تسبب الارتفاع في درجة الحرارة، خلال نهاية الأسبوع الماضي، في نشوب عدة حرائق بالجزائر العاصمة والبليدة، وعين الدفلى، أين أتلفت محاصيل زراعية معتبرة، وهي الحرائق التي أثارت غضب الفلاحين بفعل التباطؤ في إخماد النيران. سجلت مصالح الحماية المدنية، خلال نهاية الأسبوع المنصرم، 11 حريقا بالعاصمة، وحسب مدير الحماية المدنية لولاية الجزائر، فإن النيران التهمت مساحات معتبرة من الأعشاب، مشيرا إلى أن أكبر حريق تم تسجيله وقع مساء أول أمس ببئر التوتة، أين تسببت السنة اللهب في حرق 1500 متر مربع من الأعشاب، وقد تم إخمادها قبل أن تصل إلى النسيج العمراني المجاور. وفي ذات السياق قال مدير الحماية المدنية إنهم جندوا جميع إمكانياتهم البشرية والمادية ووضعوها في حالة تأهب لإخماد الحرائق، حيث لم يستبعد ارتفاع عددها خلالها هذه الأيام بسبب موجة الحر التي لا تزال متواصلة، في حين أفاد ذات المتحدث أنهم لم يسجلوا خلال تلك الفترة أي تدخل خاص بالإسعاف الصحي الناتج عن ارتفاع درجة الحرارة. وفي عين الدفلى تمكن أعوان الحماية المدنية، مساء أول أمس، من إنقاذ محطة للكهرباء من حريق شب بمنطقة سيدي حمو بإقليم بلدية الروينة والتهم أكثر من 30 هكتارا من الحبوب وامتدت ألسنة النار إلى غاية أطراف دوار الأحرار الواقع وسط الأراضي الفلاحية، حيث أتت على أسيجة بعض المساكن المشكلة من القش والحطب. وحسب المكلف بالإعلام بمديرية الحماية المدنية، الملازم أول، السيد كمال حمدي، فإن عملية إخماد الحريق التي دامت عدة ساعات، شاركت فيها عشر شاحنات إطفاء مدعومة بصهاريج المياه التي تم جلبها من بلديتي الروينة وعين الدفلى، حيث تم إنقاذ المساحات المتبقية من الحبوب، كما نجح أعوان الحماية المدنية في منع وصول لهيب النيران إلى محطة الكهرباء الواقعة بسيدي حمو وتفادي بالتالي وقوع كارثة بالمنطقة. وقد تم بعد ذلك، حسب محدثنا، تشكيل لجنة لتقييم الخسائر النهائية مكونة من ممثلين عن مديريتي الحماية المدنية والمصالح الفلاحية والفلاحين بالمنطقة ومصالح الأمن والدرك الوطني. من جهة أخرى يعيش فلاحون ببلدية العطاف وبالضبط بالمجموعة الفلاحية رقم ,4 حالة من الغليان والتذمر بسبب هاجس الحرائق الذي التهم حقول القمح مكبدة إياهم خسائر فادحة وصلت إلى 1134 قنطار، في ظل ضعف وسائل إخماد النيران. حالة الغليان التي سجلتها ''الخبر'' وهي تعيش هول لهيب النيران وصراع المواطنين بوسائل بسيطة بمنطقة الدار الحمراء بالعطاف، أكد من خلالها الفلاحون على تأخر مصالح الحماية المدنية بالعطاف في التدخل، ما جعل النجدة تصل من وحدة وادي الفضة بولاية الشلف بعد ساعة من اندلاع الحريق المهول، حسب تصريحات الفلاحين وسكان حي الدار الحمراء الذين ألقوا باللائمة على البلدية التي أقامت خطا للإنارة العمومية بشكل غير ملائم من حيث الطريقة التقنية، وهو ما لقي معارضة من طرف الفلاحين الذين سبقوا أن قدموا شكوى قضائية مع تقرير محضر الخبرة ضدها، وهو ما جعلهم يرجعون الحريق إما للشرارة الكهربائية أو سيجارة كانت مرمية بذات المسلك غير المعبد، حسبهم. والغريب في الأمر أن الطريق المحاذي للحقل الزراعي مفتوح من جهة ومغلوق على مستوى الطريق الوطني رقم 4 من جهة أخرى. وأصيب هؤلاء البسطاء رفقة الفلاح حسيني عبد القادر، الذي رافقنا وسط الرماد، بالدهشة بعدما أتلفت ألسنة النيران ما يفوق 18 هكتارا، أي ما يعادل 1134 قنطار، على خلفية 63 قنطارا في الهكتار الواحد، حسب هذا الأخير، الذي طالب بلجنة تحقيق ميدانية للوقوف على الخسائر ومسألة تأخر التدخل من طرف المصالح المعنية، وهذا تفاديا لوقوع حالات مأساوية أخرى في ظل ارتفاع موجة الحر الشديد وانعدام الأحزمة الأمنية بأغلب الطرقات ومحطات الوقود المحاطة بالمزارع. هذا وقد حاولنا الاتصال مرارا برئيس بلدية العطاف ومصالح الإعلام بالحماية المدنية لمعرفة ردودهما، لكن لم نتمكن من ذلك. الحرائق وانقطاع الماء والكهرباء يثيران الاحتجاج بالبليدة تميز اليوم الأول من تسجيل ارتفاع محسوس في درجات الحرارة بانقطاعات واسعة في التيار الكهربائي بوسط البليدة وبلديات مجاورة، واندلاع حرائق بمرتفعات بوعرفة ومستثمرات فلاحية بوادي العلايف وبمفتاح، واحتج سكان بالشفة على الانقطاع والتذبذب في مياه الشرب أمام وكالة الجزائرية للمياه. وقد خلف الانقطاع المتوقع في التيار الكهربائي استياء، خاصة وسط السكان بمفتاح ووسط مدينة البليدة وبني تامو والأربعاء والعفرون، وعبّر غاضبون من سكان سيدي حماد بمفتاح ل''الخبر'' بأنه كان على مصالح سونلغاز عدم قطع الكهرباء في يوم تم الإعلان مسبقا عن ارتفاع في الحرارة وتأجيل أعمال الصيانة وبعض الأشغال إلى يوم آخر، كاشفين بأن التيار الكهربائي غاب عنهم من ال8 صباحا إلى العصر من اليوم نفسه. وفي الشفة احتج سكان حي التجزئة الجديد وسكان العمارات بالجوار عن الانقطاع والتذبذب المسجلين في ماء الشرب لما يقارب الشهر، وأوفدوا ممثلين عنهم إلى وكالة الجزائرية للمياه للتعبير عن احتجاجهم مهددين بالتصعيد ما لم يتم تدارك النقص في الماء الأسبوع القادم. وفي بوعرفة بمنطقة سيدي سالم اشتعلت النيران وأتت على ما يقارب 20 ألف متر مربع من أشجار البلوط وأنواع أخرى، كما التهمت ألسنة اللهب بوادي العلايف ومناطق أخرى بمفتاح ما يزيد عن 30 ألف متر مربع من الأشجار المثمرة، فضلا عن الحشائش اليابسة، ما زاد من حرارة الجو.