مع تجاوز أعداد المُصابين بوباء كورونا عتبة الألف في الجزائر وامتلاء أسرة الإنعاش في مُستشفيات مُدن كبيرة من الوطن كما هو الحال لوضع المستشفى الجامعي مُصطفى باشا والرويبة وعين طاية ومُستشفيات سطيف المعروفة على غرار عين ولمان والعلمة ومستشفى عين الكبيرة، تخرجُ إلى الواجهة قصص المُضاربة على الأجهزة الطبية الخاصة بتثبيت الأوكسجين. ففي الوقت الذي نُقص الأكسجين بزيادة مُعاناة المُصابين بفيروس كورونا الذين يتوفون وتأكيد انتشار النُسخة المتحورة الهندية من كوفيد -19، يُسيطرُ على سوق الأجهزة الطبية الخاصة بتثبيت الأكسجين في الجسم على السُوق بقبضة من حديد، بل يستغلُ مضاربون حالة الخوف والهلع المنتشرة هذه الأيام في كل مكان من أجل رفع مكاسبهم المالية في سوق يدر عليهم العشرات من الملايين يوميًا. وفي جولة استطلاعية قادت "الجزائر الجديدة" إلى عديد المستشفيات، أكد قطاع عريض من أهالي المُصابين بهذا الفيروس القاتل والذين يخضعون للعلاج المنزلي ويُعانون من ضيق في التنفس صعوبة تأمين قارورات الأكسجين مع ارتفاع أسعارها والتي تتراوح بين 3 ملايين و 20 مليون سنتيم وأسعارها تتحدد حسب حجمها. وشهدت أماكن بيع وتعبئة قارورات الأكسجين الطبي إقبالاً مُكثفا للمواطنين الراغبين في اقتناء هذه المادة أو ملأ القارورات الخاصة بها رُغم أن الحُصول عليها يتطلبُ تصريحًا طبيًا لأن تداعيات خطيرة ستنجرُ عنه في حالة الاستعمال الخاطئ. وللإقبال المكثف من المواطنين، اضطرت الشركات المُختصة في صناعة أجهزة هذه المادة الحيوية تعليق بيع قارورات الأكسجين للمرضى لتوفير كمية مُرضية من هذا العُنصر الأساسي في علاج المُصابين بفيروس كورونا، بينما لجأت أخرى إلى كراء قارورات الأكسجين بسعر رمزي مُقابل تقديم بعض الوثائق الضرورية على غرار شهادتي الإقامة والميلاد ووصفة طبية تُؤكدُ وتُثبتُ حاجة المريض للأكسجين ومبلغ مالي يُقدرُ ب 2 مليون سنتيم يُستردُ عند إرجاع القارورة. يحدث هذا في وقت تفاقمت معاناة المُستشفيات بسبب ارتفاع عدد المرضى الذين يتم استقبالهم يوميًا مُقابل الاستهلاك الكبير للأكسجين وهُو ما جعل الكميات تنفذُ في بعضها، ونظرًا لمحدودية إمكانيات المنظومة الصحية دخلت جمعيات خيرية ونواب في المجلس الشعبي الوطني على الخط وأطلقوا حملات تضامنية لجمع قارورات أوكسجين، وهو ما قام به النائب عن حركة البناء الوطني رشيد شرشار، إذ تمكن من جمع 100 قارورة أكسجين نصفها تبرعت بها مُؤسسة "مغرب" للتغليف" سُلمت لإدارة مُستشفى حي "النجمة" بوهران المُخصص لعلاج مرضى "كوفيد _ 19″، وهذا بعد عجز خزانات هذه المؤسسة الصحية التي تُقدر سعتها بحوالي 8 آلاف لتر في توفير الأوكسجين لكل المرضى المُتواجدين في المشفى. بالمُقابل أعلنت تنسيقية منظمات الجالية الجزائرية بالخارج، عن إطلاق حملة تبرعات واسعة في أوساط المهاجرين بالتنسيق مع مؤسسة الجزائرالمتحدة الخيرية وممثلين عن رجال أعمال جزائريين مغتربين، من أجل دعم القطاع الصحي في الجزائر في مواجهة كورونا، خاصة بمكثفات الأكسجين. وكشفت التنسيقية أن هذه الحملة ستطلق بالتنسيق مع "مؤسسة الجزائرالمتحدة الخيرية" والجمعيات الإغاثية الفاعلة في الجزائر في "تسيير وتوزيع مكثفات الأكسجين" مع إرسال تقارير متابعة دورية لتسيير هذه العملية للمتبرعين. وطالبت الوزير الأول التدخل العاجل والسريع لتسهيل إجراءات استيراد مكثفات الأكسجين ومنح الرخص اللازمة لذلك حفاظا على أرواح المصابين