تشكل مكافحة التّغيّر المناخي والكوارث الناجمة عنه، التي خصّصت لها مجموعة من المنظمات غير الحكومية يوما عالميا، يصادف 8 ديسمبر من كل سنة، أحد التزامات الجزائر الدائمة على المستوى الوطني والقاري، التي تعمل على تجسيدها من خلال مخططات ومشاريع. تؤكّد الجزائر، التي تعاني من تفاقم الظواهر المناخية القصوى، دعمها لكل مبادرة دولية من شأنها كبح ظاهرة الاحتباس الحراري، ومكافحة التصحر والجفاف وحرائق الغابات وغيرها من الكوارث الطبيعية والبيئية. كما تشدّد الدولة الجزائرية، في عدة مناسبات عالمية وإقليمية خاصة بالمناخ، آخرها المؤتمر ال 26 للأطراف لاتفاقية الأممالمتحدة الإطارية بشان التغيرات المناخية (كوب-26)، الذي احتضنته غلاسكو البريطانية في المنتصف الأول من شهر نوفمبر المنصرم، على أنّ معالجة المسائل المناخية يجب أن ترتكز على المسؤولية التاريخية للبلدان المتطورة، المتسببون الرئيسيون للاحتباس الحراري، والأخذ بعين الاعتبار الاختلالات بينها وبين الدول النامية. 155 مشروع للتّجسيد خلال عشر سنوات على المستوى المحلي، سطّرت الجزائر مخطّطا وطنيا للمناخ للفترة 2020-2030 يحمل 155 مشروع لخفض انبعاثات الغازات الدفينة،وللتكيف مع الاثار السلبية للتغيرات المناخية، ولمرافقة الحوكمة المناخية، تعهّدت فيه بتخفيض انبعاثاتها من الغازات الدفيئة بنسبة 7 بالمائة، وبالعمل على الوصول إلى نسبة 22 بالمائة في آفاق 2030 في حال حصولها على دعم ماليدولي لتمويل المشاريع الكبرى الرامية إلى التكيف مع التغيرات المناخية. ومن بين المشاريع التي يتضمّنها المخطّط الوطني للمناخ، الذي يشكّل أداة عملية لتطبيق السياسة الوطنية العشرية لمكافحة التغيرات المناخية وتنمية الاقتصاد الأخضر، ودليلا ملموسا على الوفاء بالالتزامات الدولية وإظهارا للإرادة السياسية والجهود الوطنية لمكافحة تغير المناخ، نجد مشروعان هامان يتعلقان بإعادة تأهيل مشروع السد الأخضر، واستعمال الطّاقة الشّمسية في ضخ المياه للسقي في منطقة الجنوب والهضاب العليا. وعن هذه السياسة العشرية، كان الوزير الأول، وزير المالية، أيمن بن عبد الرحمان، قد أكّد، خلال مشاركته في قمّة «مبادرة الشرق الأوسط الأخضر»، التي جرت في نهاية أكتوبر الماضي بالرياض السعودية، بصفته ممثلا لرئيس الجمهورية، أنّها تقوم أساسا على «تشجيع تطوير الاستثمار في مجال فرز وتحويل النفايات، وفي مجال الطاقات المتجددة». وذكر، في هذا الشأن، باستحداث هياكل وطنية متخصّصة، على رأسها وزارة الانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة، التي تعمل على تسريع تنفيذ المشاريع قيد الانجاز في مجال الرصانة والفعالية الطاقوية وإنتاج الهيدروجين الأخضر، إلى جانب مشروع السد الأخضر، الذي تعمل الجزائر حاليا على إعادة بعثه من أجل توسيع مساحته. وتؤكّد الجزائر، التي تساهم بنسبة 39 ، 0 بالمائة من انبعاث الغازات الدفيئة في العالم، دائما على ضرورة الإسراع في إنشاء صندوق إفريقي خاص بالكوارث الناجمة عن التغيرات المناخية، الذي اقترحه رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، خلال مشاركته، شهر مارس الماضي في اجتماع لمجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي على مستوى رؤساء الدول والحكومات، والذي حظي بموافقة وتبني المشاركين له. وتتمثل المهمة الأساسية لهذا الصندوق في دعم ومرافقة جهود البلدان الإفريقية لصالح المناخ من خلال تمكينها من تجاوز الصعوبات المرتبطة، بالحصول على التمويلات الضرورية لبلوغ الأهداف المرجوة في هذا الصدد. يذكر أنّه يجري كل سنة في الثامن من ديسمبر الاحتفال باليوم العالمي للمناخ، وهو مبادرة أطلقتها عدة منظمات غير حكومية للتذكير بمخاطر التغيرات المناخية، وضرورة التحرك للحد من آثارها.