يطالب، عشرات سكان قرية الماجن الواقعة ببلدية عمر محطة، 25كلم غرب عاصمة الولاية، بتجسيد مشاريع تنموية تخرجهم من دائرة العزلة والتهميش، وتجعلهم في مصاف القرى المجاورة التي عرفت نوعا من التنمية المحلية. تعد قرية الماجن الثانية من حيث المساحة والتعداد السكاني في إقليم البلدية، إلا أنها لازالت تعاني من مشكل الطرقات وتهيئتها منذ عدة سنوات، هذه الأخيرة أرقت حياة المواطنين من كثرة الشكاوي والرسائل المتكررة المكتوبة للمجالس الشعبية البلدية المنتخبة السابقة والحالية، وبقيت تلك الرسائل حبيسة الأدراج وذهبت في مهب الريح، ويبقى الشيئ الثابت الذي لم يتغير، المعاناة المتواصلة مع اهتراء الطرقات التي تربط القرية بقرى أخرى وبالبلدية مركز. سكان القرية في حديث لهم مع « الشعب»، عبروا عن مرارة المعيشة مع المشاكل التنموية التي لم تفارقهم طيلة عقود من الزمن، خاصة منها حالة الطرقات المهترئة عن آخرها، التي لم تعد تصلح للسير عليها وتحولت عبارة عن حفر كبيرة ومطبات، وفي بعض النقاط إلى فج عميق يشق الطرقات، وهذا ما يسبب مشاكل كبيرة لمرتادي الطريق، في السياق ذاته يقول» أحمد» أنه قام بعدة محاولات مع عدد من سكان القرية لإسماع صوتهم للسلطات المحلية، حول الاهتراء الكلي للطريق الذي يربط قريتهم بقرية المعصرة على مسافة 2كلم، لأجل تهيئتها وإعادة تزفيتها من جديد، إلا أن تلك المحاولات باءت بالفشل ولم تستجيب لها الجهات المسؤولة، بحجة أن الأموال غير متوفرة في الوقت الحالي، نظرا للظروف الاقتصادية العصيبة التي تمر بها البلاد. فيما قال سعيد 43سنة أنه يعيش في القرية منذ أن تم تدشيينها في نهاية الثماننيات وكانت عبارة عن قرية نموذجية من كل النواحي، غير أنه مع مرور السنوات بدأت تتدحرج وتتأخر إلى الوراء إلى أن وصلنا إلى ما وصلنا إليه الآن، والنتيجة أصبحنا نعيش في شبه عزلة تامة بسبب الطرقات المتآكلة عن آخرها، خاصة الطريق الرئيسي الذي يربط قريتنا بقرية المعصرة وقرية بن هارون وكذا ببلدية جباحية مركز. واضاف أنه منذ تزفيتها سنة 2003 لم يتم إجراء عليها أشغال الصيانة أو ما شابه ذلك، بل زادت في التدهور المستمر بفعل أشغال الحفر للشركات المتعاقبة في المنطقة، التي غالبا ما تقوم بأشغال الحفر ولا تعيد حالة الطريق إلى ما كانت عليه، ما جعلها تتحول إلى حفر ومطبات كبيرة. بينما يتحدث الشاب مسعود وهو في مقتبل العمر، أنه منذ أن فتح عينيه ومشكل اهتراء الطريق لا يزال قائما، وكأننا موجودين خارج اهتمامات المسؤولين المحليين، وليست لنا أي قيمة أمامهم في ظل الأوضاع المزرية التي تخلفها الطرقات المتآكلة عن آخرها، التي تلحق يوميا أضرار جسيمة بالمركبات والشاحنات وحتى الدرجات النارية والهوائية. في هذا الصدد يقول بنبرة حادة مليئة بمشاعر الغضب والسخط، « أنه خسر أموالا طائلة جراء الأعطاب المتكررة، وأصبح يفكر مليا في بيع سيارته والتخلص منها نهائيا»، فيما عبر عمي رابح بتذمر واستياء كبير عن الحالة التي وصل إليها الطريق المذكور، وأصبح عبارة عن أكوام من الغبار المتطاير في السماء هذه الأيام، تكاد تحجب الرؤية لدى مستعملي الطريق،نتيجة الأتربة المتراكمة عليه التي خلفتها وراءها أشغال الحفر، في منظر تشمئز منها النفوس وتقشعر لها الأبدان. أما خلال فصل الشتاء يتحول الطريق إلى مجرى مائي على الهواء الطلق، وإلى برك مائية كبيرة يصعب اجتيازها، وعلى هذا يطالب السلطات المحلية بإعادة تهيئة الطريق قبل قدوم الشتاء، وتجنب الكارثة التي عاشوها السنة الفارطة، حيث أصبحت القرية في عزلة تامة بسبب الكمية الكبيرة للأوحال التي غطت الطريق، ومنع التلاميذ من الالتحاق بالمؤسسات التربوية وكذا العمال والموظفين من التحاق بمقر عملهم. ويبقى أمل سكان القرية كبير في السلطات المحلية وعلى رأسها المجلس الشعبي البلدي الحالي، في الإستجابة لمطلبهم الشرعي والمتمثل في إعادة تهيئة الطريق في القريب العاجل.