توّج اجتماع دول جوار ليبيا بالجزائر بالتمسك بخارطة الطريق الأممية لدعم مسار التسوية السياسية لحل الأزمة الليبية عبر تنظيم الانتخابات الرئاسية، وأكد اللقاء أن كل المبادرات الأجنبية لا يمكن نجاحها، إلا باتفاق الفرقاء الليبيين قبل تنظيم الاستحقاقات، وهو ما ترافع الجزائر لتحقيقه عبر إرساء مصالحة بين كل الأطراف الرئيسية. اجتماع الجزائر حول ليبيا كان مميزا ومختلفا عن المبادرات الأجنبية السابقة، إذ عرف مشاركة هامة ممثلة في الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، ولقي إشادة من السلطة التنفيذية الليبية المؤقتة، كونه يدعم خيارات الشعب الليبي، لإنهاء الأزمة بتنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية في 24 ديسمبر من العام الجاري وفق ما هو مقرر، إضافة إلى خروج القوات الأجنبية والمرتزقة. وشكل الاجتماع -الذي بدا انه قمة إفريقية عربية مصغرة- محطة هامة في مسار التسوية أكدت على أن الحل يبقى ليبيا –ليبيا قبل كل المبادرات الأجنبية حول ليبيا، لأن الفرقاء الليبيين بحاجة الى مصالحة شاملة تنهي تصاعد الخلافات الحادة بين حكومة الوحدة الوطنية ومجلس النواب قبل التوجه الى تنظيم الانتخابات المختلف حول قاعدتها الدستورية بعد فشل أعضاء ملتقى الحوار السياسي الليبي في التوصل إلى قاعدة دستورية. وثمن المجلس الرئاسي الليبي، الجهود الدبلوماسية الجزائرية، الداعمة للاستقرار الأمني والسياسي في ليبيا. وجاء ذلك في تصريح للمتحدثة باسم المجلس الرئاسي الليبي، نشره المكتب الإعلامي للمجلس على صفحته الرسمية ب "فيسبوك". وأضافت المتحدثة أن المجلس يؤكد في إطار انعقاد المؤتمر الوزاري التشاوري لدول جوار ليبيا، الذي استضافته الجزائر، على ضرورة توحيد الرؤى في الملفات المشتركة، والتنسيق مع دول الجوار المشاركة في الاجتماع، من أجل دعم الاستقرار، واستدامة السلام في البلاد، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن. وأشارت إلى أن المجلس يأمل من كل دول الجوار دعم المبادرة الليبية في استضافة مؤتمر دولي لتفعيل مبادرة استقرار ليبيا وفق المقررات الدولية والأممية. خطوة للتهدئة ويدفع تصاعد المخاوف من عودة ليبيا إلى الفوضى مع احتمال انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، دول الجوار الليبي الى إنجاح العملية السياسية بالتزامن مع تلويح مجلس النواب بسحب الثقة من حكومة الوحدة، كما يدفع إلى التحرك سريعا لضمان عدم خروج الأوضاع عن السيطرة وانعكاسها على أمنها الداخلي. وضمن هذا السياق جاء اجتماع وزراء خارجية دول الجوار الليبي الستة بالجزائر يومي 30 و31 أوت 2021، لإعادة التأكيد على وحدة ليبيا، في ظل بروز مشاريع لانقسام أو تقسيم البلاد، في حال فشل إجراء الانتخابات في 24 ديسمبر المقبل. وسيفيد استقرار ليبيا المنطقة قاطبة، حيث يمنح دول الجوار وبالأخص تونس ومصر، فرصا للاستثمار والتعاون والمشاركة في إعادة الإعمار، كما يعيد الأمن الى الإقليم وخاصة دول الساحل الإفريقي، إذ أن الجميع اكتوى بشكل أو بآخر بنار الفوضى الليبية.