تعد الكرة الطائرة اللعبة الوحيدة في الرياضات الجماعية الجزائرية التي حضرت في الألعاب الأولمبية الأخيرة بلندن، بفضل الفريق الوطني النسوي الذي سجل حضوره الثاني على التوالي في الأولمبياد.. وبالمناسبة استضفنا رئيس الاتحادية الجزائرية للكرة الطائرة السيد لموشي في مقر الجريدة، الذي حدثنا عن مشاركة الفريق الوطني والطموحات المستقبلية وكذا تنظيم الاتحادية وأشياء أخرى متعلقة بمساره على رأس هذه الهيئة بكل التفاصيل. وبدون شك، فإن موضوع حضور الجزائر في موعد لندن أخذ حيزا كبيرا من حديث «ضيف الشعب» الذي خلافا لما يجري من حديث لدى الرأي العام الرياضي الجزائري، فيما يخص مسار ممثلاتنا، فإن السيد لموشي يقول: ''تقييمنا لمشاركة الجزائر في الأولمبياد بالنسبة للكرة الطائرة ايجابي للغاية، حيث ارتحنا للوجه الذي قدمه الفريق، خاصة وأن الظروف التي فرضت نفسها حرمتنا من نتائج أفضل بكثير، والدليل على ذلك أننا تنقلنا الى عاصمة الضباب بدون (5) من عناصرنا الأساسية لأسباب مختلفة، كون لاعبتين مصابتين، ولاعبة تزوجت في تلك الفترة، الى جانب إقصاء لاعبتين بسبب قضية السرقة التي كانت وسائل الاعلام قد تناولتها بإطناب». غياب (5) لاعبات أساسيات ولم يخف في نفس الوقت السيد لموشي أنه كان يتمنى تسجيل نتائج أحسن من النتائج المسجلة، لكن الظروف دائما تكون أقوى من امكانيات وعزيمة اللاعبات، خاصة وأنه تم اعتماد (20) لاعبة قبل موعد المنافسة بكثير، ولم يكن باستطاعة المسؤولين اجراء تغييرات في الوقت المناسب واعتماد لاعبات أخريات من أجل تعويض ال 5 لاعبات المذكورات آنفا. وبالنسبة للهدف الذي تنقل الفريق الوطني النسوي من أجله الى لندن، يتلخص في امكانية الفوز بأشواط ولما لا كسب مقابلة.. وفي هذا الاطار قال لموشي: ''قدمنا أشواطا جميلة أمام عمالقة الكرة الطائرة العالمية، لا سيما أمام إيطاليا، كما أننا كنا قادرين على الفوز أمام بريطانيا، لولا الخطأ الذي ارتكب ونقص التجربة لدى بعض العناصر، فقد عملت اللاعبات الأخريات اللائي يتمتعن بالخبرة، لكن التعب نال منهن، والمهم هو أننا سجلنا نقطة في الترتيب العام والتي تعد الأولى لمشاركاتنا في الألعاب الأولمبية، وهذا الشيء ليس بالقليل''. الواقع يفرض منطقه وعن سؤالنا فيما يخص الأهداف المسطرة في المشاركتين في الألعاب الأولمبية، أي بكينولندن، والتي بقيت نفسها، رد ضيف ''الشعب'' قائلا: «لا يمكننا رؤية الأمور من هذه الزاوية، لأن الواقع يفرض أشياء، وهي أن الفارق بيننا وبين المنتخبات الأخرى كبير، لعدة معطيات ، أولها الفارق الكبير في التحضيرات والامكانيات المتوفرة لها.. الى جانب مستوى البطولة التي تلعب فيها لاعباتنا.. وهذه النقطة جد مهمة في تطوير المنافسة، حيث لا يعتمد في البطولة على فرق قوية ونملك حوالي(10) فرق فقط لها مستوى تنافسي محترم.. وهذا كله يرتسم على مستوى لاعبات الفريق الوطني اللائي يقمن بمجهودات إضافية كبيرة من خلال مشاركتهن في التربصات والمقابلات الدولية. وقد ركز لموشي على ضرورة تدعيم الرياضة النسوية لإعطاء أرضية صعبة للممارسة في كل أرجاء الوطن، أين يتشكل بعد ذلك إطار مميز للمنافسة وبالتالي اختيار أحسن اللاعبات لتمثيل الجزائر في المحافل الدولية. ''ستروميلو'' أعطى نفسا جديدا للفريق تعد تجربة لندن جد قيمة على كل المستويات، حيث يرى ضيف ''الشعب'' أنه لابد من مواصلة العمل على نفس الايقاع، خاصة وأن برنامجا طموح تم تسطيره للوصول الى الألعاب الأولمبية بريو دي جانيرو بأهداف أحسن بكثير وهذا بإعطاء الثقة للاعبات أخريات في صنف الأواسط اللائي يتمتعن بإمكانيات كبيرة على غرار بوريحان وبن حسين. هذا الموضوع جعلنا نتحدث عن المدرب الحالي «ستروميلو» الذي تم انتدابه لإعطاء دفع آخر للتشكيلة الوطنية، والذي قال عنه لموشي: ''لقد قام بعمل كبير منذ قدومه الى الجزائر، والدليل على ذلك أنه كان وراء تأهل الفريق الوطني الى لندن، وعمل كثير من ناحية الانضباط داخل الفريق.. كما أن عمله اتضح بشكل جيد في الجانب الدفاعي للفريق بلوحات تؤكد أن أرضية صلبة، فيما يخص هذا الجانب للفريق. كما أن لموشي أثنى على «ستروميلو»، أين سجل وجهته بشكل موفق في رؤيته للأمور على المدى البعيد، وبالتالي فقد أعطى الفرصة للاعبات من صنف الوسطيات، وهو بصدد تحضيرهن للمستقبل بكل ديناميكية. وبما أن المدرب الوطني الحالي قد أمضى على عقد لمدة سنة، فإن المعنيين بصدد إعداد تقرير تقييمي لعمله، وفي حالة ظهور أن الأشياء كلها في الضو ء الأخضر سيتم بدون شك تجديد عقد هذا التقني المميز.