في الوقت الراهن تكون قد إنقضت 16 يوما عن اختفاء الطفل داودي محمد البالغ من العمر 13 سنة في ظروف جد غامضة، اثر خروجه بتاريخ 16 أكتوبر المنصرم من المنزل متجها إلى مقر دراسته في إكمالية المنطقة الصناعية ببوسماعيل ولاية تيبازة، لتكون تلك آخر مرة شوهد فيها وهو يرتدي سروالا أزرق ومعطفا اخضر. وفور اختفاء محمد باشر والده عمليات بحث في المنطقة بالموازاة مع تقديم شكوى لدى مصالح الدرك الوطني المختصة اقليميا، والتي باشرت بدورها تحقيقا حول القضية، وفي انتظار ما ستكشفه الأيام فضلا عن إجراءات التحقيق، فإن عائلة الطفل المختطف تعيش الألم والحزن، بسبب فقدان ابنها الذي لم تظهر بشأنه أي أخبار جديدة، مما يجعل الأمل يتضاءل أكثر في العثور عليه. الجدير بالذكر أن ظاهرة اختطاف الأطفال واحتجازهم قد تفاقمت خلال الأشهر الأخيرة وأخذت منعرجا خطيرا بفعل النهاية المأساوية التي عرفتها معظم الحالات حيث لا يمر أسبوع دون تسجيل تعرّض الأبرياء إلى عملية أو محاولة اختطاف تنفذها جهات مجهولة الهوية، مما اضطر عدد كبير من الأولياء عبر مختلف ولايات الوطن إلى تغيير مواعيدهم اليومية وفق ما يتناسب مع توقيت التحاق ومغادرة أبنائهم لمقاعد الدراسة، حيث يتم إيصالهم إلى المدرسة ثم العودة لإصطحابهم إلى البيت خوفا على سلامتهم وتعرضهم للاختطاف أو الاعتداء من طرف بعض العصابات أو أشخاص منحرفين وجدوا طريقة سهلة في الإيقاع بضحاياهم الأبرياء، بغرض ابتزاز عائلاتهم أو الاعتداء الجنسي عليهم. وحسب إحصائيات للمصالح الأمنية تتعلق بعدد الأطفال الذين تم اختطافهم، خلال عامي 2006 و2007، والذين تمكنت مصالح الشرطة من العثور عليهم وتقديم مختطفيهم للعدالة، فلقد قدر عددهم ب 252 طفل، ما بين ذكور وإناث. علما أن الظاهرة في تنام متواصل، وذلك بدليل الزيادة المسجلة في سنة 2007 حيث بلغ عدد المختطفين 146 طفل مقابل 108 تم اختطافهم في .2006 وهو ما يعني 38 حالة اختطاف إضافية، علما أن الفتيات هن الأكثر عرضة بعدد 182 فتاة مختطفة خلال السنتين الأخيرتين، بحكم حالات التعدي الجنسي والاغتصاب التي يتعرضن لها. وفي ذات السياق تشير الإحصائيات الأمنية أنها منذ سنة 2001 والى غاية نهاية السنة المنصرمة، تم اختطاف841 طفل تتراوح أعمارهم بين 4 و16 سنة، وأن أغلبية المرتكبين لجرائم القتل تلك هم أناس مقربون للضحية، سواء تجمعهم بهم صلة قرابة، وبالتالي وخشية أن يبلغ عنهم الطفل المختطف المعتدى عليه جنسيا، خاصة أنه تعرف عليهم، يلجأون إلى التخلص منه بالقتل. كما يرى بعض المختصين في قضايا الاختطاف أنه عادة ما تتبع عمليات الاختطاف، التي يتعرض لها القصر، باعتداءات جنسية تمارس عليهم، ثم يرمى بذلك الصغير في مكان معزول، لتتبع الفعل آثار جسيمة من الصعب جدا محوها منها الجسدية ومنها النفسية، كما قد يلجأ الشخص الخاطف إلى التخلص من ضحيته بقتله بعد الاعتداء عليه جنسيا وإشباع رغبته الحيوانية ت/خالد