صدرت رواية «حطب سراييفو» للكاتب سعيد خطيبي باللغة الإنجليزية، من ترجمة البروفيسور بول ستاركي، عميد كليّة الأدب العربي في جامعة دورهام العريقة، الذي سبق له ترجمة عدد من الكتّاب المهمّين، على غرار إدوارد الخرّاط، رشيد الضّعيف، صنع الله إبراهيم، ربعي المدهون وغيرهم، كما ترجم أيضاً بعض الكلاسيكيات، على غرار جورجي زيدان، وصدرت «حطب سراييفو»، عن دار «بانيبال بوكس» في لندن، المختصّة في ترجمة الأدب العربي إلى الإنجليزية. كشف الروائي سعيد خطيبي عن ترجمة روايته «حطب سراييفو» إلى اللغة الانجليزية بعد أن صدرت في طبعات عديدة في الجزائر ولبنان ومصر، لكي يعيد الأدب الجزائري إلى مكانته عند القارئ الأجنبي بعد قطيعة دامت سنين. وصدرت رواية «حطب سراييفو» لأوّل مرة في سنة 2019 عن منشورات دار الاختلاف في الجزائر ومنشورات ضفاف في بيروت ودخلت في القائمة النهائية للقصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2020، المعروفة باسم جائزة بوكر العربية. وتروي رواية «حطب سراييفو» سيرة بلدين يبدوان على درجة واضحة من الاختلاف والتباين في نص روائي واحد، بصورة أذابت كل الفوارق بين البلدين، فجسدت الآلام ووحدت الأوجاع والهزائم ومآزق الهوية في بوتقة واحدة، فبين الجزائروسراييفو وليوبليانا يسرد كل من بطلا الرواية مرارة معاناتهما وآلامها من قتل وذبح وتشريد وتهجير واغتصاب وتيه وضياع وخيانة...، سليم الشاب الجزائري المثقف الذي هجر بلده صوب سلوفينيا هروبا من عشرية دم أفسدت معالم الحياة حيث يمتلك الناس الحق في الموت والدفن لا الحق في الحياة والعيش المستقر، بحثا عن وطن يجد فيه السلام والأمان، ليلتقي ايفانا عاشقة المسرح التي هربت هي الأخرى من حرب البوسنة والهرسك، بحثا عن أفق يسع سقف توقعاتها واحلامها، فيجمع الحب والألم بينهما في لوبيليانا، لكن الظروف أبت إلا أن تفرقهما، لتعود ايفانا إلى موطنها بعد تورطها في جريمة قتل، محاولة صنع مسار جديد لها في مدينتها، بينما اكتشف سليم أنه ابن غير شرعي، مما شكل لديه أزمة نفسية حادة جعلته يعود للجزائر لترميم نفسه من جديد، باحثا عن هويته الأصلية. للإشارة، سعيد خطيبي كاتب جزائري درس في الجزائر وفرنسا، حصل على ليسانس في الأدب الفرنسي من الجامعة الجزائرية، وماجستير في الدراسات الثقافية من جامعة السوربون، في رصيده الأدبي رواية «مدار الغياب»، «كتاب الخطايا»، «جنائن الشرق الملتهبة»، «أربعون عاما في انتظار إيزابيل».