في مثل هذا اليوم من سنة 1958 تمّ تأسيس منتخب جبهة التحري الوطني، المنتخب الذي هزّ عرش الفرنسيين ودوّخ جنرالاتهم بعد الذي فعلته أقدام لاعبيه في العددي من الدول، حيث رفعوا راية الجزائر بطريقتهم الخاصّة فوق الملاعب وأسمعوا العالم أجمع أن هناك شعبا اسمه الجزائر يجاهد من أجل نيل حرّيته وكرامته من المستعمر الفرنسي الغاشم، فكان النصر حليف الجزائريين في الخامس جويلية يوم سطعت فيه نور الحرّية وانكسرت شوكة المستعمر. إعداد: كريم مادي نقول لكلّ من يجهل تاريخ 13 أفريل من كلّ عام إنه في هذا اليوم من عام 1958 تأسّس فريق منتخب جبهة التحرير الوطني، المنتخب الذي أعطى للثورة التحريرية بعد أن اشتدّ عودها وبات الفرنسيون بين مطرقة المجاهدين وسندان الشعب الجزائري الذي رفض أن يعيش تحت الذلّ والإهانة، فكان لتأسيس منتخب الجبهة بمثابة دفع معنوي للثورة ككلّ، خاصّة وأن جلّ اللاّعبين الذين التحقوا بفريق جبهة التحرير كانوا ينشطون في النوادي الفرنسية وبعضهم كان يصنع أفراح الفرنسيين في منتخب (الديكة) نذكر منهم على وجه الخصوص الثنائي رشيد مخلوفي وأحمد سوكان وأحمد زيتوني شفاه اللّه ممّا ابتلي به من داء. (أخبار اليوم) ستغوض في دهاليز التاريخ وستعود بكم 56 سنة إلى الوراء لنتعرّف سويا على قصّة تأسيس منتخب جبهة التحرير الوطني ومن كان وراء فكرة تأسيس هذا المنتخب وأهمّ الأسماء الذين لعبوا لهذا المنتخب وأهمّية المباريات التي خاضها زملاء رشيد مخلوفي، كما سنتعرّف على أسماء اللاّعبين الذين حملوا الألوان الوطنية، الأحياء منهم والأموات، ولكلّ من فارق الحياة ندعو العليّ القدير أن يتغمّدهم برحمته ويسكنهم فسيح جنانه، أمّا الأحياء فندعو اللّه أن يطيل في أعمارهم ويقيهم من كلّ داء، أمّا الذين يعانون المرض فنتمنّى من العليّ القدير أن يشفيهم. محمد بومرزاق وراء فكرة تأسيس منتخب الجبهة يرجع الفضل في تأسيس منتخب جبهة التحرير الوطني إلى المناضل محمد بوزراق رحمه اللّه، كان ذلك في المهرجان العالمي للشباب في موسكو سنة 1957، رافعا الرّاية الخضراء والبيضاء وكان يمثّل فريق كرة القدم والرياضة الجزائرية في هذا الحدث. في الوقت الذي راح فيه الجمهور الحاضر يحيي العلم الجزائري وينادي باسم الجزائر سالت من عيني بومرزاق دموعا، حذث لم يتمالك نفسه وراح يبكي بكاء الصبيان تأثّرا بالترحاب الكبير الذي لقيه من طرف السوفيات، وهو على ذاك الحال تذكّر أنه قبيل انطلاقة الثورة التحريرية ببضعة أسابيع قام فريق لاعبوه من شمال إفريقيا بهزيمة منتخب فرنسا ب 3 أهداف مقابل صفر في المباراة التي نظّمت لصالح ضحايا الزلزال الذي ضرب مدينة أورليانسفيل (مدينة الشلف حاليا وقد كانت تسمّى أورليانسفيل أثناء الفترة الاستعمارية)، والذي راح ضحيته 1460 شخص قبل شهرين. وقد ضمّ الفريق اللاّعبين المغربيين العربي بن بارك والمدافع عبد الرحمن محجوب والجزائريين مختار عريبي وسعيد الإبراهيمي وعبد الرحمن بوبكر وغيرهم من نجوم الكرة الجزائرية في تلك الفترة. بضع دقائق كانت كافية للمناضل محمد بومرزاق لكي يبلور فكرته ويحوّلها من مجرّد فكرة إلى واقع في مخيّلته فقرّر تجسيدها على أرضية الواقع، لكن ما السبيل إلى تجسيد فكرة المناضل محمد بوزراق؟ تأسيس فريق جبهة التحرير الوطني بعد صدور قرارات مؤتمر الصومام التي من بينها إنشاء تنظيمات تابعة لجبهة التحرير الوطني، وبعد ميلاد الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين والاتحاد العام للعمال الجزائريين رأت جبهة التحرير الوطني ضرورة إيجاد تنظيم رياضي يحمل اسمها ويكون سفيرا لها في المحافل الدولية لما للرياضة من شعبية على المستوى العالمي وخاصّة كرة القدم فقرّرت تأسيس فريق لكرة القدم من اللاّعبين الجزائريين المنتمين إلى البطولة الفرنسية، ورأت في فكرة المناضل محمد بومزراق الذي كان أحد النشطاء البارزين في حزب جبهة التحرير الوطني طريقا مناسبا لتجسيد ذلك على الواقع، خاصّة وأن المناضل بوزراق كان قد طرح فكرة تأسيس هذا المنتخب على أحد النشطاء الفاعلين في حزب جبهة التحرير الوطني. تأسّس المنتخب الجزائري لكرة القدم في ظروف سرّية سنة 1958 أثناء فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر، حين قام محمد بومرزاق وهو زعيم من جبهة التحرير الوطني الجزائرية (حزب جبهة التحرير الوطني) التي كان مقرّها بفرنسا بالاتّصال ب 10 من أبرز اللاّعبين محترفين من أصول جزائرية كانوا ينشطون في الدوري الفرنسي آنذاك وحدث ذلك خلال المهرجان العالمي للشباب في سنة 1957، حيث طلب منهم مغادرة فرنسا سرّا والتوجّه إلى تونس، حيث كان المنتخب الجزائري قد أنشئ في 13 أفريل 1957. في وقت لاحق أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بعد احتجاج الاتحاد الفرنسي لكرة القدم أن أيّ فريق يواجه الجزائريين سيطرد من نهائيات كأس العالم، في حين أن الحكومة الفرنسية نجحت في إلقاء القبض على اللاّعبين الآخرين الذين حاولوا مغادرة البلاد للانضمام إلى الفريق. وعلى الرغم من هذه العقبات إلاّ أن فريق حزب جبهة التحرير الوطني الجزائري لعب 91 مباراة على مدى السنوات الأربع المقبلة، وساعدت انتصارات الفريق في منح وزيادة الاعتراف الدولي بكفاح الجزائريين من أجل الاستقلال. تشكيل فريق جبهة التحرير الوطني بعد مغادرة اللاّعبين الجزائريينلفرنسا والتحاقهم بتونس تمّ تشكيل فريق جبهة التحرير الوطني لكرة القدم عقب النداء الذي وجّهته الجبهة إلى كلّ اللاّعبين الجزائريين في فرنسا، والذي رافقه صدى إعلاميا كبيرا على الصعيد العالمي، خاصّة وأن العالم كلّه يراقب التحضيرات المكثّفة للمشاركة في كأس العالم، كما أثّر الحادث كثيرا على الشرطة الفرنسية التي لم تتمكّن من التفطّن إلى العملية. وبعد تشكيله في تونس تحت قيادة بومزراق قام فريق جبهة التحرير الوطني بتمثيل القضية الجزائرية في المحافل الدولية، فسافر عبر أقطار عديدة من تونس إلى بكين وبلغراد وهانوي وطرابلس والرّباط وبراغ ودمشق وغيرها من العواصم التي نزل بها حاملا علم الجزائر، وقد لعب فريق جبهة التحرير الوطني 62 مقابلة فاز في 47 مقابلة وتعادل في 11 منها وانهزم في 04 مقابلات فقط. وواصلت تشكيلة فريق جبهة التحرير دورها الرياضي النضالي إلى غاية 1962، أين شكّلت النواة الأولى للفريق الوطني الجزائري الذي خاض كما سبق وأن ذكرنا في أعدادنا السابقة أوّل لقاء له بعد الاستقلال في السادس من شهر جانفي عام 1963 بملعب 20 أوت أمام المنتخب البلغاري بفوز منتخبنا الوطني بهدفين لواحد، وقّع هدفي المنتخب الجزائري عبد الغني زيتوني. أشهر لاعبي منتخب الجبهة رشيد مخلوفي: غزال البحر الأبيض المتوسط ولد رشيد مخلوفي في 12 أوت 1936 في مدينة سطيفبالجزائر، يعتبر واحدا من بين أحسن اللاّعبين الجزائريين لكلّ الأوقات، كما يعتبر أحد أفضل لاعبي البطولة الفرنسية لكلّ الأوقات أيضا. بدأ مخلوفي مشواره مع اتحاد سطيف، ثمّ اقترحه أحد لاعبي سان إيتيان على مدرّب الفريق المشهور جون سنيلا سنة 1954، وبعد إجرائه التجارب لنصف ساعة فقط تمكّن مع إمضاء العقد مع نادي سان إيتيان وعمره 18 سنة. سجّل 106 أهداف في 213 مقابلة لعبها مع سان إيتيان، منها 104 أهداف في 205 مباريات في البطولة الفرنسية وهدفان في كأس أوروبا للأندية البطلة، حيث لعب 8 مقابلات. لعب رشيد مخلوفي 4 مقابلات مع المنتخب الفرنسي بين سنتي 1956 و1957 حيث كان أحد آمال الكرة الفرنسية قبيل كأس العالم 1958 بالسويد. لكن قبل شهران من انطلاق نهائيات كأس العالم، وبالضبط في 14 أفريل 1958 قرّر رشيد مخلوفي الالتحاق بفريق جبهة التحرير الوطني مفاجئا بذلك الرأي العام الفرنسي وذلك استجابة منه لنداء الوطن، حيث فضّل التضحية بمستقبله كلاعب حبّا في الوطن والتزاما بندائه. قضى مخلوفي ستّ سنوات أخرى مع سان إيتيان سنة 1968، حيث فاز معه بثلاث بطولات سنوات 1957، 1964، 1967 و1969 وكأس واحدة سنة 1968 ليلتحق سنة 1968 بنادي باستيا كلاعب ومدرّب في نفس الوقت حتى 1970، بعدها أصبح مدرّبا للمنتخب الجزائري ورئيسا للاتحادية سنة 1988 لمدّة قصيرة. عبد الحميد كرمالي مهندس التتويج التاريخي ل "الخضر" في كأس أمم إفريقيا 1990 ولد عبد الحميد كرمالي في 24 أفريل 1931 بسطيف وتوفي قي مثل هذا الشهر من العام الماضي، لعب للعديد من الأندية الجزائرية مثل اتحاد سطيف وغالية الجزائر واتحاد الجزائر، وقد لعب في فرنسا لأندية أولمبيك كان وأولمبيك ليّون، وكمدرّب درّب منتخب الجزائر لكرة القدم في كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم 1990، كما درّب كرمالي العديد من النوادي الجزائرية منها على الخصوص فريقا مسقط رأسه الوفاق والاتحاد واتحاد الشاوية، كما درّب في المغرب وفي بعض دول الخليج العربي. المرحوم سعيد حدّاد المدافع الذي كان يخشاه الفرنسيون ولد الرّاحل سعيد حدّاد في 30 أوت عام 1922، كان يلعب في مركز وسط الدفاع وساهم في الكثير من إنجازات فريق جبهة التحرير الوطني. وقبل تلبيته لنداء الواجب والوطن -والتحاقه بصفوف فريق جبهة التحرير الوطني من عام 1962 إلى 1964، حيث شارك معه في 22 مقابل- كان سعيد حدّاد يلعب في صفوف أف. سي. سات الفرنسي من (64الى 47)، ثمّ مرسيليا (49 إلى 52) وتولوز (56 إلى 58)، وقد وافته المنية سنة 1981. المرحوم عبد الحميد بوشوك عاش في الأضواء ومات في الخفاء انتقل عبد الحميد بوشوك إلى رحمة اللّه في سنّ ال 78 بمدينة تولوز الفرنسية التي كان أحد نجوم فريقها الكروي في الخمسينيات وقطع مشوارا مشرقا مع فريق جبهة التحرير، وهو كما الآخرين لم يتمكّن من مقاومة رغبة الالتحاق بصفوفها سنة 1958. وعشية الاستقلال استفاد المرحوم بوشوك من منحة دراسة بيوغوسلافيا تلقّى خلالها تكوينا خاصّا في التسيير الرياضي ليعود بعد ذلك إلى الجزائر، حيث تولّى منصب مدير الرياضات بوزارة الشباب والرياضة التي شغل فيها عدّة مناصب بعد ذلك. وخصال المرحوم كانت كثيرة، لكن تواضعه وبساطته واستعداده الدائم لمدّ اليد للآخرين كانت أبرزها. منتخب الجبهة بالأرقام تاريخ التأسيس: 13 أفريل 1958 عدد اللاّعبين: 32 المؤسس: محمد بومرزاق المسؤول السياسي: محمد علاّم المكلّف بالعتاد: سلامي زمري عدد الدولة التي لعب فوقها: ال 32 دولة عدد اللّقاءات: 62 مقابلة ما بين سنوات 1958 و 1962 عدد الانتصارات: 47 انتصارا عدد التعادلات: 11 تعادلا عدد الهزائم: 4 انهزامات سجّل: 246 هدف - تلقّى: 66 هدفا أحسن مهاجم: رشيد مخلوفي ب 42 هدفا أشهر المقابلات: الاتحاد السوفياتي (4 مقابلات)، يوغسلافيا (5 مقابلات)، تشيكوسلوفاكيا (4 مقابلات)، رومانيا (4 مقابلات)، المجر (4 مقابلات)، بلغاريا (6 مقابلات)، الصين (5 مقابلات)، الفيتنام (4 مقابلات)، المغرب (7 مقابلات)، تونس (4مقابلات)، ليبيا (مقابلتين)، العراق (6 مقابلات) والأردن (3 مقابلات). أكبر الانتصارات: يوغسلافيا (6-1)، المجر (5-2)، تشيكوسلوفاكيا (4-1)، الصين (4-0)، تونس (9-0)، الأردن (11-0)، العراق (11-0) والفيتنام (11-0). أكبر الهزائم: بلغاريا (4-3)، يوغوسلافيا (2-0) وتشكيلة روستوف من الاتحاد السوفياتي (2-1). اللاّعبون الأحياء: سعيد عمارة (بيزي)، قدور مخلوفي (موناكو)، محمد بوريشة (نيم)، دحمان دفنون (أونجي)، سماين أبرير (لوهافر)، عبد الكريم كروم (تروا)، محمد معوش (رامس)، رشيد مخلوفي (سانت إيتيان)، عمار رواي (أونجي)، عبد اللّه هدهود المعرف بستاتي (بوردو)، عبد الرحمن سوكان (لوهافر)، محمد سوكان (لوهافر)، عبد الحميد زوبا (نيور) ومحمد علام (المسؤول السياسي). اللاّعبون المتوفون: مختار عريبي (لانس)، علي بن فضّة (أونجي)، عبد العزيز بن تيفور(موناكو)، عبد الرحمن بوبكر (موناكو)، شريف بوشاش (لوهافر)، حسين بوشاش (لوهافر)، عبد الحميد بوشوك (تولوز)، حسن بورطال (بيزيي)، سعيد براهيمي (تولوز)، حسن شابري (موناكو)، سعيد حدّاد (تولوز)، عبد الرحمن أبرير (تولوز)، عبد القادر معزوزة (نيم)، أحمد وجاني (لانس)، محمد بومزراق (المبادر بإنشاء الفريق)، عبد الحميد كرمالي (ليّون)، مقران وليكان (مونبوليي)، مصطفى زيتوني (موناكو) وعلي دودو (عنابة).