خصصت جمعية «البدر» بولاية البليدة للسنة الثانية عشرة على التوالي برنامجا متنوعا وثريا للقيام بعمليات تحسيسية وتوعوية وإقامة ندوات علمية لمجابهة سرطان الثدي الذي مازال مشكلة صحية عويصة في الجزائر. وفاء لتقاليدها تقوم هذه الجمعية كل سنة بتوعية النساء في شهر أكتوبر الذي يعتبر الشهر الوردي لمجابهة هذا المرض وتُقام له حملات توعية في كثير من عواصم العالم، خاصة وأن الإحصائيات الأخيرة أكدت بأنه مازال ينخر في المجتمع رغم التقدم العلاجي والتطور الطبي. وتؤكد الإحصائيات الأخيرة بتسجيل إصابة 14 ألف امرأة بسرطان الثدي كل سنة، وبسببه يتوفى 3500 امرأة سنويا، وهو رقم يجعله في طليعة الأمراض السرطانية التي تتسبب فيه الوفاة، ومن مجموع 8 نساء يمكن أن تتعرض منها امرأة واحدة في كل سنة. ويرى المختصون بأن أهم طريقة لمجابهة سرطان الثدي بالفحص المبكر عنه، ذلك أن نسبة 90 بالمائة من يتعرضن له قبل تطوره يمكنهن الشفاء، كما يمكن لهن التداوي منه بطرق علاجية سهلة، وبات من الضروري اعتماد الفحص المبكر عن هذا المرض على مستوى المؤسسات الاستشفائية يقول دكتور يمارس مهامه في مستشفى «فرانتز فانون» بالبليدة. ويقول هذا الأخير: «في غالب الأحيان يقوم الطبيب بتوجيه المرأة المشتبه إصابتها بسرطان الثدي للقيام بالفحص ونادرا ما تذهب بمحض إرادتها، كما أن غياب برنامج للفحص المعتمد من قبل وزارة الصحة يجعل من المرض يستفحل ولا يمكنه وأده في بدايته». وألح محدثنا إلى ضرورة توعية النساء بالفحص المبكر عن هذا المرض بما أن الوقاية خير من العلاج، فذلك يعد خطوة استباقية في غاية الأهمية، بل لا يمكن استبدالها بطريقة أخرى في الوقت الحالي، وهذا ما ستقوم به جمعية «البدر» في ولاية البليدة. وعلمنا في هذا الصدد، أن هذه الجمعية ستقوم بتحسيس النساء التي فاق عمرهن الأربعين بضرورة إجراء الفحص بالأشعة السينية على الثديين مرتين كل سنة، وسيستمر نشاط هذه الجمعية طيلة شهر أكتوبر بإقامة ندوات عملية موجهة للجمهور الواسع، مع إقامة جولة تضامنية إلى الشريعة تتخللها عملية فحص مجانية أو بأسعار مجانية يُشرف عليها مختصين في الأشعة. كما ستقوم جمعية «البدر» بوضع ملصقات توعوية في الأماكن العمومية، وتدخلات عبر وسائل الإعلام لتوجيه الرأي العام بخطورة المرض، وتكرار تجربة القطار الوردي التي نظمتها العام الماضي تبعا لاتفاقية مع المؤسسة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية أيام 13، 14 و15 من شهر أكتوبر الجاري لتوسيع العملية التحسيسية. يُشار إلى أن جمعية «البدر» تقوم للمرة الرابعة سنويا بتسليم 100 ثدي اصطناعي للنساء التي خضعت لاستئصال الورم السرطاني من الثدي الطبيعي، على اعتبار أن عودته إلى حالته الطبيعة يستدعي مضي بضعة أشهر، وينصح المختصون بإجراء الفحص المبكر لهذا المرض لتكون فرص علاجه وافرة جدا.