يبدو أنّ بعض المسؤولين في بعض المناطق من بلادنا الحبيبة لا يسمعون ولا يفقهون شيئا، أو أنّهم يسمعون ويفقهون، وفي الآن نفسه يتعنّتون. كيف لا والعديد من مناطق الوطن لا تزال تعاني التهميش والإقصاء، على الرغم من إلحاح رئيس الجمهورية في خطاباته ولقاءاته مع الولاة على الاعتناء بمناطق الظل، في جميع أنحاء التراب الوطني، لكن يبدو أنّ هؤلاء المسؤولين مصمّمون على المضيّ قدما في نفس نهج النظام السابق، وإلاّ كيف نفسّر إهمالهم وتهميشهم للعديد من المناطق التي يسقط عليها فعلا اسم مناطق الظل. على سبيل المثال، الزائر لإحدى المناطق بالشرق الجزائري، وبمجرد أنّه يصعد من 6 إلى 8 كيلومترات عن الطريق الوطني، سيجد أمامه مناطق سكانية بدون كهرباء، لما أقول بدون كهرباء بمعنى أنه لم تصلها الكهرباء، منذ الاستقلال، بالرغم من أنّ هذه المناطق ثورية بامتياز وقدّمت العديد من الشهداء فداء لهذا الوطن الغالي! سكان بسطاء يخدمون أراضيهم، لكنّهم يعانون في صمت من دون تحرك «المسؤولين»، فلا طريق صالح ولا شبكة غاز ولا مياه ولا هم يحزنون.. بل يوجد هناك جزائريون بسطاء متشبثين بأرضهم، مستعينين بمحركات بسيطة لتوليد الطاقة الكهربائية تشتغل بالبنزين الذي أرهقتهم تكلفته. سكان هذه المناطق لا يطلبون المستحيل من المسؤولين، فقط العدالة والإنصاف والالتزام بأوامر وتوصيات رئيس الجمهورية.. فهم لا يطالبون بالنقل رغم أنّهم يقطعون أكثر من 5 كيلومترات على أقدامهم للوصول إلى محطة الحافلات، كما أنّهم لا يطالبون بشبكة الغاز، رغم أنهم لا يزالون يستعملون قارورات الغاز ويحملونها على أكتافهم أو يستأجرون عربات لإيصالها إلى بيوتهم، وفي الوقت نفسه لا يطالبون بشبكة المياه فهم يلجأون لآبارهم ومنابعهم الطبيعية، فقط يريدون الكهرباء.. يريدون الخروج إلى النور فمتى ترى النور مثل هكذا مناطق في بلادنا الحبيبة يا ترى؟.