انتقل إلى رحمة الله اللاعب السابق والمناضل في صفوف فريق جبهة التحرير الوطني محمد سوكان، صبيحة أمس، عن عمر ناهز 90 عاما بعد صراع طويل مع مرض عضال، مخلفا وراءه مشوارا ثريا بعدما صال وجال في مختلف الميادين الأوروبية والعربية، إبان الثورة التحريرية المظفرة وبعد الاستقلال. ولد فقيد الجزائر في 12 أكتوبر 1931 بالأبيار بالعاصمة، بدأ ممارسة كرة القدم في سن مبكر لا يتجاوز 14 سنة، كونها كانت هوايته المفضلة. المهارات العالية التي كان يتمتع بها سمحت له بالانضمام إلى فريق لوهافر الذي فجر فيه طاقاته، ما جعل المسؤولين في جبهة التحرير الوطني يوجّهون له الدعوة، من أجل حمل قميص فريق جبهة التحرير الوطني، قصد المشاركة في المباريات التي خاضتها المجموعة في عدة دول، سعيا منهم لتدعيم هدف تدويل القضية الجزائرية، وبما أن سوكان كان يتمتع بروح وطنية عالية لبى نداء الوطن والتحق بالرفاق في تونس شهر جويلية 1958. يعتبر سوكان من بين أبرز اللاعبين الذين صنعوا أمجاد الكرة الجزائرية إبان الحقبة الاستعمارية، بعدما التحق بالفريق الذي تأسس بأهداف سياسية بحتة. الراحل أكد في تصريح سابق ل «الشعب» أنه كان يلعب في صفوف نادي لوهافر، عندما وصله خبر استدعائه لفريق جبهة التحرير، قصد تمثيل الجزائر». وأضاف «كنت ضمن الفوج الثاني من الفارين من الأندية الفرنسية، شهر جويلية من سنة 1958 رفقة كل من (إبرير، زوبة، بوشاش)، فيما تخلّف كل من حسين بوشاش بسبب مشكل في جواز السفر، ثم التحق بعد سنتين رفقة أخي عبد الرحمان، وعبد القادر معزوزة». سوكان وصف مهمة التنقل إلى تونس بالخطيرة حين قال «التحاقي بتونس لم يكن بالأمر السهل، لأن الطريق كان مليء بالمخاطر لكن كل شيء كان مخطط له من المسؤولين بالجزائر». وأضاف قائلا: «بعد أن تم دراسة اليوم والوقت المناسبين، انطلقنا في سفرنا بالليل باتجاه بلجيكا، وذهبت مع الأشخاص الذين كلّفوا بإيصالنا إلى تونس مرورا بألمانيا ثم إيطاليا، وهنا اشتدت الخطورة بسبب الإعلانات في الجرائد ونشر صورنا». سوكان لعب عددا كبيرا من المباريات رفقة فريق جبهة التحرير بمجموع 83 لقاء، فاز خلالها ب 57 مواجهة وتعادلوا في 13 مناسبة وانهزموا 13 مرة. يذكر أن سوكان ووري الثرى، أمس، بمقبرة بن عكنون بالعاصمة بعد صلاة العصر.