ترحّم رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أمس، بمقام الشهيد بالعاصمة، على أرواح شهداء الثورة التحريرية المجيدة بمناسبة إحياء الذكرى 67 لاندلاعها. بعد أن استعرض تشكيلة من الحرس الجمهوري التي أدت له التحية الشرفية، وضع الرئيس تبون إكليلا من الزهور أمام النصب التذكاري وقرأ فاتحة الكتاب ترحما على أرواح شهداء الثورة التحريرية. وحضر المراسم رئيس مجلس الأمة صالح قوجيل ورئيس المجلس الشعبي الوطني إبراهيم بوغالي والوزير الأول وزير المالية أيمن بن عبد الرحمن ورئيس المجلس الدستوري كمال فنيش ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق السعيد شنقريحة وكذا أعضاء من الحكومة. أشرف على حفل استقبال بقصر الشعب أشرف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بقصر الشعب بالجزائر العاصمة، على حفل استقبال بمناسبة إحياء الذكرى 67 لاندلاع ثورة الفاتح نوفمبر 1954، وحضرت حفل الاستقبال وفود ممثلة عن دول إفريقية وعربية شقيقة. جرت المراسم بحضور رئيس مجلس الأمة صالح قوجيل ورئيس المجلس الشعبي الوطني إبراهيم بوغالي والوزير الأول وزير المالية أيمن بن عبد الرحمن ورئيس المجلس الدستوري كمال فنيش ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق السعيد شنقريحة. وتلقى رئيس الجمهورية، خلال هذا الحفل، التهاني من مسؤولين سامين في الدولة وأعضاء الحكومة وضباط سامين في الجيش الوطني الشعبي. كما تلقى التهاني من شخصيات وطنية وتاريخية ومجاهدين ومجاهدات وممثلي الأحزاب السياسية والمجتمع المدني وكذا أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد في الجزائر. تلقى التهاني من نظيره التونسي تلقى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون مكالمة هاتفية من نظيره التونسي قيس سعيد، هنأه فيه بعيد الثورة التحريرية هذا نصها: تلقى رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون مكالمة هاتفية من أخيه قيس سعيد رئيس الجمهورية التونسية الشقيقة، هنّأه فيها باسمه وباسم الشعب التونسي الشقيق، بالعيد المجيد للثورة التحريرية، في ذكراه السابعة والستين، متمنيا له وللشعب الجزائري دوام الرخاء والإزدهار. ومن جهته شكر السيد الرئيس، نظيره التونسي على سمو مشاعر الأخوة والصداقة. ...ويستقبل رؤساء وفود دول إفريقية وعربية استقبل رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أمس، بقصر الشعب بالجزائر، رؤساء وفود الدول الإفريقية والعربية التي شاركت في مراسم الاحتفال بالذكرى 67 لاندلاع الثورة التحريرية. وبهذا الصدد، استقبل الرئيس تبون كلا من الرئيس السابق لدولة موزمبيق جواكين ألبيرتو شيسانو والوزير السنغالي السابق أبدولاي باتيلي، إلى جانب السيدة سامية نكروما إبنة الرئيس الغاني السابق كوامي نكروما. كما استقبل رئيس الجمهورية رئيس المجلس الوطني الانتقالي لجمهورية مالي ماليك جياو ووزيرة الخارجية والتعاون الدولي بليبيا نجلاء المنقوش ووزير الشؤون الخارجية التونسي عثمان الجرندي. وثمّن رؤساء الوفود الإفريقية والعربية، دور الجزائر "المحوري" وجهودها "الحثيثة" في سبيل تحقيق الوحدة الإفريقية. استكمال الاستقلال التام في إفريقيا بهذا الصدد، أكد الرئيس السابق لدولة موزمبيق جواكيم ألبيرتو شيسانو في تصريح للصحافة، أن هذا اللقاء تميز ب«حوار حر وتبادل للأفكار حول الثورة الجزائرية وسبل تسليم المشعل من المناضلين السابقين للجيل الحالي، من أجل استكمال تحقيق الاستقلال التام في إفريقيا". وأكد ضرورة تحقيق "الوحدة الإفريقية" من خلال الاستلهام من تضحيات الأبطال السابقين، مضيفا أن الرئيس تبون أكد له على "الدور المحوري" الذي تقوم به الجزائر على المستويين الدولي والقاري في سبيل الحفاظ على كرامة الشعوب. كما ثمّن الجهود الدبلوماسية "الحثيثة" التي بذلتها الجزائر عبر التاريخ، في سبيل تحقيق الوحدة الإفريقية والعمل على تنمية القارة. وبذات المناسبة، اعتبر شيسانو اندلاع الثورة التحريرية بمثابة "منارة" مهدت الطريق لباقي الشعوب الإفريقية من أجل المطالبة بالاستقلال وذلك بدعم من الجزائر، مشددا على أن الاحتفال بالذكرى 67 لهذا الحدث التاريخي هو "احتفال لكل إفريقيا". العلاقات الجزائرية- السنغالية تاريخية من جانبه، أكد الوزير السنغالي السابق أبدولاي باتيلي، أن اللقاء الذي جمعه مع الرئيس كان "ثريا" وتناول مختلف المواضيع المتعلقة بالتطورات في القارة الإفريقية، مشيرا إلى أن العلاقات الجزائرية- السنغالية "تاريخية، مرتبطة بالجانب الديني، بالنظر للتواجد الكبير للطريقة التيجانية في السنغال وإسهامها في نشر الإسلام". واعتبر باتيلي أن ثورة نوفمبر التي يمجدها الشعب الجزائري، كان اندلاعها "حدثا مهما ساهم في التأسيس لبروز حركات التحرر في القارة الإفريقية"، داعيا إلى "إعادة إيقاد شعلة أول نوفمبر" من أجل الانتصار لفكرة إفريقيا الموحدة. وثمن "نجاح" الجزائر في بناء مؤسساتها الدستورية، مشيدا بدورها "المحوري" ودفاعها عن مسألة الوحدة الإفريقية، مؤكدا أن رئيس الجمهورية "طمأننا بأن الجزائر ستبقى في قلب الانشغالات الراهنة لإفريقيا وبحث سبل توحيدها وجعلها عنصرا نشطا في المحافل الدولية ومحركا مهما في هذا العالم المتغير". فرص تعاون كبيرة وعقب استقبالها من طرف الرئيس تبون، عبرت سامية نكروما، ابنة الرئيس الغاني السابق كوامي نكروما، عن سعادتها بهذا اللقاء، مؤكدة أن والدها كان "قريبا جدا" من الجزائر وعمل على "توطيد العلاقة معها" وكان يدافع عن "الأهداف المشتركة" بين البلدين. وأضافت، أن "غانا ساعدت الجزائر خلال الثورة التحريرية، مثلما ساعدت الجزائر العديد من حركات التحرر في العالم"، واعتبرت أن "الأمل معقود لمستقبل واعد وفرص تعاون كبيرة" بين الدول الإفريقية التي دعتها إلى "الاتحاد". علاقات تاريخية أساسها الاحترام بدوره، حيّا رئيس المجلس الوطني الانتقالي بمالي ماليك جياو، السلطات الجزائرية وعلىٍ رأسها رئيس الجمهورية على هذا الاستقبال في هذه المناسبة الخاصة، مشيرا إلى أنه شارك في الاحتفال بذكرى اندلاع الثورة ممثلا لرئيس المرحلة الانتقالية لدولة مالي العقيد آسيمي غويتا، وذلك "للتأكيد على متانة العلاقات الثنائية التاريخية بين البلدين والمبنية على أساس الاحترام المتبادل". وأضاف، أن الوفد المالي حاضر بالجزائر من أجل "مواصلة العمل الذي بدأه الآباء سابقا، والتعبير عن تأييد الشعب المالي للدولة الجزائرية التي دعمت استقرار مالي". وتابع بالقول: "نحيي دور الجزائر ونؤكد استعدادنا للعمل مع الجزائر من أجل استقرار مالي وتنميتها دعما للاستقرار في منطقة الساحل". تمازج دماء الشعبين الليبي والجزائري كما استقبل رئيس الجمهورية الوزيرة الليبية للشؤون الخارجية والتعاون الدولي، نجلاء المنقوش، التي عبّرت عن سعادتها بإحياء هذا اليوم "التاريخي المميز"، مضيفة أن اللقاء مع الرئيس تبون سمح بالتحاور حول "العلاقات الثنائية ومناقشة آخر التطورات". وأكدت أنه "أبدى دعمه الكامل لحكومة الوحدة الوطنية وللشعب الليبي" وأكد دعمه ل«استقرار ليبيا". وفي حديثها عن تاريخ أول نوفمبر 1954، قالت الوزيرة الليبية إن الجزائر أعطت عبر تاريخها "دروسا في الجهاد والبطولة وحب الوطن"، مذكرة ب«تمازج دماء الشعبين الليبي والجزائري في حربهما ضد الاحتلال". علاقات عميقة مبنية على التآزر من جانبه، قال وزير الخارجية التونسي عثمان الجرندي، عقب استقباله، إنه أبلغ الرئيس تبون "مدى احترامنا وحبنا للجزائر وتعلقنا بالعلاقات الأخوية وسبل تطويرها وتعزيزها"، مضيفا: "استمعت جيدا لتحليلات الرئيس تبون فيما يخص العلاقات الثنائية والشخصية بين الرئيسين"، مشيرا إلى أن هذه العلاقات "عميقة ومبنية على التآزر". وتابع، أنه استمع أيضا إلى تحليلات رئيس الجمهورية بخصوص مختلف القضايا المطروحة في المنطقة، مؤكدا وجود "توافق كلي حول المسائل الدولية والإقليمية" وأن البلدين "مقبلان على رفع مستوى العلاقات لتصبح علاقات استراتيجية تشمل كل المجالات" وعبر "عن استعداد البلدين لمجابهة كل التحديات سويا والتقدم نحو غد أفضل".