النوم المطوّل نهارا سببا في خمولها اعتبر ت الأخصائية في علم الصيدلة، أسماء غبولي، في حوارها مع جريدة «الشعب» وظيفة الغدة الدرقية مثلها مثل وظيفة «الدّركي»، من ناحية أهميتها في الحرص على توازن مختلف أعضاء الجسم ككل، فبمجرد اختلال عملها تتأذى وظائف أخرى، منها ما يكون مرتبطا ارتباطا مباشرا بها. وذكّرت بإلزامية الانتباه لمجموعة أخرى من الأعراض الصحية الخفية مثل التعب مع الإرهاق المزمن اللذان لا يشيران بالضرورة لخمول في الغدة الدرقية، إلا أنهما يتطلبان إجراء تحاليل للكشف عن أسبابهما الحقيقية وعلاقتهما بهذا المشكل الصحي. الشعب: كثير من الأشخاص يعانون من أعراض صحّية مختلفة، نجد من بينها التعب المزمن، فما علاقته بخمول الغدة الدرقية؟ د. أسماء غبولي: في حالات كثيرة يشتكي الكثير من الأشخاص من إحساسهم بالتعب حتى بعد أخذ قسط من الراحة، والرغبة في النوم الطويل قد تكون واحدة من أسباب الشعور بالتعب مع انخفاض الإفرازات لهرمون الغدة الدرقية التي تلعب دورا هاما في عمليات الأيض في جسم الإنسان والرفع من مستويات الطاقة. وفي حال انخفاضها يشعر المريض بالتعب والإرهاق والاكتئاب وتكون من بين أهم الأعراض لديه. فيما يتمثل مشكل الخمول في الغدة الدرقية؟ بالرغم من وزنها الصغير الذي لا يتعدى 30 غراما، إلا أنها ضرورية لعمل الجسم. في الوسط الطبّي نطلق على الغدة الدرقية اسم «دَرَكّي الجسم»، وذلك لتدخلها في العديد من الوظائف الحيوية لجسم الإنسان. مثل صناعة الكريّات الحمراء، في عمل دقّات القلب، درجة حرارة الجسم، تقلبّات المزاج ... وغيره. وفي حال الكشف عن خمول الغدة الدرقية فإنّ المشكل الأساسي يتمثل في عدم قدرة الغدة الدرقية على إنتاج هرمونها بكمية كافية والتي تخصّ كل من الثيروكسين وثلاثي أيودو ثيرونين. ممّا يؤثر على عمل الجسم بشكل عام. ما هي أهم أعراض الخمول الدرقي، وكيف يتم الكشف عنه؟ بالنسبة للأشخاص البالغين، نستطيع حصر أعراض خمول الغدة الدرقية في الشعور بالتعب والإحساس بالإرهاق حتى بعد أخذ قسط من الراحة والنوم، تسجيل تباطؤ في دقّات القلب، مع زيادة الوزن بشكل ملحوظ مع ضعف في العضلات، تساقط الشعر خاصّة لدى النساء، الإمساك، فقر الدم، الشعور بالاكتئاب، النسيان وبما أنّ الغدة الدرقية مسؤولة أيضا عن درجة حرارة الجسم قد يعاني المريض من برودة خاصة في أطرافه... وتختلف الأعراض من شخص إلى آخر. هل ممكن التعرّف عن الأسباب والأمراض المؤدّية لخمول الغدة الدرقية؟ من بين الأمراض المتسببة في الإصابة بخمول الغدة الدرقية نذكر مرض هاشيموتو، وهو اسم لمرض يهاجم الجهاز المناعي وخلايا الغدة الدرقية، ويصنف من بين أمراض المناعة الذاتية، كما أن أيضا الإصابة بمرض السكري النوع الأول ومرض السيلياك يعززّان من مرض هاشيموتو. إنّ أمراض المناعة الذاتية أصبحت أكثر انتشارا في السنوات الأخيرة، ووجب إعادة النظر في النظام الغذائي ونمط الحياة المتبّع من طرف المرضى المصابين فيما يخص العلاج وبالنسبة لغير المرضى بهدف الوقاية. وبما أنّ الغدة النخامية في الدماغ لها مسؤولية مباشرة عن مراقبة عمل الغدة الدرقية فإصابتها بالمرض قد تسبب خمول الغدة الدرقية. بالإضافة لذلك إنّ اختلال الساعة البيولوجية للجسم قد يتسبّب في خمول الغدّة الدرقية خاصة عند الأشخاص الذين يستيقظون في ساعات متأخرة من النهار. التوتر الشديد أو العلاج بمضادات الالتهاب الستيرويدية أيضا، كما أنّ ارتفاع هرمون الأنوثة الأستروجين لدى المرأة أو الرّجل قد يعزّز من الإصابة بخمول الغدة الدرقية. ما هو علاج خمول الغدة الدرقية؟ بعد أن يقوم الطبيب بكل التحاليل والفحوصات الطبّية اللازمة التي تؤكد إصابة المريض بخمول الغدة الدرقية، يقوم بتقديم دواء «لوفوثيروكسين» للمريض والذي يعتبر كدواء تعويضي لاحتوائه على مادة تشبه هرمون الثيروكسين الذي تفرزه الغدة الدرقية. اختيار الجرعة يكون، بحسب نتائج تحليل كل مريض. في الجزائر نتوفر على أربع جرعات 25/50/75/100 ميكروغرام. وفي فرنسا يوجد أيضا 125 ميكروغرام. قد ينصح الطبيب أيضا بتناول اليود وخاصة الأسماك بمعدل مرّتين في الأسبوع (وأيضا تناول الملح المدعم باليود في الأكل يساهم في رفع نسبة اليود).