لقيت التشكيلة الحكومية التي قدمها الوزير الاول عبد الملك سلال صدى واسعا لدى سكان ولاية الشلف خاصة أبناء المناطق الريفية والمداشر بالجهة الغربية والتجمعات السكانية التابعة إقليميا لولاية غليزان التي عاينتهائ«الشعب» الخميس الفارط، كونها من الجهات التي عرفت تضررا خلال العشرية السوداء، واليوم تستكمل واقعها التنموي ضمن البرامج التي خصصتها السلطات الولائية لهذه المناطق الجبلية ذات التضاريس الوعرة تطبيقا لبرنامج رئيس الجمهورية الذيئمنح ثقته لهذه التشكيلة وسط رضى سكان الولايتين. الوصول إلى هذه المناطق الجبلية التي تعد امتدادا لسلسلة مرتفعات جبال الونشريس التي كانت ذات يوم مرتعا لآلة الدمار الإجرامي، لم يكن سهلا أمام تضاريس المناطق التي زارتها الجريدة لرصد انطباعات السكانئهذه الجهات النائية ذات الامتداد العائلي والجغرافي والمساحات الأرضية المعروفة بإنتاج القمح اللين والصلب والشعير ومواد العلف، لكن تطلعهم إلى غد أفضل ومتابعتهم لما يجري في الشأن السياسي وانعكاساته على الجانب التنموي يبقى من أهم عوامل النضج والوعي الوطني التي انبهرنا به ونحن نسجل إنطبات هؤلاء الذين رحبوا ب «الشعب» التي سبق وأن نقلت مآسيهم ومعاناتهم أيام المجزة التي راح ضحيتها أزيد من 276 ضحية في ليلة واحدة من مداشر غليزانوالشلف بأعالي مسينة وسوق الإثنين والسحانين. العناصر الشابة مؤشر للنجاح هذه الوضعية جعلت هؤلاء يستشرفون خيرا للخطوات التي يقبل عليها رئيس الجمهورية شتى المجالات ومنها تعيين رئيس الحكومة عبد الملك سلال الرجل المحنك والشعبي حسب أقوالهم رفقة طاقمه الوزاري الذي دخل بوجوه جديدة يرى فيها من تحدثوا إلينا «بادرة خير ونجاح لما أعضائها من مؤهلات عليمةئوكفاءة في التسيير رغم صيغة الشبابية لبعض عناصرها»، يقول خالد والجيلالي وعبد اللطيف الذين وجدناهم ينتظرون مركبة النقل لبلوغ بلدية عمي موسى بولاية غليزان، ولم يتوانئ خالد في استدراك جزء من سؤالنا حول ملاءمة مثل هذه الوجوه لتسيير المرحلة الحالية ضمن الجهاز التنفيذي للحكومة، حيث أشار أن ترك هذه العناصر من الوزارء تعمل تحت قيادة رجل المرحلة السيد سلال المعروف عنه الرزانة والحكمة من شأنها أن تحقق البرامج التنموية التي شرعت ولاية غليزان في تنفيذها ميدانيا بعد عرفت خلال السنوات السابقة بعض الركود الذي لقي تذمرا من طرف السكان، لكن منذ أزيد من سنة فالأمور تغيرت والعمل الميداني من طرف السلطات الولائية صار يلمسه السكان وبلاحظه أبناء سوق الإثنين المنطق الريفية التي تعرف وجها جديد رغم بعض النقائص التي من المنتظر تجسيدها حسب ما وعدت به السلطات الولائية. فالصورة التي سجلناها بذات الجهة من تراب ولاية غليزان لا تختلف عن انطباعات سكان أولاد بن عبد القادر المعروفة مسينة التي أسندت ظهرها لأكبر سد بولاية الشلف والذي يمتد الى تخوم تراب ولاية غليزان حسب ما أشار به لنا أحد شيوخ المنطقة الحاج قويدر.م البالغ من العمر 79 سنة، فعلى كبره لم تخف محدثنا شدة تعلقه لما هو سياسي، فالرجل مفعم بحب الوطن والافتخار برجالاته «كنا مع الجيلالي بونعامة وقائد الولاية الرابعة التاريخية يوسف الخطيب، واليوم لن نتغير، بل مازلنا على مواقفنا ونساعد ونبارك كل من يخدم هذا الوطن ولعل هؤلاء الوزراء من طينة هؤلاء مادام لقيوا ثقة المجاهد عبد العزيز بوتفلقة قالها الرجل الذي كان رفقة شخص يصغره سنا من منطقة قواسم التابعة إقليميا لدائرة الرمكة الشيخ جلول. س 71 سنة. التحديات أكبر ومساعدة الطاقم الحكومي مسؤولية لم تكن ولادة الحكومة عسيرة حسب ما روجه البعض، بل خصوصية المرحلة والبحث عن الكفاءة التي تلائم القطاعئولها القدرة على دفعه إلى الأمام هو الذي كان وراء ميلاد هذه الوجوه يشير عمي صالح من منطقة القواسم ببلدية الرمكة التي عجلت برحيل الدمويين بعدما عاثوا فسادا في سنين الجمر بغليزان، منطقتنا اليوم لم تجد سبيلا سوى مباركة خطوات الرئيس وهو الأعرف بمصيرنا وتطلعاتنا ومجالنا التنموي الذي تغير وجههئوصار السكن الريفي إحدى انجازات الجهة التي انطلقت بدم جديد منذ مجيء هذا الوالي عبد القادر القاضي يشير عمي صالحئالمتعلق بقطاع الفلاحة حتى النخاع يقول مفتخرا بعمله، «فالآتي لن يكون سهلا وسط ما يحاك ضد بلدنا من مؤمارات ودسائس، لذا فالتحديات أكبر ومساعدة الطاقم الحكومي مسؤولية الحميع حتى نحقق ما يريد هذا المواطن البسيط الذي يقف إلى جانب دولته عند الشدائد وهذه هي طينة الجزائريين التي يجد هؤلاء الوزراء مجبرين على تجسيدها ميدانيا يقول ذات الشيخ من منطقة القواسم. ونفس الانطباع لمسناه عند مداشر عمي موسى بالمدخل الجنوبي لها، حيث أكد لنا شباب هذه المناطق ثقتهم في الجهاز الحكومي الذي ضم لأول مرة شاب وزير لا يتجاوز 38 سنة وهو ثاني شاب في تاريخ وزارء الدولة الجزائرية بعد عبد العزيز بوتفليقة في عهد الرجل التاريخي المرحوم هواري بومدين. وبخصوص ما ينتظره هؤلاء الشباب الذين عادت لهم الروح والثقة والنظر إلى المستقبل، هو تنمية الواقع الفلاحي وتنفيذ خارطة الواقع التنموي الذي تتابعه السلطات بالولايتين اللتين ترفعان نفس التحدي لتحسن الواقع المعيشي لسكانها يقول عبد الله الذي يتأهب للالتحاق إلى المركز التكوين المهني بعمي موسى. فعلى الرغم من تباين المواقف لدى المواطن الجزائري إزاء نظرة كل واحد حول عناصر الحكومة الجديدة إلا أن سكانئأولاد بن عبد القادر ومداشرها بالشلف ومنطقة قاسمئوسوق الإثنين وعمي موسى بغليزان لا يختلفون في تأكيدهم أن الحكومة الجديدة ستعرف نجاحا كبيرا تحت قيادة عبد الملك سلال وبمتابعة رئيس الجمهوريةئلنشاطهائإذا ما لقيت المساعدة وهو القاسم المشترك في تصريحات هؤلاء الذين حاولت «الشعب» رصد آرائهم كونهم من المناطق التي تتمسك بقوة الوعي الوطني الذي لم تؤثر فيه جرائم الدمويين خلال السنوات الفارطة من عمر المأساة الوطنية.