أكد المختص في الميكروبيولوجيا الطبية والبيولوجيا الجزئية يوسف بوجلال، أن الحديث عن فيروس متحوّر جزائري سابق لأوانه، وكل المعلومات المتداولة عن ذلك خاطئة ولا دليل علميا لها، مشيرا إلى أن الجهة الوحيدة المخولة بالإعلان عن اكتشافه هو معهد باستور. أوضح بوجلال في تصريح ل «الشعب»، أن معهد باستور هو المختص، لأنه الوحيد الذي يمتلك أرضية تحديد المتغيرات عبر جهاز «سيكونسور». لهذا تناول البيان الأخير للمعهد التسميات العلمية المعروفة للاستدلال بها على المتغيرات المسجلة عبر العالم ك «ألفا»، «دالتا» و»بيتا». وأشار المختص في الميكروبيولوجيا الطبية والبيولوجيا الجزئية، أن معهد باستور يعمل في هذا الإطار بالتنسيق والتعاون مع المنظمة العالمية للصحة، التي تضع معايير لتحديد فئات السلالات المتحورة وإطلاق التسميات عليها، وترتيب درجة خطورتها بين المقلقة جدا وتحت المراقبة. وقال المتحدث، إن الرقم المسجل خلال شهر جوان، يقود إلى الأسباب التي أدت إليه، حيث عرف هذا الشهر العديد من الأحداث عبر الوطن، من بينها عيد الفطر، الانتخابات التشريعية وما صاحبها من تنظيم للتجمعات الشعبية والخرجات الميدانية في إطار الحملة الانتخابية وعدم احترام إجراءات الوقاية، ناهيك عن عودة حركة النقل لسابق عهدها، قابلها تراخي المواطن وعدم التزامه بالإجراءات الاحترازية من تباعد وارتداء الكمامة. وتوقع بوجلال استمرار الأرقام في الارتفاع والانخفاض، خاصة بعد تجاوز عتبة 300 إصابة، وفي حال عدم تعاون المواطن والتزامه بمختلف إجراءات الوقاية والتباعد سيستمر الرقم في الارتفاع. في المقابل نفى المختص في الميكروبيولوجيا الطبية والبيولوجيا الجزئية، أن يكون عامل الحرارة أحد الأسباب المباشرة في ارتفاع حالات الإصابة، بل يمكن أن يكون لها تأثير غير مباشر وغير محسوس يتمثل في خروج الناس إلى الشارع والتجمعات رغم التباعد الجسدي عن بعضهم البعض، في حين أن اخفاضها في فصل الشتاء يمثل بيئة مناسبة لبروز الفيروسات التنفسية وارتفاع الاصابات بشكل كبير كالأنفلونزا الموسمية. وأشار المتحدث إلى إمكانية مساهمة ارتفاع درجات الحرارة وتحديدا الأشعة الفوق بنفسجية للشمس، في عملية تطهير وتخفيض نسبة الفيروسات الموجودة في الهواء وعلى الأسطح خاصة. وبخصوص بقاء العاصمة، وهران والبليدة كولايات موبوءة، أرجع بوجلال ذلك إلى الكثافة السكانية المعروفة بها هذه الولايات، وطبيعة الحياة المدنية فيها المعروفة بكثرة النشاط والحركة وبالتالي سهولة انتقال الفيروس بين الناس، وهو أمر عادي ومعروف في العالم. ونبّه المختص في الميكروبيولوجيا الطبية والبيولوجيا الجزئية إلى ضرورة أخذ الاحتياط خلال موسم الاصطياف والالتزام بإجراءات الوقاية، والإقبال على التلقيح لأنه الرادع الوحيد لهذه المتغيرات الجديدة لفيروس كورونا.