شكل «استثمار اللسانيات الحاسوبية في صناعة المعجمات الالكترونية «، موضوع الملتقى الوطني الذي احتضنته أمس، المحاضرات مولود نايت بلقاسم بمقر المجلس الأعلى للغة العربية، بهدف إلقاء الضوء على «خصوصيات الإبداع الرقمي عامة، وفي مجال صناعة المعجمات خاصة» وهو الرهان الجديد الذي يحاول المجلس كسبه بعد أن قطع شوطا كبيرا في انجاز المنصة الرقمية للمعاجم والمكتبة الالكترونية. كشف رئيس المجلس الأعلى للغة العربية البروفيسور الصالح بلعيد، أنّ خصوصية ملتقى استثمار اللسانيات الحاسوبية في صناعة المعجمات الالكترونية، تتعلق «بكيف جعل الآلة الحاسوب تفكر مثل الإنسان وينتج معلومات وأفكار ذات العلاقة بحسن الأداء باللغة العربية». قال البروفيسور بلعيد إن « المنصة الرقمية التي نعمل بها في اتحاد المجامع اللغوية في المعجم التاريخي بالغة العربية كان منطلقها من الجزائر، وتحديدا من المجلس الأعلى للغة العربية، بمعية الاتحاد ومجمع اللغة العربية بالشارقة. وأشار المتحدث أن «مستجدات العصر تقتضي أن نجد السبل لنجعل من العربية التي هي لغة أممية لغة تستعمل في التقنيات والتكنولوجيات الحديثة أن تكون ملازمة لآلات العصر، لأن عصر الورق سيتقلص مستندا إلى دراسة تشير إلى زوال الورقية في غضون 2026، على أن تعوضها الرقمية». واستطرد يقول « عندنا الآن مشروع المكتبة الرقمية تضم أكثر من 120 ألف مؤلف ومنها اعمال تتضمن أكثر 40 مجلدا، هاته الأعمال جاهزة ومخزنة في محمولات الكترونية، ننتظر الآن مركز بيانات « data center «، بالاتفاق مع وزارة البريد والاتصالات السلكية واللاسلكية، لوضع هته المكتبة على الشابكة « وما يعطل المشروع اليوم، حسب المتحدث هو «ضعف الدفق الذي يحتكم عليه المجلس الأعلى للغة العربية والذي يستطيع به أن يلبي كل هذه المادة المقمشة،». وذكر على سبيل المثال « مشروع المخطوطات الجزائرية، حيث تم جمع لحد الساعة 12 ألف مخطوط، 2500 مخطوط منها مرقمن». وفي سياق متصل، اعتبرت أ.د. مليكة النوي رئيسة اللجنة العلمية للملتقى أن» اللسانيات الحاسوبية انقلابا معرفيا وفكريا وإبداعيا، وثورة على القيم الراسخة ومحاولة لقلب كل النماذج الكلاسيكية».