يعيش المواطنون بولاية بومرداس وبالخصوص مرافقي المرضى المصابين بفيروس كورونا هذه الأيام، حالة من القلق والفزع بسبب أزمة الأكسجين وصلت حد الهيجان، مثلما شهده مستشفى الثنية، نهاية الأسبوع، نتيجة المشاحنات بين أفراد عائلة أحد المتوفين وإدارة المستشفى، ما جعل هذه الأخيرة تصدر بيانا توضيحيا، تنفي مزاعم رفض تزويد مرضى مصلحة كوفيد بهذه المادة الحيوية، والتأكيد «أن الوفاة كانت بسبب مضاعفات صحية وليس نتيجة غياب الأكسجين». أمام حالة الخوف التي تسيطر على المواطنين وانتشار الإشاعة بشكل واسع، خاصة ما تعلق بأزمة الأكسجين بمصالح كوفيد والاستعجالات بمستشفيات بومرداس الثلاثة، اتخذ والي الولاية، في اجتماعه الأخير مع أعضاء اللجنة الولائية المكلفة بتنسيق النشاط القطاعي للوقاية من وباء كوفيد-19، جملة من القرارات الهامة بعد استماعه إلى تقييم مديرية الصحة بشأن الوضع العام. على رأسها ضرورة التموين العاجل والمستمر للمستشفيات بمادة الأكسجين التي تشكل هذه الأيام أحد أهم احتياجات المرضى الموجودين بالعناية المركزة، بسبب حالة التذبذب وتأخر وصول القارورات المعبأة استجابة لحجم الطلب المتزايد، كان آخرها نداء استغاثة من مستشفى دلس الموجه للمواطنين والسلطات المختصة لتزويد المؤسسة. ووعد والي بومرداس باتخاذ إجراءات أخرى، تشمل اقتناء المكثفات ومولدات الأكسجين لدعم المراكز الصحية ومساعدتها على عملية الإنتاج والتموين الذاتي في ظل ضعف قدرة التخزين الحالية، رغم تزويد كل من مستشفيي برج منايل ودلس في مرحلة سابقة بخزانين للأكسجين بسعة 5 آلاف لتر، لكنها، بحسب المختصين، غير كافية لحد الآن ولا تكفي سوى ليوم واحد ل120 مريض، مع الدعوة كذلك لمواصلة حملة التلقيح الثابتة وعن طريق القوافل المتنقلة لحصر الوباء وكسر سلسلة العدوى. بالموازاة مع الإجراءات المتخذة من قبل الجهاز التنفيذي لمواجهة الوضع المتردي، تعالت عدة نداءات ومبادرات خيرية من قبل محسنين، رجال أعمال، فعاليات المجتمع المدني لجمع تبرعات من أجل اقتناء مولدات ومكثفات هواء لمساعدة المؤسسات الاستشفائية التي تعرف عجزا في توفير الأكسجين من أجل إنقاذ المرضى والتخفيف من الضغط الكبير بمصالح كوفيد. وتعرف حملة التلقيح انتشارا متزايدا، بتهيئة عدة مراكز لتلقيح المواطنين، منها القاعة متعددة الرياضات، وتخصيص مؤسسات إدارية واقتصادية فضاءات للتلقيح، حيث كان الموعد، أمس الأول، بميناء زموري، بإعطاء إشارة انطلاق العملية لفائدة البحارة وعائلاتهم بإشراف مديرية الصيد البحري وغرفة الصيد.