متحورات مرتقبة في الأشهر المقبلة و «لامبدا» أخطرها أكد المختص في الميكروبيولوجيا الطبية والبيولوجيا الجزئية يوسف بوجلال، أن الجزائر تعيش بوادر الخروج من موجة ثالثة لكوفيد-19 طبقا للتقارير المخبرية والإحصائيات والتقارير التي تؤكد انخفاضا كبيرا في الإصابات للحالات الإيجابية، ما يتوافق مع الأرقام المعلن عنها من طرف وزارة الصحة وبعدما كانت في ذروة 1900 هاهي اليوم تصل الى حدود 650 إصابة. أوضح بوجلال في تصريح ل «الشعب»، أن الأسبوع الفارط كان الحد الفاصل بين التوجه نحو ذروة الموجة الثالثة أو الخروج منها، فيما يبقى الدخول في موجة رابعة خلال الأشهر المقبلة احتمالا واردا، خاصة مع قدوم العديد من الأمراض التنفسية وأهمها الأنفلونزا الموسمية، خاصة إذا تم التخفيض من وتيرة التلقيح والتراخي في الإجراءات الوقائية من تباعد اجتماعي وارتداء الكمامات، وتخفيف العمل بالبروتوكول الصحي المعمول به حاليا. وتوقع المختص في الميكروبيولوجيا الطبية والبيولوجيا الجزئية، حدوث خلط في تحديد الإصابات ما إذا كانت كورونا أو أنفلونزا موسمية ووقوع تشوش، كما حدث في الموسم الفارط من السنة الماضية، بحيث كانت الكثير من الإصابات بفيروس كورونا، لكن للأسف تم التعامل مع أغلبها على أنها أنفلونزا موسمية، ما تسبب في اتساع سلسلة الإصابات وانتقال العدوى للكثيرين. في هذا السياق، دعا المتحدث المواطن، في حال الشكّ بإصابته بالأنفلونزا الموسمية، التوجه مباشرة إلى مصالح كوفيد أو المخابر لإجراء تحليل وأخذ استشارة طبية، وعدم الاكتفاء بالطرق التقليدية في معالجة أي أعراض، بل ويجب الذهاب إلى الكشف المبكر لتفادي إصابة المقربين من محيط المصاب وبالتالي توسع حلقة الإصابات. في المقابل، أيّد بوجلال فرضية ظهور سلالات متحورة جديدة، خاصة وأن فيروس كورونا في كل مرة يفاجئ العالم بتغيرات، ومن بينها المتحور «لامبدا» المعروف بشراسته في العدوى وقدرته على الهروب من اللقاحات، ما يجعله غير معروف لدى الجهاز المناعي للإنسان وذلك بفضل الهيئة البروتينية الغشائية ثلاثية الأبعاد، وبالتالي عدم محاربته له. وأشار المتحدث إلى ثلاث سلالات متحورة يتوقع انتشارها خلال الأشهر المقبلة بالعالم، والتي تتمثل في «دالتا+، ايبيسيلان ولامبدا»، وتبقى هذه التوقعات غير واضحة المعالم بالنسبة للجزائر، غير أن احتمال دخول أحد هذه المتحورات وارد جدا، خاصة مع بقاء الحدود الجوية مفتوحة. فيما تبقى أعراضه غير معروفة لحد الساعة والتي تضاف إلى أعراض فيروس كورونا العادية. وبحسب المختص في الميكروبيولوجيا الطبية والبيولوجيا الجزئية، تطرح هذه المتحورات الجديدة فرضية جديدة تستهدف باللقاح، ويتعلق الأمر في كون أن المخابر العالمية المنتجة للقاحات فيروس كورونا، تكون أمام حتمية تحيينها حتى تكون مضادة للتغيرات التي تطرأ على الفيروس، على غرار ماهو معمول به في الأنفلونزا الموسمية. وبالنسبة للأشخاص الملقحين سيكونون مضطرين لأخذ الجرعة الثالثة حتى يتم أيضا تحيين جهازهم المناعي ضد المتحورات المرتقبة. اتخاذ إجراءات استباقية لاحتواء موجة رابعة محتملة في هذا السياق، شدد المتحدث على أهمية أخذ الاحتياطات اللازمة، سيما التزام المواطن بالتدابير الوقائية من تباعد وارتداء للكمامة وتطهير والتلقيح، خاصة بالنسبة لمرضى الأمراض المزمنة والفئة المسنة من اجل تخفيف الأعراض. في المقابل أوصى بوجلال بضرورة اتخاذ الدولة إجراءات احتياطية واستباقية، منها توفير أدوية كوفيد، سيما الداخلة في البروتوكول العلاجي لفيروس كورونا، الأوكسجين، اللقاحات، وسائل الكشف لتفادي كل الفوضى التي عرفتها الموجة الثالثة وضمان تسيير أحسن للموجات المحتملة. وبخصوص الأشخاص الملقحين الذين عرفوا بعض الأعراض كالحمى وآلام في الرأس والجسد أو إسهال، واحمرار لدى تحصلهم على الجرعة الأولى، طمأن المتحدث المواطنين واعتبرها مؤشرا جيّدا عن رد الفعل المناعي لأجسامهم، بحيث أن مناعتهم تعمل جيدا وتنتج أجساما مضادة لحماية الجسم وهو أمر لا يخرج عن العادي.