شكلت معضلة فيضانات واد الشلف بالمنطقة المسماة ''اليسرية'' بواد الفضة إحدى التحديات التنموية الكبرى التي واجهت السلطات الولائية على تعاقب إداراتها منذ زلزال 10أكتوبر1980 ،حيث ظلت حوالي 5 آلاف هكتار مدة 31 سنة مرتعا للفيضانات والأوحال والنباتات الغابية بعدما كانت قبل ذات التاريخ المؤلم مصدر انتاج فلاحي وإقتصادي، الأمرالذي جعل الحكومة تمنح 540 مليارلتهيئة المجرى بعدما أضر به الزلزال. التحدي الذي رفعته إدارة الري المركزية لإعادة الروح لهذه الأراضي الممتدة من منطقة بئر الصفصاف وإلى غاية ملقى الوديان بالقرب من جهتي القوابع والزمول بواد الفضة والعبابسة وزاوية سدي بن شرقي التابعتين إقليميا لولاية عين الدفلى يعد مكسبا كبيرا للقطاع الفلاحي والإقتصادي وانعكاساته على معيشة السكان بذات البلدية التي فقدت الشيء الكثير من منظومتها الفلاحية خاصة في انتاج القمح بنوعيه بفعل مردوده الذي يتجاوز 55قنطارا في الهكتار الواحد والطماطم وغيرها من الخضر والفواكه ، والتي جعلت من الجهة موردا إقتصايا هاما من حيث الإكتفاء الذاتي وتموين مناطق أخرى من داخل الولاية وغيرها . وعود بإنجازه لم تتحقق وخسائر بالملايير ظل السكان والفلاحون على وجه الخصوص ينتظرون الوعود التي كانت تشبعهم بها الإدارات المتعاقبة على وزارات الري لهذه الأراضي التي تعد القلب الفلاحي التنموي للمنطقة التي كانت توفر الإكتفاء الذاتي للولاية، غير أن كل هذه الوعود لم تتحقق ميدانيا. والأدهى من ذلك أن خسائر كبيرة تكبدها تأخير الإنطلاق في هذا المشروع، حيث ضاع حوالي 275 ألف قنطار بإحتساب 55 قنطارا في الهكتار في السنة الواحدة، أما على مدار 30 سنة فقد تتراوح النسبة بأزيد من 6 ملايين قنطارا حسب عملية حسابية للمنتوج. ناهيك عن إتلاف عشرات الهكتارات وتوحل مساحات كبيرة من الأراضي الخصبة التي إلتهمتها الغابات ونبات ''الطارفة'' التي ظلت المكان المفضل لنمو رؤوس الخنازير والحيوانات البرية المفترسة. لكن جهود وزارة الري خلال السنتين المنصرمتين أثمرت ببرمجة هذا المشروع الذي خصصت له الحكومة 540 مليار لتهيئة واد الشلف وتنقية مجراه بواسطة الحفريات العميقة على مسافة عدة كلومترات داخل محيط الوادي. وبحسب الوضعية الفيزيائية للمشروع، فقد علمت «الشعب» أن نسبة تقدم الأشغال تسير بوتيرة سريعة حيث وصلت حسب الحفريات إلى غاية سد البريحيين بطريقة حديثة يقوم بها شركتان من عنابة والجزائر العاصمة ، وهذا بعدما تم فتح المجرى المسدود بمنطقة ملتقى الوديان بالمكان الضيق المحاذي للولي الصالح سدي عبد الرحمان حسب إطلاعنا على وتيرة الإشغال، وهذا بعدما أزيلت الطبقة الأرضية التي ارتفعت وسط عرض الواد ، مما جعل مصب المجرى يتراجع نحو هذه الأراضي التي ظلت طيلة 31 سنة بورا وغابة متوحشة، بل الأخطر من ذلك هددت حياة العائلات بكل من القوابع والزمول وجهات من أولاد عيسى وزاوية سدي بن شرقي وبلعباس بالعطاف. هذه الأشغال بثت الإرتياح في نفوس السكان الذين ظلوا يحلمون بعودة هذه الأراضي إلى نشاطها وهو ما تحقق فعلا ولن يرى سكان منطقة واد الفضة صورة الفيضانات كل سنة بل ستمكن هذه الأشغال من استغلال كل هذه المساحات الفلاحية مما يوفر يد عاملة نشيطة ومناصب شغل واستصلاح الأراضي التي جعلتها الجهات الحكومية في قائمة الضروريات. فبالإضافة إلى موردها الاقتصادي والاجتماعي فإن استغلال هذه الجهة لفائدة السكان سيكون لها الأثر في امتصاص البطالة، كما تمنح الفرصة لتكوين مؤسسات فلاحية صغيرة لتدارك تأخر السنين والخسائر المسجلة يقول السكان الذين يعلقون آمالا على هذا الإنجاز الذي سيساهم في تنمية النشاط السياحي الذي حظي بمشروع سيتم تجسيده مع إنتهاء الأشغال.