بعيدا عن الصخب الإعلامي، يواصل الجيش الصحراوي قتال قوات المحتل المغربي، حيث شن مقاتلو جيش التحرير الشعبي الصحراوي هجمات جديدة مركزة استهدفوا من خلالها تخندقات قوات الاحتلال بقطاع المحبس، أوسرد والكلتة. أبرز بلاغ العسكري، أن مفارز متقدمة من جيش التحرير الشعبي الصحراوي شدّدت قصفها على عساكر الاحتلال بمنطقة أعظيم أم أجلود مرتين متتاليتين ومنطقة كلب النص بقطاع أوسرد. وأضاف البلاغ، أن وحدات متقدمة من الجيش الصحراوي المغوار استهدفت بقصفها الشديد مقر قيادة الفيلق الثالث والأربعين بمنطقة أميطير لمخينزة بقطاع المحبس. كما ركزت مفارز أخرى قصفها على منطقة أركز بقطاع الكتة. إلى ذلك، تتواصل هجمات قوات جيش التحرير الشعبي الصحراوي، مخلفة خسائر فادحة في الأرواح والمعدات على طول جدار الذل والعار. تقرير المصير هو الحل على الجانب السياسي، أكد ممثل جبهة البوليساريو لدى أوروبا والاتحاد الأوروبي، السفير أبي بشرايا البشير، أن لا خيار أمام الاحتلال المغربي اليوم إلا تنظيم استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي، وفق ما تكرسه الشرعية الدولية. وقال أبي بشرايا البشير ردا على خطاب الملك محمد السادس الذي ألقاه الجمعة، إنه وفي ظلّ التطورات التي تعرفها قضية الصحراء الغربية لا خيار أمام ملك المغرب سوى التحلي بالشجاعة المطلوبة للخروج من المأزق وحل النزاع وفق الاتفاق الوحيد مع الطرف الصحراوي برعاية الأممالمتحدة والقاضي بإجراء استفتاء تقرير المصير للشعب الصحراوي. الهروب إلى الأمام لن يفيد المخزن وأوضح «أن خطاب ملك المغرب الأخير لا يعدو أن يكون إعادة إنتاج لنفس الخطابات التي تُزاوج من جهة بين الهروب إلى الأمام في سياسته التوسعية في الصحراء الغربية، وبين رفض التسليم بالحقيقة التاريخية، التي تقتضي تمكين الشعب الصحراوي من حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال». وأضاف «خطاب ملك الرباط لم يأت بجديد عدا تكرار نفس المغالطات ومحاولة تعليق أزماته إقليميًا ودوليا كالمعتاد على مشجب دول الجوار الأفريقي والأوروبي»، مضيفا «على ملك المغرب مواجهة الحقيقة الثابتة التي يعرفها الجميع وهي أن كل مشاكل نظامه إقليميا ودوليا مترتبة عن سياسته التوسعية في الصحراء الغربية، بما فيها مشاكله مع بعض الدول الأوروبية». وشدّد عضو الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو، على أن تمكين الشعب الصحراوي من اختيار مستقبله عبر استفتاء تقرير المصير المُتفق عليه سلفا، سيمكن شعوب المنطقة بما فيها الشعب المغربي من التكامل والازدهار والتقدم على أساس الاحترام الواجب والمطلوب بين كل بلدان الجوار». جرائم ضدّ النشطاء بلا عقاب من جانب آخر أدانت اللجنة الصحراوية لحقوق الإنسان بشدة الاعتداء الذي تعرضت له الناشطة الحقوقية سلطانة سيد ابراهيم خيا وعائلتها، أمس الأول، على يد قوات القمع المغربي التي حاولت تصفيتها جسديا، ووصفته بأنه «جريمة تكشف الوجه القبيح لنظام الاحتلال». وأكدت اللجنة، «إدانتها وبشدة لهذا العدوان الجبان ضد عائلة سلطانة خيا، معلنة تضامنها معها ومع كل المتضامنين معهم ومع ضحايا آلة القمع المغربي». صمت دولي مخز ونبهت اللجنة الصحراوية لحقوق الإنسان من جديد كل الهيئات والآليات الدولية المعنية بحقوق الإنسان والشعوب من ضياع هيبة الآليات المعنية بالاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان والشعوب، أمام صمت العالم عن استخفاف الاحتلال المغربي بها، وتجاهل المؤسسات والآليات الأممية لهذه الجرائم الممنهجة والمتكرّرة لنصوصها. وناشد اللجنة في بيانها، الضمير الإنساني العالمي لحقوق الإنسان والمؤسسات الدولية والاتحاد الافريقي والاتحاد الأوروبي والبرلمان الأوربي ومؤسسات هيئة الأممالمتحدة من أجل الضغط على النظام المغربي لوقف عدوانه على المدنيين الصحراويين والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين الصحراويين وإرسال بعثات دولية للتحقيق فيما يجري خلف الستار. وكانت عضو الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي الناشطة الحقوقية، سلطانة سيد ابراهيم خيا أكدت تعرضها هي وعائلتها لمحاولة تصفية جسدية على يد عناصر الأمن المغربي، الذين اقتحموا البيت واعتدوا بشكل همجي على أفراد العائلة ومناضلين آخرين.