيل" والإمارات في 13 أوت 2020 عن اتفاق بوساطة أمريكية لتطبيع العلاقات بينهما، بعد سنوات شهدت تقارباً بين البلدين، في خطوة اعتبرها الفلسطينيون "خيانة" لقضيتهم. وبذلك أصبحت الإمارات أول دولة خليجية وثالث دولة عربية تقوم بتطبيع علاقاتها مع الاحتلال بعد مصر (1979) والأردن (1994). وسيّرت سلطات الاحتلال هذا الأسبوع أول رحلة تجارية إلى الإمارات، عبرت أجواء السعودية التي أكدت السماح للطائرات المتجهة للإمارات والمغادرة منها لكافة الدول باستخدام أجوائها، لكنها تفادت أجواء البحرين. ولقي قرار الإمارات التطبيعي ردود فعل مرحبة أو غاضبة أو حذرة من دول عربية تسعى واشنطن إلى إقناعها بالسير على خطى أبو ظبي. وكانت البحرين أول دولة خليجية رحبت باتفاق التطبيع. وتعود الاتصالات غير المباشرة بين الدولة الخليجية الصغيرة والدولة العبرية إلى التسعينيات. وتتشارك البحرين و"إسرائيل" نفس العداء تجاه إيران التي تتهمها المنامة بدعم المعارضين الشيعة وبالسعي إلى التسبب باضطرابات أمنية على أراضيها، وهو ما نفته طهران مراراً. وشهدت البحرين اضطرابات متقطعة منذ حركة احتجاج اندلعت في فيفري 2011 في خضم أحداث "الربيع العربي". لكن المملكة الصغيرة في الخليج مقربة جداً من الرياض وسيكون من الصعب عليها تطوير علاقات مع الدولة العبرية إلى حد التطبيع من دون موافقة السعودية التي تصر على حل الدولتين قبل التطبيع. وفي 20 من أوت، أكد مسؤول بحريني دعم المنامة "لحقوق الفلسطينيين" مشدداً في الوقت ذاته على أن بلاده دولة ذات سيادة وقراراتها مبنية على "مصالحها الاستراتيجية الأمنية".