تزخر وادي سوف بمؤهّلات سياحية صحراوية تؤهّلها لتكون ولاية مستقطبة للسياح من داخل الوطن وخارجه، وتمتلك قاعدة استقبال مهمة ونوعية متكونة من منتجعات وفنادق ونزل مصمّمة بإبداع هندسي مستوحى من تراث المنطقة الصحراوي. انطلق موسم السياحة الصحراوية بولاية وادي سوف وسط تفاؤل بنجاحه هذا العام، بعد سنتين من الركود بسبب الجائحة الوبائية، وما خلّفته من خسائر للقطاع، حيث تجري فعاليات الموسم السياحي في الولاية من نهاية أكتوبر إلى غاية أفريل القادم. وتُشارك 52 وكالة سياحية بالولاية في تظاهرة السياحة الصحراوية «سفاري سوف»، للترويج للقطاع ومعالمه ومميزاته ومكامن جمالياته، من بينها 32 وكالة تمثل 25 ولاية عبر الوطن، وذلك قصد استكشاف الموروث المحلي والتعريف به لاستقطاب السياح ومحبي السياحة الصحراوية. وقد أبدى العديد من المهتمين بمجال السياحة في وادي سوف تفاؤلهم الكبير بنجاح الموسم، وتدارك أزمة الجائحة الوبائية بعد عودة نشاط مختلف القطاعات والميادين الإقتصادية، وإعادة فتح وسائل النقل البري والجوي. «سفاري سوف»..إبداع سياحي صحراوي يتضمّن برنامج «سفاري سوف» الكثير من المسارات السياحية التي حدّدتها المصالح المختصة للتعريف بالمقومات السياحة الضخمة التي تزخر بها الولاية، منها المتاحف القديمة، الزاوية التجانية، المعالم التراثية والحضارية القديمة، الديوان السياحي بقمار، إضافة للخرجات الصحراوية للاستماع بالكثبان الرملية الذهبية وما تتضمنه من مشاهد أخاذة، وواحات وغابات النخيل الباسقة التي تسر الناظرين إليها. كما يشتمل البرنامج السياحي «سفاري سوف» على جلسات تقليدية شعبية فنية في الصحاري، تتضمن مشاهد لغروب الشمس بين الكثبان الرملية، المعد من أفضل ما قد تراه العين المجردة بين ثنايا البيداء المترامية، وركوب للجمال والخيل، والسير بدراجات الدفع الرباعي على الكثبان، واستراحات تتضمن إبراز كيفيات تحضير الأكل الشعبي التقليدي القديم على غرار «خبزة الملة»، والشواء على الجمر والحطب الصحراوي وطبخ الشاي والاستماع بذوقه، إضافة لمشاهد حيّة لرقصات الفلكلور الفني السوفي، الذي يعد من مميزات تراث المنطقة. منتجعات وفنادق مستوحاة من التّراث المحلي تزخر ولاية وادي سوف بمؤهّلات سياحية هامة ومرافق استقبال في مصاف دولي مستقطبة للسياح، أنجزت خلال العقد الماضي بتضافر جهود الدولة الجزائرية والمستثمرين المحليين، من أجل استغلال المقومات السياحية بالمنطقة وجعلها مورد اقتصادي حقيقي للبلاد، وهو ما يتوافق مع المخططات والبرامج الحكومية الجديدة التي أولت اهتمام بالغ بالسياحة الوطنية ومختلف القطاعات غير النفطية. كما جرى السنوات الماضية وفي هذه المرحلة تفعيل وتعميق التنسيق مع مختلف الفاعلين بقطاع السياحة في ولاية القباب العريقة من أجل إنجاح البرامج المسطّرة وبلوغ الأهداف، مثل الوكالات السياحية والمنتجعات والنزل والفنادق والمراقد، وغيرها من الفعاليات الثقافية والسياحية والاجتماعية والغرف. ويأمل كثير من الفاعلين في وادي سوف عودة نشاط السياحة الصحراوية الداخلية بفعالية أكبر في موسمها الجديد بعد ركود وتوقّف كثير من الفعاليات الولائية والوطنية والدولية نهائيا، وتدارك الخسائر المالية والوظائف المرتبطة بالسياحة التي تضرّرت كثيرا بسبب انتشار وباء كورونا كوفيد-19 خلال السنتين الماضيتين.