قرر المسؤولون لدى جبهة التحرير الوطني في 1958 إنشاء فريق لكرة القدم يمثلها في المجال الرياضي عرف باسم فريق جبهة التحرير الوطني لإعطاء دعم أكثر للقضية الوطنية.. ومن أجل معرفة خطوات التأسيس قررنا الاقتراب من »محمد سوكان« أحد أبرز اللاعبين في الفريق.
❊ بداية كيف هي أحوالك؟ ❊❊ بخير والحمد لله. ❊ هل لك أن تعود بناء إلى طريقة إنشاء فريق جبهة التحرير الوطني؟ ❊❊ كنت ألعب مع نادي لوهافر بفرنسا وجاءني خبر استدعائي من طرف مسؤولين في الجبهة من أجل الالتحاق بالفريق الذي كان سيمثل الجزائر في المجال الرياضي بتونس، فقبلت الفكرة مباشرة دون تردد.❊ من هو هذا المسؤول؟ ❊❊ اسمه حمزة محمد وعلي كان مسؤولا بمرسيليا وتعرف علي من خلال اللقاءات التي كنت ألعبها مع فريقي. ❊ كيف تم خروجكم من فرنسا؟ ❊❊الحكاية طويلة ومليئة بالمخاطر، حيث كان كل شيء مخطط له من طرف المسؤولين بالجزائر وبعد أن تم دراسة الوقت واليوم المناسبين، انطلقنا في سفرنا بالليل، أين ذهبنا إلى بلجيكا وهناك تركت سيارتي على الرصيف وذهبت مع الأشخاص الذين كلفوا بإيصالنا إلى تونس ثم تنقلنا بعدها إلى ألمانيا فإيطاليا، وهنا اشتد الأمر خطورة بسبب الاعلانات في الجرائد ونشر صورنا، أين أصبحنا معروفين وهناك أمر آخر. ❊ ما هو تفضل؟ ❊❊ عند وصولنا إلى إيطاليا نزلنا بفندق من أجل تناول الطعام، فتعرفت علينا أحد المضيفات هناك.. ولهذا غادرنا فورا نحو مكان آخر أكثر أمنا، خاصة وأنها أخبرتنا بأن الجميع يتحدثون عنا ثم غادرنا نحو تونس وهناك شعرنا بالأمان أكثر، أين كان طعامنا ومسكننا مهيأ من طرف المسؤولين. ❊ من كان معك إثر تنقلك إلى تونس؟ ❊❊ كان معي إبرير اسماعيل وهو حارس مرمى، زوبة، حمزة محمد وعلي مسؤول بالجبهة، بوشاش شريف، أما أخوه حسين كان عنده مشكل في جواز السفر وبعدها رجع إلى فرنسا والتحق سنتين من بعد بالمجموعة كل من عبد الرحمان سوكان، معزوزة، دودو. والتحقنا جميعنا من خلال الفوج الثاني في شهر جويلية 1958. ❊ ما هي المباريات التي لعبتموها؟ ❊❊ لعبنا عديد المباريات في شكل دورات بداية من تونس التي أجرينا فيها ثمانية لقاءات، فزنا بسبعة وتعادلنا بواحدة، ثم واجهنا المغرب ستة مرات من دون انهزام وكذا ليبيا، العراق، رومانيا، المجر، تشيكوسلوفاكيا، يوغسلافيا، في مجموع (83) لقاء وفزنا ب 57 تعادلنا في 13 وانهزمنا في 13 وسجلنا 349 هدفا و تلقينا 120 هدف. ❊ هل هناك لقاء له ذكريات خاصة بك؟ ❊❊ أتذكر عندما تنقلنا لمواجهة يوغسلافيا، أين كان هناك لقاء قبلنا جمع بين فريقين واحد من البرازيل والآخر محلي وبالتالي، فإن الجماهير بدأت تغادر المدرجات فور دخولنا إلى الملعب، لكن بعد أن سجلنا في اللحظات الأولى عاد معظمهم ليشاهد ما الذي يحصل وفزنا، إثرها بنتيجة (6 - 1). ❊ ما هو المنصب الذي كنت تلعب فيه؟ ❊❊ كنت ألعب في منصب وسط ميدان دفاعي. ❊ كيف كانت بدايتك مع كرة القدم في ذلك الوقت الصعب؟ ❊ صحيح الأمور كانت جد صعبة، لكن كان هناك فرق مسلمة في كل من العاصمة ووهران وقسنطينة، وأنا كنت مع نادي الأبيار وبعدها تنقلت إلى فرنسا سنة 1948 ولعبت في صفوف »كاستل« وكنت أتدرب مع نادي تولوز كان خالي حارس مرماه وأريد أن أقول شيء آخر.. ❊ ما هو تفضل؟ ❊❊ بدأت مع عالم الكرة وعمري لا يتعدى ال 14 سنة وأنهيت مشواري مع نادي »لوهافر« وكنت قد ذهبت إلى فرنسا قبل انطلاق الثورة. ❊ وماذا اشتغلت عدى ممارستك لكرة القدم؟ ❊❊ لم أشتغل في أي مجال واكتفيت بممارسة كرة القدم فقط والحمد لله إنني نجحت. ❊ كيف كنت تتواصل مع العائلة؟ ❊❊ يضحك كنت أبعث لهم المصاريف فقط ونادرا ما أشاهدهم؟ ❊ وبعد الاستقلال؟ ❊❊ دخلت إلى الجزائر وبعدها راسلتنا الأندية التي كنا نلعب لها وهددتنا بالإيقاف إذا لم نعد ولهذا رجعت إلى فرنسا وأكملت مشواري هناك. ❊ ألم تجد مضايقات؟ ❊❊ لا لم نجد أي مضايقات بالعكس رحبوا بنا وواصلنا اللعب بشكل عادي. ❊ وبعد نهاية مشوارك الرياضي؟ ❊❊ دربت المنتخب الوطني العسكري وتحصلت على نتائج ايجابية وبعدها تقاعدت. ❊ هل أنت تتابع أخبار البطولة الحالية؟ ❊❊ بكل صراحة منذ أن رحل جيل الثمانينيات الذي كان خريج مدرسة جبهة التحرير الوطني لا أتابع أخبار الكرة عامة.