يعلق سكان بونة من المهتمين بالثقافة والفنون أمالا على عودة المهرجان الدولي للفيلم المتوسط، الذي ساهم بعد إعادة بعثه من جديد في 2015، وقبل توقفه دون سابق إنذار سنة 2019 في إنعاش الحياة الثقافية بهذه المدينة، لتكون ولفترة وجيزة من خلال هذه التظاهرة محط أدباء وكتاب وفنانين من مختلف جهات العالم، وفضاء لالتقاء ثقافات وفنون البحر الأبيض المتوسط. يبقى المهرجان الدولي للفيلم المتوسطي الغائب الأول عن تظاهرات بونة، بالرغم من أنه بات من المواعيد السينمائية الكبرى في الجزائر، ومن التظاهرات الأبرز التي ينتظرها عشاق الفن السابع بعنابة على وجه الخصوص، لتكون بمثابة المتنفس لهم للاطلاع على أحدث الأفلام السينمائية العربية والعالمية. عودة الصالونات بعد عودة الحياة للنشاطات الثقافية والفنية التي توقفت إجباريا بسبب الجائحة الصحية كوفيد 19، يعمل القائمون على الثقافة بعنابة على إنعاش هذا القطاع، من خلال تنظيم تظاهرات ثقافية ولقاءات أدبية، كان لها الصدى وسط الجمهور العنابي المهتم بكل ما هو ثقافة، ليكون في الموعد ويساهم في استرجاع بونة لعبق الثقافة والفنون. شهدت سنة 2021 عودة «صالون ربيع الكتاب» لجمهوره ومحبي المطالعة تحت شعار «لكل كتابه»، ليكون لعشاق القراءة أمام فرصة الوقوف على آخر ما جادت به المكتبة الجزائرية من إصدارات في مختلف المجالات والتخصصات، حيث ارتأى القائمون عليه تنظيمه على الهواء الطلق، لتقريب الكتاب من القارئ واستمالة أكبر عدد من القراء، من مختلف الفئات والأجناس، رافقه برنامجا ثقافيا تفاعليا منوعا من ندوات ومحاضرات تناولت القضايا الثقافية الراهنة، وكذا حركة النشر في الجزائر. إضافة إلى الصالون الوطني للكتاب الذي شارك فيه ما يقارب 20 دور نشر وأكثر من 04 آلاف عنوان، عاد «صالون نادية» مؤخرا إلى الساحة الثقافية وبقوة ليفتح أبوابه في عدده الجديد أمام عشاق الكلمة ورواد الحرف من مختلف جهات الوطن للاستمتاع بما جادت به قريحة شعراء الجزائر ويكون بدوره فضاء لكتاب وأدباء من مختلف جهات الوطن للالتقاء ومناقشة قضايا الساعة في المجال الثقافي والأدبي. البوابة الرقمية للفيلم القصير بات مهرجان البوابة الرقمية للفيلم الدولي القصير بعنابة أبرز حدث سينمائي تشهده بونة، وهو الذي ولد من رحم جائحة كوفيد-19، ليكون أول منصة للفيلم القصير في الجزائر تهدف لخلق حركية مستمرة على مدى السنة وتشجيع صانعي الأفلام وتحفيزهم وإثراء المشهد السينمائي الجزائري والدولي في ما يخص الأفلام القصيرة، كما يعد بحسب تصريحات القائمين عليه المهرجان الافتراضي الشهري الوحيد للفيلم القصير الدولي في الجزائر وإفريقيا وكامل الوطن العربي، ويستقطب العديد من المشاركات من مختلف جهات العالم، بحيث تدوم فعالياته دون انقطاع منذ 20 شهرا. في الوقت الذي تتواصل فيه أيضا «أيام عنابة للفيلم القصير» الذي احتضنته بونة أواخر نهاية السنة في طبعته 14، حيث غاب هو الآخر ما يقارب العامين بسبب فيروس كورونا، ليكون عشاق الفن السابع على موعد مع أحدث الأفلام السينمائية الروائي القصير والغنائي القصير المنتجة عبر مختلف ربوع الوطن، والحائزة على عديد الجوائز في مختلف المهرجانات الوطنية والدولية، كما كانت المناسبة أيضا فرصة لالتقاء مختلف الفاعلين في مجال الفن السابع من سينمائيين ومخرجين ومنتجين. «مجوبي» في الموعد مسرح مجوبي بدوره لم تثنه الجائحة الصحية عن إمتاع جمهوره عبر الفضاء الافتراضي، الذي كان الوسيلة الأمثل للمحافظة على التواصل بين أبي الفنون وجمهوره، من خلال إطلاق برنامج تفاعلي لنشاطات فنية وثقافية تحت شعار «اقعد في دارك المسرح يجي حتى لعندك»، كما كانت انطلاقته قوية بعد عودة النشاطات الثقافية إلى أرض الواقع واحتضان جمهوره ورفع الستار مرة أخرى على العروض المباشرة الموجهة لجميع الفئات، فمن بين النشاطات التي قدمها مسرح مجوبي معرض حول الانتاجات المسرحية لمسرح عنابة، تربصات لفائدة شباب عنابة من جمعيات وتعاونيات في فن الارتجال، وعروض مسرحية للجمهور الصغير كل يوم سبت، عبر تظاهرة «أيام عنابة المسرحية للطفولة»، إلى جانب عروض للكبار لجمعيات وتعاونيات من مختلف جهات الوطن. نشاطات ولقاءات أدبية شهدت عنابة مؤخرا عودة قوية للقاءات الأدبية والملتقيات الوطنية، والتي كانت فضاء لالتقاء الكتاب والأدباء، على غرار تنظيم مديرية الثقافة لولاية عنابة، بالتنسيق مع دار الثقافة والفنون يوما أدبيا بعنوان الأدب الوجيز كان فيه الروائي الكبير السعيد بوطاجين ضيف الشرف، حيث قدم مداخلة حول تجربته في هذا المجال، وتحدث فيه أساتذة وباحثون مختصون عن قصيدة الهايكو، وعن أدب التويتر، والأقصوصة القصيرة جدا، إضافة إلى الملتقى الوطني الأول بعنوان: «واقع اللغة العربية في المحيط الجزائري: الأداء والاستعمال اليومي»، واليوم الدراسي الذي نشطه كوكبة من الأساتذة على مستوى المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بركات سليمان لولاية عنابة، بالتنسيق مع الجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية حول «محمد أركون مسيرة فكرية.. المنابع المحددات والتجليات».. في انتظار التظاهرات الكبرى التي ستعيد لجوهرة الشرق بونة تألقها الثقافي وبريقها الفني..