أكد الرئيس السابق للموزمبيق جواكيوم ألبرت شيسانو، أن الجزائر تؤدي دورا محوريا في إفريقيا لا يختلف عن فكرها التحرري إبان ثورة نوفمبر. من جهته أشاد الوزير السنغالي السابق، أبدولاي باتيلي، بدفاع الجزائر عن قضايا القارة السمراء في الوقت الراهن ضد التحديات المشتركة. قال شيسانو، إن نضال الجزائر اليوم دفاعا عن قضايا التحرر في إفريقيا يؤكد بقاءها على النهج الثوري لنوفمبر، الذي كان محطة مفصلية في تاريخ القارة بعد استقلال الجزائر، كونه أصبح مرجعية لكل حركات التحرير في القارة السمراء. ولقي دور الجزائر التحرري ماضيا وحاضرا إشادة من قبل الرئيس السابق شيسانو والوزير السينغالي السابق أبدولاي خلال ندوة نقاش بيومية «المجاهد»، أمس، حيث نوها باستلهام الأفارقة من نضال الجزائر وفكرها التحرري ضد الاستعمار القديم والجديد، ما بوأها مكانة محترمة داخل الإتحاد الأفريقي. في هذا الصدد، قال رئيس موزمبيق السابق إن تاريخ الفاتح نوفمبر 1954 مفعم بالرمزيات، ليس للجزائر فحسب بل لإفريقيا برمتها، مشيرا إلى أن «الأفارقة ممتنون للغاية وفخورون بأبطال الجزائر التي بينت لإفريقيا السبيل الذي تسلكه للتحرر من الاستعمار ونظام الفصل العنصري». وأوضح شيسانو، أن نضال ودور الجزائر يتيح للأجيال الجديدة الاطلاع على مساهمتها الكبيرة في صحوة الضمائر للاهتداء لأمثل السبل الواجب اتباعها لتحقيق الحرية، مؤكدا أن التحديات والرهانات تلزم جميع الدول الإفريقية بالتخندق في طريق واحد، والجزائر تسير في هذا الاتجاه. وبعدما أكد على الدور الذي أدته الجزائر في استقلال بلده، الذي كان يرزخ تحت نير الاستعمار البرتغالي، ذكر الرئيس الموزمبيقي السابق أن 250 مقاتل الأوائل الذين شاركوا في اندلاع الكفاح من أجل تحرير الموزمبيق في 25 سبتمبر 1964 تلقوا تدريبهم في الجزائر. وفي هذا الصدد، نوه بالدعم العسكري واللوجستي والمالي، الذي استفاد منه الموزمبيق، على غرار الدعم الدبلوماسي والسياسي للجزائر، مشيرا أن الدبلوماسية الجزائرية أصبحت صوت إفريقيا في الاجتماعات الدولية، لا سيما في الأممالمتحدة ومنظمة الوحدة الإفريقية وحركة عدم الانحياز. وبدوره قال الوزير السنغالي السابق، أبدولاي باتيلي، إن السنغاليين استفادوا من ثورة التحرير الجزائرية، وهو ما أدى إلى نشر الفكر التحرري عبر كافة القارة السمراء. وشدد أبدولاي على أهمية بناء شراكة قوية لمواجهة التحديات المتصاعدة في أفريقيا، مذكرا بأن السنغاليين تشربوا معاني الشهامة من الشعب الجزائري في الكفاح لسبيل استقلال الجزائر. وأعرب الوزير السنغالي السابق بشكل خاص، عن إعجابه بالمفاوضات التي أجراها الجزائريون في إطار اتفاقيات إيفيان التي أدت إلى استقلال الجزائر. وقال إن نموذج المفاوضات التي أجريت في إيفيان كان له تأثير مهم للغاية على مسار تصفية الاستعمار في إفريقيا وهو ما يجب أن تحصن به الأجيال القادمة.